كثيرة هي الأسئلة التي تطرح اليوم عند الجميع عن عدم الرد على الخروقات التي يقوم بها العدو الإسرائيلي منذ سريان وقف إطلاق النار.
والأكثر هي التحليلات في هذا الأمر التي نسمع منها الكثير أيضا” منها الإيجابي ومنها السلبي حسب أنتماء قائلها
ولكن الحقيقة هي واضحة رغم آلم هذه الخروقات الكبيرة
وانا بدوري لن أسميها خروقات إنما اعتداءات ممنهجة مدمرة وشرسة بحق القرى الأمامية والعمق اللبناني.
لماذا سكوت المقاومة عن هذه الأعتداءات؟
هو سبب واحد فقط.
منذ أعلان وقف إطلاق النار لغاية كتابة هذا المقال نفذ العدو الإسرائيلي 822 أعتداء بري وجوي وحشي منذ 27 تشرين الثاني لغاية فجر 25 كانون أول
من أغتيال إلى تدمير قرى وتفخيخ منازل وجرف حقول مثمرة وأخر هذه الأعتداءات غارة من طيران العدو من ساعات هذا الفجر على أحد قرى بعلبك
وفي نفس السياق لبنان لم يقم بأي خرق لهذا الأتفاق والمقاومة التزمت به بكل مندرجاته وتضبط نفسها ولم تتخذ قرار (النأي بالنفس)
ولكنها تعطي فرصة أخيرة للدبلوماسية ولكل مَن يطالب بالدولة أن تقوم بواجبتها. وتحديدا” لمَن طالب الجيش اللبناني بالأنتشار في جنوب لبنان لوقف هذه الأعتداءات
علما” بأن الجيش اللبناني كان متواجد في الجنوب وله مراكزه وحضوره وهو جيشنا الذي نفتخر به وقد ارتقى له عشرات الشهداء خلال هذه الحرب، ولكنه لا يملك امكانية مواجهة إسرائيل إلا بالعقيدة التي نعتز بها
وهنا صمت المقاومة جاء ليثبت بعد وقف إطلاق النار وهذه الخروقات المذكورة بالأرقام
هل أستطاعت الحكومة اللبنانية وقف هذه الأعتداءات الإسرائيلية؟
هل أستطاع الجيش اللبناني وقف هذه الأعتداءات الإسرائيلية والرد عليها؟
هل أستطاعت قوات الطوارئ الدولية وقف هذه الأعتداءات الأسرائيلية؟
هل أستطاعت الأمم المتحدة وقف هذه الأعتداءات الإسرائيلية؟
هل أستطاعت اللجنة الخماسية التي تضم أميركا وفرنسا من وقف هذه الأعتداءات الإسرائيلية ؟
فإذا كل هذا العالم لم يستطيع فعل ذلك وبعد أيام من أقتراب موعد المهلة من أنقضاء الشهرين لوقف اطلاق النار والتزام المقاومة التام بعدم الخرق، تبين بأن مَن يحمي لبنان من العدو هي المقاومة فقط
مَن يردع العدو هي المقاومة
مَن يهزم العدو هي المقاومة
66 يوما” من المعارك الأسطورية لم تتمكن قوات العدو من الدخول إلى القرى الأمامية وكانت تواجه رجال الله الذين صمدوا بوجهها ببسالة وبطولة يجب ان تدرس في الجامعات لأنها فعلا” كانت أسطورية
من كفركلا إلى العديسة ومارون الراس وبنت جبيل والطيبة والخيام والناقورة وكل شبر من أرض الجنوب
ولم تستطيع تحقيق شيئ من الأهداف، وقد حققته بعد وقف إطلاق النار وعلى مسمع ومرآى الدولة والجيش وقوات الطوارئ الدولية ولجنة الخماسية
فأين السيادة بذلك؟
وهل ما زلتم تؤمنون بأن الدبلوماسية تحقق الأمن للجنوب مع عدو غدار لا يعترف بأي قرار دولي
مَن يردع هذا العدو هو سلاح المقاومة فقط الذي انتصر عليها وأذلها من العام 2000 لغاية اليوم
المقاومة لم تقوم بالرد فقط لهذا السبب وليس ضعفا” كما يعتقد بعض الذين لا يملكون الحس الوطني
وقد أثبتت المقاومة بهذا الصمت بأن الدبلوماسية فشلت والسيادة هي بالحفاظ على الأرض وعدم تدنيسها من العدو بالسلاح وليس بالكلام
والقادم من الأيام سيكون للمقاومة كلام أخر ولا يعتقد أحد بأن سكوتها ضعف إنما إعطاء الدليل عن صوابية المواجهة العسكرية
فإذا كنتم لا تريدون فتح جبهة الحرب مجددا” عليكم اليوم وخلال ساعات وقف هذا العدو عن الأعتداءات المتكررة قبل أن ينفذ صبر المقاومة.
بقلم نضال عيسى
المقال يعبر عن رأي الكاتب وليس رأي موقع سانا نيوز شكرًا على المتابعة.