اقلام

هل دولة حزب الله اكبر من لبنان الكبير

لابتوب، ديسكتوب، اكسسوار، كومبيوتر لابتوب، ديسكتوب، اكسسوار، كومبيوتر

هل دولة حزب الله اكبر من لبنان الكبير

بقلم ناجي أمهز

بداية أنا في هذا المقال أحاول أن أقنع حزب الله نفسه أنه أصبح أكبر من دولة، كون حزب الله حتى كتابة هذه الحروف وحتما بعد سنوات لن يعترف بنفسه إلا أنه مقاومة تقاوم الاحتلال الإسرائيلي وحماية لبنان الذي تعرض لكافة أنواع الانتهاكات لحقوق الإنسان على يد الإسرائيليين، ولو كان هناك قومية لبنانية حقيقية كان قبل المطالبة بسحب سلاح الحزب، هو رفع الدعاوى على الإسرائيليين أمام كل المحافل الدولية، لارتكابها أبشع الجرائم ومجازر الحرب بحق اللبنانيين.

رغم تكرار الحزب آلاف المرات أنه مقاومة فقط، إلا هناك فريق غوغائي داخلي وخارجي يطلق على حزب الله تسمية الدويلة ضمن الدولة، وهذه التسمية سببها أن الفريق المناهض والمعادي للحزب والمصاب بتورم الغرور والفوقية ولعنجهية والعنصرية، يصعب عليه الاعتراف بأن حزب الله أصبح دولة، فيحاول تقزيم وتزييف الوضع من خلال تسمية دويلة حزب الله ضمن الدولة، ليمنح نفسه حجما أكبر من الحزب، مع العلم أنه نفسه يطالب بالفيدرالية التي هي دويلة ضمن الدولة.

وما بين مفهومي الدويلة والدولة، يظهر أن الدول الكبرى وقبل سنوات قد اعترفت بأن حزب الله دولة، خاصة الدول التي تحارب حزب الله بأسلوب محاربة الدول، فأمريكا وهي أكبر وأعظم قوة عرفتها البشرية، ترصد مئات ملايين الدولارات وتسخر جيوشا ومراكز دراسات ومؤسسات إعلامية واستخباراتية حول العالم وتعمل ليلا نهارا على هزيمة حزب الله، ومن يراقب السلوك الأمريكي المعادي للحزب تجد أنه أمريكا تستخدم نفس الآليات والأساليب التي استخدمتها في حروب الدول، فلا يوجد فرق بين ما تمارسه أمريكا ضد الصين وكوريا الشمالية وما تمارسه ضد حزب الله، مما يعني بأن الحزب هو بحجم هذه الدول.

أمريكا تطارد كل ذرة قوة في حزب الله، تحاصره ماليا، تحظره إعلاميا، وتحيك المؤامرات، وتجيش عليه في المؤتمرات الدولية وتحرض الحكومات والمؤسسات وحتى الأفراد.

ومن يراقب سلوك الحزب في إدارة الحروب والكوارث، يجده سلوك دولة من الطراز الرفيع، فالحزب لديه احتياط هائل من الغذاء الاستراتيجي إضافة إلى شبه اكتفاء مخزن من المحروقات والأدوية، بل إن ما قام به حزب الله إبان حرب تموز رسم أسئلة كثيرة، منها كيف حزب الله يقود حربا طاحنة مدمرة ضد العدو الإسرائيلي على مساحة لبنان وربما في أكثر من دولة، وفي الداخل يرسل إلى النازحين حتى حليب الأطفال.

2006- وأيضا ما قام به الحزب من إعمار وبنى تحتية بعد الدمار الكبير الذي أصاب العديد من المدن والقرى في لبنان عند انتهاء حرب 2006، هو عمل لا تقل أهمية عن خطة إعادة إعمار أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية، وربما لو كان حزب الله يملك القرار الاقتصادي لكان أعاد بناء مشروع متكامل لا تقل أهميته عن خطة مارشال.

2008- وبعد مرور ما يقارب ال 15 سنة واعتراف وليد جنبلاط بقوله “أنا افتعلت 7 أيار وأخطأت بالحسابات وهناك من حمسني على ذلك” بدأت الكثير من المراكز الدولية تفصح وتقر أن 7 أيار 2008 جنب لبنان حربا أهلية، كان أعد لها بإتقان وتوقيت ربما لن يتكرر، فقد أكدت الدراسات أن ما قام به حزب الله في 7 أيار من إغلاق بعض المراكز لمليشيات مسلحة، ومصادرة الكثير من الأسلحة وتوجهه إلى نقاط أساسية كانت قد أعدت كنقاط قتال لإدخال لبنان في حرب أهلية، وهو الذي لم يكن لملم جراحه من معركة كبرى مع العدو الإسرائيلي، يعني بأنه لا يوجد قوى في المنطقة قادرة على مواجهة حزب الله عسكريا.

ولكن للأسف كما أكرر دائما أن مقتل حزب الله هو في الإعلام ، رغم اعتراف وليد جنبلاط أنه هو من صنع 7 أيار وليس الحزب، بل الحزب كان ضحية لفتنة سنية شيعية كان يراد إشعالها،

وبالرغم من حرب إعلامية شعواء داخلية ودولية، شنت لسنوات حملة من الافتراءات والأضاليل والكذب وممارسة التحريض الطائفي ولمناطقي على حزب الله متهمة إياه بافتعال حرب سبعة أيار 2008 إلا أنه بعد اعتراف وليد جنبلاط لم يستفد حزب الله من تصريح وليد جنبلاط والإعلام المأجور لم يعتذر أو يصوب الحقيقة.

وعندما اقتنع الجميع بما فيهم الدول المعادية للحزب بأنه لا يمكن قيام حرب أهلية في لبنان، وخاصة بانت صواريخ الحزب قادرة أن تحسم أي حرب أهلية بدقائق فلا تمكن إقامات معسكرات أو نصب حواجز وقطع المناطق عن بعضها، فالصواريخ قادرة أن تصل إلى أي نقطة بدقة متناهية وأن تدمر أكبر وأعمق وأقوى وامتنت التحصينات.

2011- انتقلت الحرب إلى مربع أخطر وأكبر وهو إسقاط حزب الله إقليميا، حيث يتم إسقاط الحكومة السورية بواسطة الإرهاب التكفيري، وتنصيب مكانها حكومة معادية للمقاومة تقطع الإمدادات القادمة من إيران عن الحزب، ثم تشن الحكومة السورية الجديدة التابعة لأمريكا حربا واسعة تجتاح من خلالها لبنان يقابلها اجتياح إسرائيلي من الجنوب بمحاولة لإنهاء حزب الله نهائيا وتدمير ترسانته العسكرية.

ومع مشاركة الحزب في الحرب الاستباقية على الإرهاب حماية للبنان ودعما للحكومة الشرعية في سوريا، بمناطق شاسعة في سوريا وهناك من يقول إنه شارك في العراق، تأكد أن حزب الله عسكري هو خارج معادلة الهزيمة، فالجميع تكلم عن قدرات الحزب الهجومية التي فاقت تطورا وتدريبا فرق الكوماندوس الأمريكي، فالحزب حرفيا، قادر على الإنزال خلف خطوط العدو وخوض حرب منظمة حتى بجغرافية لم يكن عرفها من قبل.

2017- ومع هزيمة الإرهاب وسقوط حلفائه الذين عرف عنهم بالمعارضة السورية، التي كان شعارها المعلن إسقاط الحكومة السورية والقضاء على حزب الله، أقرت الدول والفرقاء المعاديين للحزب أنه لم يعد بالإمكان ولا حتى التفكير في هزيمة حزب الله عسكريا، انتقلت الإدارة الأمريكية إلى حرب اقتصادية على الحزب حيث أعلن دونالد ترامب توسيع العقوبات على لبنان.

2019 – ومع انتشار جائحة كورونا أظهر حزب الله قدراته اللوجستية والإدارية والطبية على مواجهة الجائحة، بأسلوب ومهارات لا تقل عن أكبر الدول.

واليوم عندما شاهد العالم كيف فرق الحزب الطبية والهندسية وما يعرف بوحدات الكوارث، تعمل على مساعدة المتضررين من الزلزال الذي ضرب سوريا، يدرك أن حقيقة حزب الله أصبح دولة.

ولكن الازمة تبقى بأن حزب الله يعترف بانه مقاومة، واخصامه يتهمونه بالدويلة، والدوال المعادية له تقاتله وتحاربه على ان انه دولة.

ولكن في الختام لا بد من ظهور الحقيقة وان هناك متغيرا كبيرا للغاية قادم على المنطقة، ولا يوجد شيء أكبر من الحقيقة التي تقول إن هناك فئة ضحت وناضلت وصبرت وقدمت الكثير بسبيل قضايا الوطن والناس، وأنه أن الأوان على كل غيور ووطني أن يتعاون ويستفيد من هذه الحقيقة بعيدا عن التعالي والفوقية والاتكال على الخارج، وأن يتم التوافق على قيام العدالة الاجتماعية والإنماء المتوازن وأننا جميعا سواسية أمام الدستور والقانون، لا يوجد بيننا من هم أبناء ست وجارية، ومن ينتمون إلى درجة أولى أو ثالثة.

وهذه الحقيقة ستاخذ مكانها تحت الشمس مهما طالت ليالي الظلام.

طبيب اسنان، #طبيب_اسنان، الدكتور علي حسن، #الدكتور_علي_حسن، @علي @حسن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock