في الذكرى الرابعة والعشرين لشهادة العاشق سيّد رضا برأس إسطا
بقلم محمد حيدر الزيتوني الكسرواني العاملي
١٠/٦/٢٠٢٣
لروح كلّ شهيد سعيد لا سيّما شهداء جبيل وكسروان وخصوصا الشهيد الحبيب سيّد رضا
على عجَلٍ نسلْتُ خيوطَ فجري
غسلتُ جبين حرفي
وطفتُ محلِّقًا بين السطور
فيا شريان قلبي
ألا اكتبْ
لنا وجعٌ يورِّقُ جفنَ ليل
لنا قلبٌ مدمّى
ولكن لن نغادر أيّ ثغرِ
لنا خدّ الزهور يفوح شعرا
لنا حدّ الشفار يُبيح نحرا….
*********
طيفٌ تملّكَ في الحنايا إنّهُ
كبدي وكانتْ أضلعي سجّانا
لكأنّهُ همسُ العروقِ وبوحُها
نبضٌ تحيدرَ في دمي شطآنا
وترى ملامحَهُ على خدِّ السما
وتراهُ في أحداقِنا أحيانا
يتوزّعُ البيداءَ مثلَ جوارحِ
من كربلا وهبَتْ لنا أوطانا
في رأس إسطا جاد نبضُ مشاعري
فإذا اللواعج أضرمتْ نيرانا
وزهتْ مخيّلتي بذكرِ مجاهدٍ
فحلٍ همامٍ لا يكفّ طِعانا
يا خيرة الفرسان عرِّشْ ها هنا
في عرقيَ المجروحِ كن خفقانا
عند الأماسي الساحرات نسائمًا
وعلى جبينِ الليلِ كن ريحانا
واحرصْ على مجد القرى متألّقًا
يشدو الأماني رافلًا نشوانا
واسكبْ لنا نغمًا طريًا ناعسًا
من نزف جرحك زاهيًا ألحانا
فهنا الرواسي، والسحاب جدائلٌ
قد لفّها لكأنّهُ تيجانا
وهنا أراجيح السما إذ نحتفي
كل الحناجر تكتم الأضغانا
حتى العواذل في بلادي ترتوي
من قِربة الجرح الذي ما خانا
وهنا الحصاد على بيادر حبّنا
خُذْ ما تشاء إلهنا حُسبانا
وهنا الكرامة من دماء مهرها
نسقي البنود فتزدهي ألوانا
فهنا نقاوم كابر عن كابر
ومدى الزمان ندكدك الطغيانا
وهنا الحكاية من شفاهِ محمّدٍ
وإلى النهاية بوحها قرآنا
وهنا البطولة من عليّ عزمها
وإلى حسينٍ تنتمي شريانا
وهنا الفحولة من عمادٍ نصلها
وعلى الزمان تخاتل الفرسانا
وهنا الرجولة كم أقضّت مضجعًا
وهنا السيادة أرّقتْ أجفانا
وهنا الكفاءة والريادة مشتهى
فترى الصخور تخلّقتْ إنسانا
وهنا الروابي أُشربتْ بعروقنا
حتّى غدتْ أزهارها بستانا
يا مَنْ تطيف على فمي أنشودةً
بل في دمي، صيّرتني بركانا
هذي القوافي من رحيق جراحكم
مِن جُلّناره نقطف الرمّانا
محمد حيدر الزيتوني الكسرواني العاملي