.

قالیباف: عودة آسيا إلى مركز القوة الاقتصادية والسياسية في العالم تمثل تحديًّا للغرب 

اعتبر رئيس مجلس الشورى الإسلامي الإيراني محمد باقر قالیباف أن التحدي الذي يواجهه الغرب اليوم يتمثل في عودة آسيا إلى مركز القوة الاقتصادية والسياسية في العالم، وقال: إن اجتماع جمعية البرلمانات الآسيوية، له تأثير كبير على التعرف على الأضرار وتحدید نقاط القوة والضعف وتعزيز مكانة آسيا العالمية.

وقال قالیباف في اجتماع لجنة التخطيط والميزانية لجمعية البرلمانات الآسيوية بطهران: آمل أن يكون لهذا الاجتماع إنجازات في مجال اتخاذ خطوات فعالة من أجل تعزيز التعاون والتعاطف بين البرلمانات الأعضاء في الجمعية البرلمانية الآسيوية.

جاء ذلك في كلمة له خلال افتتاح اجتماع لجنة التخطيط والميزانية لجمعية البرلمانات الآسيوية اليوم الثلاثاء (11/7/2023) بالعاصمة الإيرانية طهران في مقر مجلس الشورى الإيراني بمشاركة ممثلين عن برلمانات: بنغلادش، باكستان، البحرين، فلسطين، الإمارات العربية المتحدة، تركيا، العراق، إندونيسيا، لبنان، الصين، قطر، سورية، الكويت، الهند، روسيا، فيتنام، قبرص، المملكة العربية السعودية، أذربيجان، وأمانة الجمعية البرلمانية الآسيوية، والبرلمان العربي.

وأضاف قاليباف: “اليوم، إن القارة الآسيوية القديمة أصبحت في قلب التطورات الجيوسياسية العالمية بما تتمتع به من المكونات والخصائص التاريخية والحضارية والثقافية والاقتصادية، ولها مكانة مركزية في الساحة الدولية”.

وتابع: “إن وجود الحضارات القديمة، والانتقال التدريجي والمستمر لمركز ثقل القوة العالمية من المحيط الأطلسي إلى المحيط الهادئ، والتنبؤ بتحول القارة الآسيوية إلى مركز القوة الاقتصادية للنظام الدولي، أدی إلی وصف القرن الحادي والعشرين بـ “القرن الآسيوي” في أدبيات السياسة الدولية”.

ولفت إلى أن الدول الآسيوية يمكن أن تكمل بعضها البعض ما يعطي الآسيويين في القرن الحالي هويةً مميزة من حيث الشكل “الوحدة في التنوع”.

ورأى “أن ما نشهده اليوم في إطار تداول السلطة على مستوى النظام الدولي يمكن أن يوفر أساسًا للدعوة الآسيوية لإعادة النظر وتجديد هيكل المؤسسات الدولية مثل الأمم المتحدة خاصة في هياكل الاقتصاد والتجارة والنظام المالي الدولي والمؤسسات ذات الصلة”.

واعتبر قالیباف، عودة آسيا إلى مركز القوة الاقتصادية والسياسية في العالم، من أهم التحديات التي يواجهها النظام الدولي الغربي في القرن الحادي والعشرين، وقال: “الطريق لتحقيق هذا الهدف العظيم وإدارة هذه الدورة التاريخية هو في إضفاء الطابع المؤسسي على التعاون متعدد الأطراف في إطار التقارب الإقليمي”.

وأضاف: “إن هذا التقارب يعتبر أولوية أساسية للآسيويين خلال حقبة “القرن الآسيوي” التي يجب أن تقوم على هوية مشتركة، کما يجب إنشاء المؤسسات والآليات القارية في هذا الاتجاه”.

وأكد أنه يجب أن تكون هذه الآليات قادرة على حل القضايا الإقليمية وتحقيق التماسك والتنسيق الإقليمي. وقال: “إن إحدى هذه الآليات هي “جمعية البرلمانات الآسيوية” كمؤسسة ذات خبرة، وآمل أن يتخذ هذا الاجتماع خطوة مهمة في زيادة كفاءة هذه المؤسسة، في تحديد نقاط القوة والضعف في آسیا، من أجل تطوير التعاون بين القارات وتحسين مكانة آسيا العالمية”.

وشدد قاليباف على أن “التقارب بين أديان العالم المختلفة هو أحد العوامل المهمة لبقاء البشرية وتعزيز ثقافة السلام والأمن والتسامح. ويلعب التفاعل بين الأديان المختلفة دورًا أساسيًّا في تعزيز التقارب والتآزر والتعاون المتبادل بين دول العالم”.

وأكد أن “أي نوع من الإهانة وتدنيس المقدسات الدينية، وأي سلوك غير قانوني تجاه الأفراد والجماعات بسبب الدين مرفوض وفق ما نصت عليه الاتفاقيات والمعاهدات الدولية، مثل الإعلان العالمي لحقوق الإنسان”، منتقدًا تنصل “المتشدقين بحقوق الإنسان من مسؤوليتهم بذریعة حرية التعبير، حتى في إدانة مثل هذه الأعمال التي تتعارض مع النص الصريح للقوانين الدولية”.

وقال: “إن احترام المعتقدات والمقدسات وكل ما يندرج ضمن قيم المجتمعات البشرية هو من الحقوق الأساسية للناس. وفي عالم اليوم، وعلى الرغم من اختلاف الآراء والثقافات والحضارات، فإن احترام الأديان والقيم الدينية واجب عالمي”.

وأدان قاليباف الإساءة إلی القرآن الكريم في السويد، وقال: “إن هذه الممارسة تتناقض تمامًا مع احترام القيم الدينية. والجمهورية الإسلامية الإيرانية والدول الإسلامية تدينها بشدة”.

وأكد أن “إهانة الكتب المقدسة والكتب الدينية والقرآن الكريم أمر غير مقبول ولا مبرر له، وقال: “إن اعتبار مثل هذه الأعمال شكلًا من أشكال الديمقراطية والحرية تسبب في جرح مشاعر أكثر من مليار مسلم حول العالم”.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى