وطنية – جبيل – كرمت جمعية اصدقاء المدرسة الرسمية في جبيل، برعاية راعي الابرشية المطران ميشال عون وحضوره وبالتعاون مع “مؤسسة ميشال عيسى للتنمية المحلية”، الطلاب الفائزين بالمراتب الثلاث الاولى في الشهادة الرسمية للثانوية العامة بفروعها الاربعة، خلال احتفال اقيم في قاعة كنيسة مار زخيا عمشيت، بعنوان “مستقبل لبنان نحنا”، شارك فيه النائب رائد برو، النائب سيمون أبي رميا ممثلا بمدير مكتبه هاني عماد، النائب زياد الحواط ممثلا بعمر اللقيس، الرئيس ميشال سليمان ممثلا بعميد كلية الهندسة المعمارية والتصميم في جامعة الروح القدس الكسليك المهندس ظافر سليمان، الشيخ احمد اللقيس، مدير عام وزارة التربية عماد الاشقر ممثلا برئيس مصلحة التعليم الخاص يوسف حرب، رئيس بلدية اهمج نزيه ابي سمعان، الرئيس التنفيذي ل”مؤسسة ميشال عيسى للتنمية المستدامة” الدكتور طوني عيسى، الرئيس السابق للاتحاد اللبناني لكرة الطائرة ميشال ابي رميا، رئيسة الجمعية سينتيا الحايك والاعضاء.
شارك في الاحتفال ميرنا قرقفي ممثلة مدير التعليم الثانوي خالد فايد، اوجيني عبود ممثلة رئيس المنطقة التربوية في جبل لبنان جيلبير السخن، سحر وإليان نون ممثلتا رئيس جمعية “جذور ورؤيا” الدكتور بشير الياس، رئيسة جمعية اصدقاء المدرسة الرسمية في المتن الشمالي راغدة يشوعي، مدراء ثانويات رسمية وأهالي المتفوقين ومدعوون.
ابي فاضل
بعد النشيد الوطني، تلت ماري ابي انطون اسماء الطلاب المتفوقين، والقى بعدها المربي غسان ابي فاضل كلمة تحدث فيها عن المراحل التي مر فيها التعليم الرسمي هذا العام. وقال : “ها نحن نقف معكم اليوم ، بعد كل ما مر علينا ، لنكرم معا مرة اخرى طلابنا المتفوقين ونشد على اياديهم وايادي اساتذتهم ومدرائهم واهلهم الذين اثبتوا بالتجربة المرة اننا شعب اهل للحياة ويستطيع ان يمتلك مستقبله متحديا كل الصعوبات ومتخطيا كل العوائق، ومرة جديدة ، بكل فرح وثقة، تضع جمعية اصدقاء المدرسة الرسمية في جبيل يدها بيدكم”.
حايك
ثم القت حايك كلمة هنأت فيها الطلاب المتفوقين على النجاح الذي حققوه رغم الظروف الصعبة التي رافقت العام الدراسي الماضي لا سيما في المدرسة الرسمية، موجهة الشكر لكل شخص ساهم ودعم ما زال الجمعية للاستمرار في عملها.
واذ اكدت ان “وضع التربية في خطر والوضع اللبناني عموما في خطر”، اعلنت ان “الجمعية هي سند لوزارة التربية وستبقى كذلك”، مشددة على “ضرورة استمرار التضامن والتكاتف وتجديد الوعد مع بعضنا البعض للاستمرار في مسيرتنا وتخطي الصعاب التي قد تعترضنا”.
عيسى
وأشار عيسى في كلمته الى ان “أهمية هذه المبادرة وفق معناها المباشر هي أنها تدعم طلابا متفوقين بشهادة الثانوية العامة، نفتخر بهم وبإنجازاتهم ولكن وفق معناها الأعم والأوسع : لهذه المبادرة معنى أبعد وأشمل فهي أولا تسلط الضوء على الموضوع التربوي في لبنان الذي يرزح تحت وطأة صعوبات لا تحصى ولا تعد وثانيا، وتوجه رسالة بأن التربية كانت وما تزال العمود الفقري لمقومات وجود هذا البلد، وتكاد تكون كل ما بقي لدينا من مقومات يمكن الارتكاز عليها للنهوض، وهي ثالثا، تؤكد أن صمود الشأن التربوي هو شكل من أشكال المقاومة الحقيقية لحماية البلد ليس فقط من الانهيار، بل أيضا من خطر الزوال، وتذكرنا رابعا بالأهمية التي يجب أن نوليها للتربية وضرورة إعطائها الأولوية، في هذه الظروف. وخامسا وأخيرا، تشدد على فكرة أن دعم التربية بات مسؤولية جماعية لا يجب ان تقتصر فقط على الدولة وأجهزتها، والتي نعرف تماما أنها لم تعد قادرة على تأدية هذا الدور لوحدها”.
وقال: “كل هذه الأسباب مجتمعة، دفعت باتجاه نشوء مؤسسات أهلية وجمعيات لدعم التربية والتعليم في لبنان، كما هي الحال مع جمعية أصدقاء المدرسة الرسمية في جبيل، وهو ما دفع بأناس كثر، في الأساس، لا علاقة لهم بالتربية او بالتعليم، كسينتيا الحايك ورفاقها في الجمعية، ومثلهم كثر، تنادوا في ما بينهم بشكل عفوي، وجعلوا من موضوع التربية في لبنان قضيتهم ونضالهم وشغلهم الشاغل”.
أضاف: “لكل هذه الأسباب مجتمعة، نحن ايضا مؤسسة ميشال عيسى للتنمية المحلية، جمعية اهلية منبثقة ومدعومة من القطاع الخاص، تعتبر ان دعم المشاريع التربوية والعلمية هو أيضا من اولى اولوياتها، فكما ندعم هذه المبادرة اليوم، ندعم كذلك الإبداع الفني في المدارس مع مسابقة فابريانو للرسم التي تتم سنويا على صعيد مدارس كل لبنان. وندعم أيضا مسابقة الذكاء الاصطناعي والروبوتكس بين المدارس أيضا، لأننا نؤمن أن تلامذتنا يجب ان يكون لهم الحق والفرصة لأن يواكبوا التطور العلمي أسوة بكل تلامذة العالم. وعلى هذا النحو نستمر بدعم الكثير من المشاريع والمبادرات التي تصب في هذا الاتجاه”.
وتابع: “ما يميز أكثر فأكثر مبادرة اليوم، ويعطيها بعدا خاصا ومعنى خاصا، هو أنها تحظى بمباركة أبرشيتنا والتزام مباشر من راعيها المطران ميشال عون الذي يعي عمق التحديات التي يمر بها الوطن، ونراه يعمل ولا يهدأ في كل الاتجاهات الروحية والاجتماعية والانسانية والتنموية، واليوم نراه أيضا في الميدان التربوي”.
وختم: “شكرا لجمعية اصدقاء المدرسة الرسمية في جبيل رئيسة واعضاء وأهنئ الطلاب المتفوقين من أبناء منطقتي الذين نفتخر ونعتز بما حققوه لهم ولثانوياتهم ولأهاليهم ولكل أبناء منطقتهم. التقدير لهم عال جدا، لأنهم بتفوقهم يساهمون في إعلاء شأن المدارس والثانويات الرسمية التي هي بحاجة ماسة الى مثل هذه الجرعات من الدعم المعنوي”.
حرب
وألقى حرب كلمة المدير العام قال فيها: “أيها الطلاب، بلغني ما قد ملأني فرحا، وزادني بهجة وسرورا، إذ وصلتم إلى مراتب النجاح ويغبطني أن أكون اليوم معكم، لنحتفل سويا بمناسبة خاصة تتمثل في تكريم أفضل العقول وألمعها في مدينة الحرف – جبيل، نحن نشارككم فرحتكم ونفتخر بإنجازاتكم، فأنتم أثبتم أن الإرادة والتفاني يمكن أن تحقق أروع الإنجازات في أصعب الظروف وأحلكها”.
أضاف: “اليوم نجتمع هنا لنكرمكم ونحتفي بكم، بأفضل ما تحملونه من علم وإبداع. إن تحقيقكم هذا التفوق في امتحانات الثانوية العامة ليس مفاجأة بالنسبة إلينا، فقد كنا واثقين من إمكانياتكم واجتهادكم منذ البداية ، اليوم، نكرم من خلالكم أكثر من مجرد طلاب متميزين. نكرم أولئك الذين عبـروا عن التفوق في عالم المعرفة، والذين ما زالوا يمثلون الأمل والشمس التي تنير مستقبل وطننا، نحن نقف هنا اليوم لنقدر جهودكم وسعيكم في تحقيق أعلى المعدلات وأبزر الإنجازات. إن تفوقكم ليس فقط مصدر فخر لكم فحسب، بل هو تفوق يلهم أقرانكم ويمهد لهم الطريق نحو التميز والإبداع”.
وأردف: “في هذه المرحلة من مسيرتكم التعليمية، تكونون على أبواب مستقبل واعد. لقد تجاوزتـم التحديات بثقة وجدارة، وها أنتم اليوم تحصدون ثمار عملكم وتفانيكم؛ وكلنا ثقة بأنكم ستسهمون في بناء وتطوير مدينتكم ووطنكم، أهنئ كل طالب وطالبة هنا، وأود أن أشيد بالجهود الكبيرة التي بذلتموها، وبالتحديات التي تخطيتموها بثقة وإصرار، فما حققتموه هو نتيجة تفانيكم وعملكم المستمر، وهو مثال يحتذى به لجميع الطلاب الآخرين. كما أتوجه بالشكر للأهل الذين دعموا أبناءهم وبناتـهم في رحلتهم التعليمية. والشكر الكبير للمديرين والمعلمين الأفاضل الذين سهروا على إعطاء العلم والمعرفة، لهؤلاء الشباب المبدعين على الرغم من الظروف الصعبة جدا التي مر بها هذا العام الدراسي”.
وقال: “نحن في وزارة التربية فخورون بكم جميعا، ونعلم أن هذه النجاحات لم تكن سهلة، وقد اجتزتم عاما مليئا بالصعاب. لذا، نشكركم على التحدي الذي أظهرتموه. إلى الأمام دائما، ولا تنسوا أنكم الآن تحملون مسؤولية كبرى تجاه المجتمع والوطن. نحن واثقون أنكم ستواصلون تحقيق النجاحات وتتركون الأثر الإيجابـي في كل مجال تختارونه”.
وختم: “نبارك لكم مجددا على هذا النجاح الكبير، ونتمنى لكم مستقبلا مشرقا ومليئا بالتحديات والفـرص. شكرا لكم، ولأساتذتكم ولأسركم على الدعم والتشجيع. وهنيئا لكم جميعا”.
عون
بدوره اثنى عون في كلمته على عمل الجمعية، مشيرا الى انه منذ اليوم الاول لاعلانها شعر وكأنه عضو فيها لان رئيستها على تواصل دائم معه لاطلاعه على الصعوبات التي تواجهها والنجاحات التي تحققها. وقال: “انحني امام الجهود الكبيرة التي تحصل ، ففي لبنان غالبا ما ينمو كثر على فكرة كم نستطيع الاستفادة من الدولة، لذلك يعم الفساد ويغيب الصدق والشفافية ، ولكن عندما تؤسس جميعة بمجانية كاملة وبجهد وعطاء للوقوف الى جانب الدولة في اطار التربية ، من وزارة وجامعات ومدارس وثانويات رسمية، فهذا عمل بطولي، لما يحتاج من وقت وتواصل واستمرارية وتواضع، لانه ليس سهلا ان يطلب الانسان المساعدة من اجل غيره”.
وتحدث عما قامت به الجمعية العام الماضي “لجهة تأمين قسائم المحروقات للاساتذة في التعليم الرسمي للوصول الى ثانوياتهم ومدارسهم في ظل الضائقة الاقتصادية كي لا يخسر الطلاب عامهم الدراسي”، موجها باسمه وباسم الابرشية “الشكر من القلب للجمعية على الجهود التي تقوم بها وعلى كل التقديمات”.
أضاف: “نجاح احتفالنا اليوم لأن الرب يلهم ويضع على طريقنا اشخاصا يعنيهم الانسان والاستثمار به كما تعمل مؤسسة ميشال عيسى للتنمية المحلية، اضافة الى المبادرات العديدة ، ويبدو ان مسيرتنا طويلة ، والاستمرارية تقوم على الصمود والايمان والتضامن ، ونحن مدعوون للمحافظة على هذه القيم الثلاث في لبنان وعلينا الصمود”.
وتوجه الى الطلاب المتفوقين بالقول: “ان ما ترونه من عمل تضامني من المجتمع المدني بمجانية، يجب ان يعطيكم درسا ، فان وصلتم في المستقبل الى مراكز عليا وحققتم نجاحات، عليكم الا تنسوا العمل المجاني وفكرة التضامن لان المجتمعات تحتاج دائما الى التضامن لكي تستمر”.
وإذ لفت الى “المرحلة الصعبة التي يعيشها لبنان اليوم”، شدد على “ضرورة الا نخسر شبابنا فعندما يضعون في رأسهم ان لا مستقبل لهم في وطنهم بل في الخارج، فهذه الفكرة تهدم الاوطان. قد يضطر الانسان للعمل او للدرس مرحليا في الخارج، ولكن يجب ان يبقى لبنان في قلبه ويجب ان يبقى همنا الحفاظ على وجودنا واستمراريتنا”.
وتوجه الى المدرسين بالقول: “تشجعوا، نحن معكم ، صحيح الصعوبات كبيرة ولكن بالايمان بالرب وبوطننا وبالتضامن نستطيع ان نستمر في مسيرتنا”.
وختم مهنئا الطلاب على تفوقهم، واصفا اياه “بالانجاز الكبير نظرا لقلة ساعات التدرس التي اخذتموها بسبب كل التعثرات وامل ان يكون المستقبل امامهم زاهرا”.
وشكر المطران عون النائب برو على الجوائز التي قدمها للمتفوقين.
في الختام سلم المطران عون المبالغ المالية للمتفوقين تقدمة “مؤسسة ميشال عيسى للتنمية”. كما سلمهم الهدايا من النائب برو وسلم الاولى بين المتفوقين جائزة تقدمة رئيس جمعية “جذور ورؤيا” الدكتور بشير الياس وهدايا تقدمة رئيس بلدية اهمج نزيه ابي سمعان وميشال ابي رميا والدكتورة رانيا باسيل.
===== ن.ح.