.

جيش الاحتلال.."سفينة في قلب عاصفة"

لا يزال الكيان الصهيوني يتخبّط داخليًا على وقع “التمرد” العسكري في جيش الاحتلال ورفض ضباط الاحتياط الالتحاق بالخدمة والتظاهرات المعارضة للتعديلات القضائية في الحكومة والذاهبة إلى مزيد من الاتساع فضلًا عن الجمود الحاصل على مستوى الحكومة بسبب مرض رئيسها بنيامين نتنياهو.

وفي هذه السياق، كتب المراسل العسكري لصحيفة “يديعوت أحرونوت” يوآف زيتون يقول: “على الرغم من كثرة رسائل الإعلان من قبل جنود وضباط في الاحتياط عن تجميد خدمتهم احتجاجًا على تشريع الانقلاب القضائي- يقولون في الجيش إن الكفاءة للحرب لم تتأثر نتيجة لذلك. ويلاحظون في الجيش أن مئات من جنود الاحتياط أعلنوا أنهم لن يلتحقوا بعد الآن، إذا طُلب منهم ذلك”.

وأضاف:”عدة عشرات من الجنود الذين يخدمون في الاحتياط ــ خاصة من وحدات مختلفة في سلاح الجو وليس فعلًا من بين طواقم الجو ــ أبلغوا قادتهم في الأيام الأخيرة عن رغبتهم في التوقف في هذه المرحلة عن الحضور للخدمة إذا جرى استدعاؤهم قريبًا احتجاجًا على تشريع الانقلاب القضائي. أيضًا على خلفية التوتر المتزايد عند الحدود الشمالية على ضوء “استفزازات” حزب الله، يقولون في الجيش أن الكفاءة لم تتأثر بسبب ذلك” وفق تعبيره.

وأشار زيتون إلى أن “رئيس الأركان في جيش الاحتلال أمر القادة بمراعاة ضباط الاحتياط والاستماع لهم والاهتمام بهم بشكل شخصي وذلك للحفاظ على التوازن المطلوب بين التماسك في الوحدات الذي تضرر وبين الحاجة الضرورية لكفاءة القوة البشرية خاصة في التشكيلات المهمة في سلاح الجو وفي شعبة الاستخبارات”.

وتابع: “على سبيل المثال، هناك أسراب معظم الذين يخدمون فيها هم من جنود احتياط- معظم مشغلي الطائرات بدون طيار من سرب زيك 161 في قاعدة بلماحيم ــ على سبيل المثال ــ هم من الاحتياط، في هذه الوحدة بالمناسبة لم يُسجل توقف عن الالتحاق في الأسبوع الأخير، لكن المسألة أثيرت في المحادثات بشكل متكرر، ومعظم أفراد الخدمة أعربوا عن استيائهم من حملة الكراهية ضد عناصر سلاح الجو”.

إلى جانب ذلك، لفت زيتون إلى أن “هناك في الجيش من يشبّه الجيش “الإسرائيلي” في هذه الفترة بـ”سفينة في قلب عاصفة” داعيًا للتعامل مع هذه السفينة “بحذر ودقة، وبدون خطوات دراماتيكية”. 

أما داخل الأجهزة الأمنية “يلاحظون أن ضعف “إسرائيل” الداخلي والضرر الذي لحق برئيس الحكومة بنيامين نتنياهو من قبل واشنطن جعلا الدولة أكثر عرضة للخطر من قبل أعدائها خاصة حزب الله وإيران”.

وأكّد المحلل العسكري لصحيفة “يديعوت أحرونوت” أنّ “الخشية في الجيش أيضًا من التضرُر الذي يلحق بالتماسك على المدى الطويل، ولذلك سيجرون في الفترة القريبة نقاشات حول كيفية الاستثمار في الحافظ وتحسين التماسك حتى بين متجندي السنوات المقبلة الذين يُحتمل ألّا يرغب البعض منهم في ارتداء الزي العسكري أو الخدمة في تشكيلات حساسة. الموضوع من المتوقع أن تتم معالجته في إطار خطة متعددة السنوات الجديدة” وفق قوله.

وأشار يوآف زيتون إلى التطورات عند الحدود اللبنانية – الفلسطينية، وأفاد بأن “قيادة المنطقة الشمالية في جيش الاحتلال قررت “تعزيز فرقة الجليل بعدة سرايا لمساعدة كتائب أمن الميدان في التعامل مع الإخلال بالأمن والاستفزازات عند الحدود خاصة في قطاع هار دوف (مزارع شبعا) وبالقرب من المطلة (قبالة بلدة كفركلا)”. 

وختم كاتب المقال مؤكدًا أنّ “هذه صورة الوضع المحدّثة التي عُرضت مساء أمس الاثنين على وزير الحرب يوآف غالانت من قبل ضباط الجيش وعلى رأسهم رئيس الأركان هرتسي هليفي”.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى