مرّت على حادثة كربلاء التاريخية ١٣٨٤ سنة التي استشهد فيها ابن بنت رسول الله وأهل بيته وصحبه صلى الله عليهم وسلم، حيث اختلط فيها الدم المسلم والمسيحي دفاعاً عن الحق والعدل ومواجهة الفساد والفاسدين والظلم والظالمين إذ اختصر الإمام (ع) بكلمات معدودة بالقول:
لم أخرج أشراً ولا بطراً ولا ظالماً ولا مفسداً إنما خرجتُ من أجل الإصلاح في أمة جدي رسول الله (ص)….!
ومنذ قديم الزمان، والحروب والصراعات بين الأنظمة والدول والقبائل والعشائر تُخاض تحت عناوين مختلفة تتقدمها المصالح الاقتصادية والجغرافية والهيمنة والاستعمار والاستعباد، لا في سبيل قيم ومبادئ، ويذهب ضحاياها ملايين البشر والخراب والدمار، ومن ثم تُعقد المعاهدات والغالب يفرض شروطه….!
عاشت كربلاء في الفكر والوجدان الإنساني واستمرت نموذجاً للأمم والشعوب على اختلافها وهذا ما أقرّ به غاندي البوذي، وأعلن أنه تعلم من الحسين كيف ينتصر، وكذلك ويلسون مانديلا المسيحي والزعيم الإفريقي الذي حرر بلاده وهو داخل السجن….!
بالعودة إلى الإمام الحسين عليه السلام ومثلهم كثيرون، ونحن في لبنان انتصرنا وحررنا وفي سوريا وإيران والعراق واليمن بقراءة مسيرة كربلاء وتبنيها وكان النصر نصر الإنسان وهزيمة العدو وليس نصراً قبلياً عشائرياً شيعياً، وقد أعلن ذلك الأمين أن النصر للبنان ولكل الأحرار في العالم والمستضعفين…!
بناءً عليه:
١- هل كربلاء شيعية أم إنسانية؟
٢- لماذا إحياء هذا الحدث التاريخي يحيا ويستمر وكل الحروب تنتهي بانتهائها؟
٣- لماذا لم يصالح ولم يهادن الإمام زين العابدين (ع) يزيد وهو أسير والنساء سبايا؟
د. نزيه منصور