.

إحتلال الغجر والاحتمالات المفتوحة… هل تندلع الحرب؟

كتبت فاطمة شكر في جريدة “الديار”

للمرة الأولى منذ العام 2000 يقوم العدو الاسرائيلي بشكل واضحٍ وصريح باحتلال قسمٍ من الأراضي اللبنانية في بلدة الغجر، علماً أن هذا الإجراء هو إجراء تعسفي احتلالي يحتاج الى مواجهةٍ لبنانيةٍ موحدة على كافة المستويات، من أجل استعادة القسم اللبناني من قرية الغجر، الذي أضيف الى ما تبقى من أراض لبنانية محتلة في العام 1967، ولم ينسحب منها الاحتلال الاسرائيلي في العام 2000 وهي مزارع شبعا وكفرشوبا.

هذا الإجراء الاسرائيلي هو إجراء خطر يحتاج الى مواجهة فعلية وحقيقية، سواء على المستوى الرسمي أو الشعبي، حيث ان جميع القوانين الدولية والمعاهدات والخط الأزرق وخط الانسحاب عام 2000، وباعتراف الامم المتحدة، تؤكد ان الأرض هي أرض لبنانية وخاضعة للدولة، وكانت المقاومة قد أصدرت بياناً مهددة العدو بشكل واضح وعلني، في حال لم ينسحب من قرية الغجر.

وفي معلومات خاصة فإن حزب الله أوكل ملف الغجر لحكومة تصريف الأعمال بشخص الرئيس نجيب ميقاتي، الذي بدأ اتصالاته مع جهاتٍ معنية، وكان قد حصل على موافقة مسبقة من الحزب أنه في حال استجاب الاسرائيليون للمطلب اللبناني بانسحابهم من قرية الغجر، عندئذ سيقوم الحزب بفك الخيم.

ونقل مصدر سياسي متابع أنه « في حال عدم استجابة العدو الإسرائيلي لمطلب الدولة اللبنانية المحقة، فإن المرحلة المقبلة ستصل الى مستوياتٍ عاليةٍ من التوتر والتحدي واحتمال المواجهة، وإذا لم تثمر الاتصالات التي يجريها ميقاتي فسيكون للمقاومة كلمتها التي ستلزم العدو الإسرائيلي على الخروج والانسحاب من الأراضي اللبنانية المحتلة مهما كان الثمن».

ويتابع المصدر «أننا لسنا أمام خرقٍ اسرائيلي عادي نشاهده ويتعامل معه الجيش اللبناني وقوات اليونيفيل، نحن أمام تغيير للواقع الذي ارتسمت معالمه بعد العام 2000 و 2006، ووضع اليد من قبل العدو على منطقة لبنانية أمرٌ بالغُ الخطورة، ولن يتم السكوت عنه من خلال وضع خطةٍ جديةٍ للمواجهةِ مع العدو، وكل السيناريوهات والاحتمالات مفتوحة ومشرعة وواردة».

من الواضح أن حكومة نتنياهو التي تعاني الأزمات الداخلية، والتي تعيش حالة من التوتر والتخبط نتيجة التظاهرات التي تعم الأراضي المحتلة، والتي لديها مشروع يميني أجرامي متطرف داخل فلسطين المحتلة، متعلقٌ بمزيدٍ من الاستيطان وتشريع مستوطنات غير قانونية وقتل الفلسطينيين بدمٍ بارد وأسر عدد منهم، ناهيك بقضم الأحياء العربية القديمة في القدس الشرقية، جميع هذه الإجراءات دليلٌ صارخٌ على أننا أمام حكومة متطرفة، تبحث عن انجاز ما لم تستطع أن تنجزه في جنين ولا في غزة ولا في القدس الشريف.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى