اقلامالسياسية

توقعات اللقاء السعودي الفرنسي، فرنجية رئيس بعدم معارضة السعودية

توقعات اللقاء السعودي الفرنسي، فرنجية رئيس بعدم معارضة السعودية
بقلم ناجي أمهز
هناك أقاويل كثير تتردد أن الرئيس الفرنسي طلب أكثر من مرة عقد لقاء مباشر مع القيادة السعودية من أجل التفاهم حول لبنان ومنها آلية موضوع رئاسة الجمهورية اللبنانية، ودائما كان يأتي الجواب من السعودية للإدارة الفرنسية بأن الموضوع متروك ضمن اللقاء الخماسي.
منذ فترة حصل تحول كبير وهو أن السعودية قررت أن تتمايز عن الإدارة الأمريكية، مما اللازم الإدارة الأمريكية التدخل مباشرة في معركة الرئاسة اللبنانية، وهذا التمايز في المواقف بين السعودية وأمريكا، يسمح اليوم للسعودية بأن تقول موقفها حتى لو انزعجت الإدارة الأمريكية، لذلك وبالحد الأدنى ستكون كلمة التوافق على الوزير فرنجية أوضح بكثير مما سبقها وان غلفت بأن الموضوع يعود إلى اللبنانيين.
ومنذ المونديال الذي عقد في قطر يقرأ بين السطور ويسمع همسا من بعض الكلمات اضافة الى تلميحات، لم تكن واقعية او منطقية في تلك الحقبة لاسباب عديدة لا يتسع المجال لسردها، ولكن اليوم أصبحت المشهدية أوضح.
والتلميح يقول: إن القطريين مهتمون بالثروة النفطية والغازية البحرية المتواجدة في لبنان، وبما أن القطريين كما بقية الدول مهتمة أن تبقى محتكرة قدر الإمكان لتجارة الغاز عالميا لما لها من مردود مالي وسياسي، وخاصة في ظل تنامي الازمة الروسية الاوكرانية والعقوبات التي فرضت، فإنه من الطبيعي أن تسعى لامتلاك أو أن تكون مشاركة في نتاج النفط والغاز اللبناني أو حتى في قرار التصدير والشراء، لذلك تسعى قطر وبكل جهدها وقوتها الدخول الى سوق النفط والغاز اللبناني من خلال بعض القوى المحلية.
وبما أن الفرنسيين أيضا لهم نفس التوجه في الدخول بسوق النفط والغاز اللبناني، لذات الأسباب يضاف إليها السبب الأهم والأكبر والذي يعادل الحياة أو الموت بالنسبة للأوربيين من خلال بحثهم عن موارد الغاز في الشرق الأوسط، ولبنان قد يكون إحدى هذه الدول التي من المحتمل أن تمد أوروبا ببعض كميات الغاز.
إذا حتما هناك نفور قطري فرنسي بسبب الصراع على الغاز ولانفط اللبناني، كما يوجد صراع فرنسي تركي بسبب الصراع على النفط الليبي وقطر حليفة تركيا، وبما أن الفرنسيين مصرون على الوزير فرنجية، فالسعودية حتما لن ترفض بعد التمايز عن الموقف الأمريكي أن يكون فرنجية الرئيس، وخاصة أن القطريين قاموا بأحداث جلبة وبلبلة في القمة العربية التي عقدت في جدة، لإظهار نوع من الاعتراض على مشاركة سوريا في القمة، لذلك غالبية الدول العربية تجد نفسها غير منسجمة مع السياسة القطرية وتصرفاتها.
وهناك من يشير أن أساس خلاف بعض القوى السياسية اللبنانية مع الوزير فرنجية هو بسبب هذا السيناريو، حيث يعتقد بأنه بحال وصل الوزير فرنجية إلى الرئاسة لن يكون بمقدور هذه القوى السيطرة على سوق الغاز والنفط في لبنان، خاصة أن التشكيلات الوزارية ستكون مختلفة تماما عما عهدناه طيلة سنوات.
وبين قوسين ( اعتقد ان الفريق اللبناني المعارض لفرنجية سيحصل على دعم غير محدود من الدعم القطري، اقله اعلاميا)
وبما أن معركة الرئاسة كما هو واضح قد تمتد لأشهر مما يعني بان الوزير فرنجية أمامه متسع من الوقت وخاصة بعد الإشارات الدولية التي ستكون واضحة اليوم، بان يكمل بناء تصوره الداخلي والإقليمي والدولي، وأن يرفع قبضة النصر بالرئاسة.
كل شيء يسير باتجاه تعبيد طريق بعبدا أكثر وأكثر أمام الوزير فرنجية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى