.

عندما يكون القتيل هو القاتل نفسه -3- الحقيقة تتسبب بالقتل والظلم احيانا…  

وانت تقود سيارتك انتبه لقيادة الآخرين في الطرقات فمنهم من تطارده فكرة معاكَسة السيارات للاصطدام بها كحل انتحاري يليق بالهرب من دين يحرّم الموت الارادي وكفكرة اجتماعية تتجاوز كلام الناس حول الموت كاستقالة من الحياة و كفكرة حادث سير عادي في طرقات لا يحترم فيها احد قوانين السير .

الانتحار عن طريق القتل الارادي عبر آخر يقوم بدور المرتزق غير المأجور وغير العالم بمهمته لبست باحداث قليلة.

 

القضاة لن يعرفوا ابدا ماذا كان يفكر القتيل وماذا كان ينوي وما هي غايته عند الحادثة ومهما شرح الطبيب النفسي الحقيقي لن ينجح في اقناع هيئة محكمة لان الاخيرة اسيرة مواد قانونية.

 

القضاء لن يكتشف ابدا ان القتيل ليس غير القاتل وان القاتل بريء قتيل العدالة.

هنا العدالة تتسبب بارتكاب جريمة لانها تعدم القتيل الحقيقي.

 

انت لا تعرف ان كثيرين يخافون اطلاق النار على رأسهم كما يخشون عقاب الله الذي حرّم قتل النفس من دون وجه حق يختارون الالتحاق بجيش او بميليشيا او بتنظيمات شبيهة بفاغنر و ببلاك ووتر وبالجنجويد ليقنُصهم العدو او ليُقتلوا في اقتحام او ليُقتلوا في الدفاع عن موقع.

هنا القاتل واضح لكن القتيل مموّه بموته يشتري رضا الله والدين ويُدفن في موكب مهيب كشهيد.

انت لا تعرف ان هناك زوجة او زوج لا فرق يدفع الواحد بالآخر الى حد الجنون بسلوكيات مخطط لها لتفضل او ليفضل الانتحار على البقاء في جحيم حياة الابتزاز الزوجي المعنوي.

ان هناك من يقحم الاخر بالادمان على المخدرات ويضيق عليه او عليها شروط العيش مهددا بالفضيحة ما يدفعه او يدفعها الى اتخاذ قرار الانتحار…

القضاء لا يعرف.

الدين لا ينتبه.

كلام الناس لا يرحم.

انت لا تعرف ان القتيل طارد القاتل بسيارته مسافات طويلة ظانّا ان راكبي السيارة الصغيرة الهاربة من اصطدام بسيط بين السيارتين هم اقزام كسيارتهم وعندما سدّ طريق الهرب في الزواريب ترجل من السيارة القزم مارد غاضب ضرب المطارِد تسبب بموته.

و زوجة المطارد بدل ان تهدىء من روع زوجها كانت تشجعه بمتابعة المطاردة كتحري يطارد مجرما خطيرا.

هنا الشخص الثالث الذي لم يَقتل ولم يُقتل هو القاتل الحقيقي انما العدالة لا تعرف.

القضاء لا يعرف ان هناك مضطربين نفسيا يعلنون عن افكار خطيرة بقذف انفسهم امام سيارة عابرة كخطة للهرب المشرّف من بؤس عام يلفّ المدينة ليبتلي السائق بجريمة قتل وليسجن وليدفع غرامة مالية لاهل المضطرب اي لاهل القتيل المنتحر بخبث.

لا داع للكتابة اكثر فالقتيل احيانا هو القاتل الحقيقي نفسه و القاتل المعلن ليس غير قتيل القضاء وضحيته.

من هنا ومن تحت زيتونة محررة في بلدة حاروف وجالسا على تنكة تاترا صدئة ومطعوجة اتابع اخبار القضاء والعدالة ونجاة الاوغاد بواسطة القوانين وفرض زعران القوة في البلاد.

لا تصدق ما تراه.

لا تصدق ما تسمعه.

لا تثق حتى بالتحقيقات وبالمعلومات.

الحقيقة خبيثة تختبىء احيانا لتسبب الظلم.

والله اعلم.

#د_احمد_عياش.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى