اقلام

الشهيد رشيد كرامي العظيم، كان الوطن في إنسان، بقلم ناجي امهز

الشهيد رشيد كرامي العظيم كان الوطن في إنسان

بقلم ناجي أمهز

لن يعلم هذا الشرق البائس من تكون ومن كنت وماذا فعلت له، كما أن الوطن لم يدرك بعد أنك كنت تحميه بيديك العاريتين، والعالم العربي كنت تشد عضده وتثبت قواعده بحضورك العالمي، وبعد رحيلك بعامين تغير كل شيء في الشرق وفي الوطن، وكانك كنت الدرع الحصين للمنطقة.

بالرغم أنك لم تكن غنيا إلا بمحبة أهلك وناسك، ولم تأخذ حولك القبضايات لحمايتك، أو تتحالف مع دولة وتبيعها الوطن كي ترفع مقامك، بل كنت تسير وحيدا بين أبناء الكرامة في الفيحاء، تشاركهم أحزانهم وتفرح لأفراحهم، ورغم كل تواضعك وصمتك وندرة كلماتك وإطلالتك، إلا أنك كنت الاكثر حضورا، ومختلف الدول كانت تهاب جنابك، وتقف عند أعتابك وتأخذ برأيك وتعجز عن تجاوزك.

كثير كانوا يتساءلون عن السر الذي فيك، كل ابن آدم خطاء، لكن الرشيد لم يسجل عليه خطأ واحدا في السياسة، بل ربما كان خطاه الوحيد هو بحق نفسه التي ارهقها في قضية الوطن.

أيها الرشيد أنت تعرف من عليائك قبل أن تغتال لماذا اغتالوك،

جميع اعداء الوطن، كانوا يدركون جيدا، أنه لا يمكن العبث في لبنان، طالما حارسه الدستوري والوطني هو الرشيد،

كما كانوا يعلمون أنك لا تساوم أو تهادن، وإن كان لهم مشاريعهم وقوتهم، فإن لك حكمتك بإدارة الأمور وترتيبها، في مساعدة لبنان لتجاوز المحن رغم ضخامتها وفداحتها بأقل خسائر ممكنة.

أيها الرشيد، لا يحق لي أنا الذي أجلس في الصف الثالث أن أرمي التحية على غيابك، وأنت المعلم الكبير الذي بنى الوطن بحضوره، وصنع التاريخ بغيابه.

أيها الرشيد ربما الكثير في العالم هم صناعة زعامات ، فالزعيم هو الذي يقرر من يكون النائب أو الوزير أو حتى المدير في منصبه.

لكنك الوحيد الذي لم يكن له زعيم إلا والده، ولم تأت يوما إلى رئاسة الحكومة بتسوية، بل كانت رئاسة الحكومة تأتي إليك.

دولة الرئيس رشيد كرامي، نحن اليوم نتذكرك، وهناك فئة أصلا لم تنسك حتى تتذكرك فأنت حاضر دائما في مجدها وعقلها.

أيها الرشيد، عائلة كرامي ما زلت مستمرة على نهجك العظيم، وارثك الكبير، وها هو فيصل كرامي سليل بيتكم الكريم، يحمل الأمانة بإخلاص وإصرار، ويرفع الراية الوطنية العروبية كما كنت في مسيرتك، ويكمل الدرب في بناء الوطن، بين أهله، مع أبناء طرابلس الكرامة الشرفاء الذين طالما كنت تفتخر بالانتماء إليهم وأنك واحد منهم، وهم يفتخرون بك على مساحة الكرة الارضية.

أيها الرشيد، الإنسان عدو ما يجهل، ولكن المجرم الذي تجرأ عليك، يعلم أنه اغتال وطنا، واغتال طائفته، أمثالك أعظم وأكبر وأجل من يقترب أحد منهم دون إذنهم، لأن المستقبل سيحرقهم وينبذهم على مزابل التاريخ ولو بعد حين، وهذه سنن الحياة.

أيها الرشيد أنت لم يسكنك الموت، لأنك سكنت الحياة، والدليل أن كل الذين هم من مدرستك يستذكرنونك بمختلف طوائفهم وانتماءاتهم، وبعد ألف عام سيبقى من يكتب عن حضورك الذي لا يغيب.

ايها الرشيد هناك المئات ممن كانوا يسمون انفسهم زعماء اكلهم النسيان، والتهم تاريخهم الفراغ، حتى جوائزهم “وكراتين اعاشاتهم” لم تثبت حضورهم الذي هو مثل غيابهم، اما بالمقابل فان كل النخبة ننتظر ذكراك ايها العظيم لتكتب لو كملة او تسجل موقفا في كتاب المجد والخلود.

لترقد روحك بسلام ايها العظيم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى