“الثورة الإسلامية في ايران صنعت مجداً ومقاومة لا تقهر”
عماد محمد ياغي
مع حلول الذكرى ال ٤٤ لانتصار الثورة الإسلامية في ايران التي أضحت قبلة الملاحم والبطولات وأعظم ثورة في التحرر من سلاسل الارتهان لتسجل جمهورية ايران بقيادة الامام الراحل روح الله الخميني أنبل ثورة في وجه الطغيان. ايران التي بدأت برسم ملامح ثورة شعب مؤكدة أن إرادة الشعوب في التحرر والانعتاق لا تقهر على الرغم من كل محاولات الشاه مدعومة من محور الغرب لطمس معالم الشخصية الاسلامية ، حيث جاءت الثورة لتكلل سنوات طويلة من المحاولات التحررية ، إلى أن اجتمعت العديد من العوامل الداخلية والصحوة عبر نداءات ورسائل الامام الخميني التي وفرت للفعل الثوري مقومات النجاح والاستمرار.
اذكر انني كنت قد قابلت في اول شبابي شخصية ايرانية وهي رجل الدين سماحة الشيخ الاسحاقي الذي كان صديقا للامام الخميني وعندما سألته عن سر عظمة هذا الرجل فأجابني : “ان عظمته تكمن انه جمع بين العالم الرباني الفقيه الروحاني وبين المفكر السياسي والقائد المسدد.”
الامام والشيخ الاسحاقي وافتهما المنية وبقيت تلك الكلمات تموج في تفكيري الى ان بدأت أقرأ كتب الامام وكان ما يثير دهشتي تلك القصص التي تحدث عنها البعض من جيرانه والحرس المقرب منه وما يتناقلونه من زهد وايثار لرجل أسس نهج جعل فيه العقيدة والقيادة كخطين متلازمين ووجهين لدين وفلسفة ومنطق ورسالة واحدة.
واستمرت الثورة بنجاحاتها بعدما خلف الامام الخامنئي الامام روح الله الخميني والذي كان مخلصا للقضية ولأهداف الثورة التحررية وبناء وتحصين الشخصية الاسلامية، وأصبحت ايران في عهده دولة لا يمكن تخطيها ولاعب اساس على مستوى القرار وجمهورية لديها كم من العلماء والاختراعات والاكتفاء الذاتي بالرغم من فرض الهيمنة من دول الغرب من خلال الحصار الذي تم فرضه، الا ان ايران بقيت بفضل مواقفها المقاومة للاحتلال والغطرسة دولة ذات مصداقية في مواقفها وعلاقاتها وصداقاتها ودعمها لكل حركات التحرر فكان من جمالية الثورة وجود قائد كسماحة السيد حسن نصرالله الذي غير المفهوم الذي كان سائدا في وقت ما وهو “الجيش الذي لا يقهر” فقلب الموازين وتغير الى مفهوم اخر وهو ” المقاومة التي لا تقهر”.
الامام الخميني بعد ٣٤ سنة على الرحيل لم يرحل بل بقي حاضرا بالرغم من الصعوبات التي واجهت الثورة ومازالت تواجه الجمهورية الا ان الفكر التواصلي بين القائدين الامامين يجعل من الاستحالة بمكان ما تغيير المعالم التي رسختها قدرات رجال صنعوا التاريخ فإيران بنظامها جمهورية اسلامية ربانية الوجود وربانية البقاء.