عمّت أجواء عيد الأضحى المبارك العديد من المناطق اللبنانية، حيث أجمعت خطب العيد على ضرورة الخروج من الأزمة السياسية كبوابة أساسية لمعالجة الأزمات الأخرى وفي مقدمتها الأزمة الاقتصادية الخانقة.
في جامع محمد الأمين في وسط بيروت، ألقى أمين الفتوى في الجمهورية اللبنانية الشيخ أمين الكردي خطبة عيد الأضحى، بتكليف من مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، متسائلاً عن “الكرامة الانسانية” و “أين هي في هذا التغول العالمي وفي هذه الحروب الدامية التي تدور على الأرض، وأمام هذا السكوت المطبق أمام من الذي يحدث على ارض فلسطين ارض المجاهدين المرابطين والمرابطات في باحات المسجد الأقصى، وأين هي مما نعيشه في بلدنا”.
وتابع في السياق “أين تحمل المسؤولية في إنجاز الاستحقاقات الوطنية لبلدنا، أين المتصدرون لمشهد المسؤولية من أنين الناس ووجعهم فعلى كل مسؤول أن يرجع الى صوابه والى السعي في حاجة الناس، السياسة الحقيقية هي مراعاة حقوق الناس وأن تهيء لهم ظروف الحياة الكريمة”.
مفتي صيدا: أزماتنا كبيرة في وطن يتهاوى
في مسجد بهاء الدين الحريري، أدّى مفتي صيدا وأقضيتها الشيخ سليم سوسان صلاة العيد وأمّ المصلين. ورأى سوسان في خطبة العيد، أن “تحقيق العدالة في المجتمع ليس بالموضوع السهل، خصوصاً في ظل انتشار الفساد وكثرة الفاسدين والفوضى التي نعيشها في دولة فاشلة في كل المعايير وغياب الشعور والاحساس عند الناس بأنهم جميعا متساوون بالحقوق والواجبات”.
وأضاف “إن أزماتنا كثيرة وكبيرة في وطن يتهاوى ونظام يتهالك، باختصار لم يعد هناك توازن بين المدخول والمصروف وغابت معظم الخدمات الضرورية في الدولة، إن لم تكن كلها”، مؤكداً أن “البلد يحتاج الى الشرفاء والمخلصين والأوفياء، يحتاج إلى مشروع حقيقي انقاذي لا الى بكاء وندب وعويل يحتاج الى الشرفاء لا إلى اقطاع سياسي أو ديني”.
كما أكد أن “صيدا العروبة، موقفها ثابت مع القضية الفلسطينية، قضية الامة، فهي ليست للبيع ولا للمساومة ستبقى فلسطين عربية وستبقى القلوب والابصار مشدوده اليها.. إلى مقدساتها… إلى الاقصى واكناف الاقصى ولكنيسة القيامة شاجبة ومستنكرة ما يقوم به الصهاينة اليوم من تدمير المساجد وحرق المصاحف”.
مفتي طرابلس: مسؤولونا لا يتحركون لمصلحة الوطن والشعب
هذا وأمّ مفتي طرابلس والشمال الشيخ محمد إمام، المصلين في عيد الأضحى، في الجامع المنصوري الكبير في المدينة القديمة، معرباً عن استنكاره لعدم تحرك المسؤولين في لبنان لمعالجة الأزمات، وعدم تحملهم المسؤولية، قائلاً إن “قسم من هؤلاء المسؤولين يتوسل الحيل والمناورات والألاعيب ليكرس نفسه وجماعته، وقسم منهم يتوسل سطوة القوة وفائض إمكانياته ليفرض ما يريد، وقسم لا يحسن التفاهم ولا يستطيع ترجمة التلاقي وإنتاج الحلول الممكنة إذ غير أداءه وتخبطه احيانا وعدم جديته وواقعيته احيانا أخرى وفي كل الأحوال يدفع المواطن المسكين الثمن”.
مفتي بعلبك: لانتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة إنقاذ وطني
من جهته، رأى مفتي محافظة بعلبك الهرمل الشيخ بكر الرفاعي، أن “التوازن في لبنان مع المحيط العربي والإسلامي ضروري، كما الحاجة إلى انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة إنقاذ وطني”.
و خلال خطبة عيد الأضحى في “المسجد الأموي الكبير” في بعلبك، أكد الرفاعي أن “هذا العيد هو عيد التضحية الكبرى، ويوم الذكر والدعاء والشكر والثناء، هو عيد يتجدد فيه معنى التضحية والوفاء”.