.

ضبابيّة وإجازة “رئاسيّة”حتى تمرير تسوية تحترم التوازنات الداخليّة

كتبت هيام عيد في جريدة “الديار”

لا زالت حالة الضياع هي السائدة على الساحة الداخلية، بعدما أيقن الجميع أنه لا مناص من الفراغ الرئاسي إلاّ بتسوية خارجية، ولكن في الوقت عينه يتبيّن استحالة وصعوبة التوافق الدولي والعربي على مرشّح تسووي، ولهذه الغاية تتوقع أوساط سياسية واسعة الإطلاع، أن يتمّ خلال اللقاء المتوقع اليوم الإثنين في الدوحة لممثلي “اللقاء الخماسي”، تقديم اقتراح رئاسي من الممثل القطري الذي سيطرح إسم قائد الجيش العماد جوزاف عون، ويتمنى أن يكون مرشح إجماع، ولكنها تستدرك بأنه وفي الوقت عينه، فان لعبة التوازنات في الداخل قد تكون هي الأبرز والأقوى في هذا الإطار، في ظل تمسك “الثنائي الشيعي” بمرشّحه الرئاسي رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية.

من هنا، تتحدث الأوساط عن صعوبة لتسويق المرشّح “القطري”، لأنه يحتاج أيضاً إلى إجماع دولي وعربي، وعلى هذه القاعدة سيتحول اجتماع الدوحة للتشاور، على أن يتوجه الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان بعد اجتماع الدوحة إلى لبنان، في حال لم يطرأ أي تعديل على أجندته ليؤجل هذه الزيارة، خصوصاً في حال لم يحمل معه جديدًا، ويعود ذلك إلى زيارة أخرى من المرتقب ان يقوم بها لودريان إلى إيران، كونها معنيّة بالملف اللبناني وثمة تشاور معها من قبل الفرنسيين.

ولذا فإن الأسابيع المقبلة ستكون للتشاور والإستطلاع والمزيد من الحراك، لكن الدوران مستمر في حلقة مفرغة، تضيف الاوساط ، لأن المعطيات المؤكدة تشير إلى أن السعودية حسمت موقفها ولن يكون لبنان أولوية بالنسبة إليها، بل هي عامل مساعد وفاعل ضمن “اللقاء الخماسي” وعلى هذه الخلفية لم ينخرط المستشار في الأمانة العامة في مجلس الوزراء السعودي نزار العلولا، بأي طلب أو سعي لدعم هذه المرشح، بمعنى أن السعودية باتت خارج هذه الأجواء، ولن يكون لها أي تدخل لا من قريب أو بعيد ، ولكنها تؤيد انتخاب رئيس للجمهورية “لا يطعنها بالظهر لا أكثر ولا أقلّ.” ولذا، تكشف الأوساط ما قاله أحد المسؤولين السعوديين أمام لودريان، وهو أنه “على اللبنانيين أنفسهم أن ينتخبوا رئيساً للجمهورية وينطلقوا في عملية إصلاحية”.

وممّا تقدم، من الثابت أن المسألة أضحت معقدة وصعبة، وهي باتت بين عنوانين بارزين: إمّا أن يأتي لودريان إلى بيروت في حال بقيت زيارته قائمة، من أجل التحضير لمؤتمر حوار وطني يضم كلّ المكوّنات اللبنانية، ويجري خلاله الإتفاق والإجماع على مرشّح يتمّ توفير الغطاء الإقليمي والدولي له، أو أن يتمّ تسويق أحد المرشّحين المطروحين من خلال “اللقاء الخماسي”. وبالتالي تشدد الاوساط أنه لن يكون هناك “اتفاق في الدوحة”، لان ذلك سيحتاج إلى أكثر من لقاء وتحرك، لا سيّما وأن لودريان وبعد جولاته في المنطقة ولقاء الدوحة، سيعود إلى باريس ليضع ماكرون في صورة لقاءاته وما أفضت إليه. مع الإشارة إلى أنه علم أن التواصل بين الإليزيه والديوان الملكي السعودي مستمر، ربطاً بما جرى التوافق عليه خلال اللقاء بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وولي العهد السعودي محمد بن سلمان.

وأخيراً وحيال هذه الأجواء الضبابية، فإن أكثر من مرجعية سياسية وحزبية باتت في أجواء صعوبة واستحالة انتخاب الرئيس في وقتٍ قريب، حيث أن الجميع يتعاطى مع هذا الإستحقاق وفق ما يصله من معلومات ومعطيات خارجية. وبناءً عليه فإن الأكثرية منهم يقضون إجازاتهم في الخارج، طالما ان انتخاب الرئيس دونه عقوبات وصعبات، بانتظار حصول توافق وإصرار دولي، وتحديداً بدعم أميركي الذي سوف يدفع نحو تمرير التسوية الرئاسية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى