اقلام

بيروت: حركة على إيقاع الدوحة ومصالح التعطيل

بيروت: حركة على إيقاع الدوحة ومصالح التعطيل

——————

ما أن شاع خبر عودة مبعوث الرئيس الفرنسي جان إيف لودريان إلى بيروت وقبل أن تطأ قدماه أرض لبنان حتى انطلقت عاصفة سياسية يطغى عليها طابع التحليل الأقرب إلى التمنيات معظمها لا يقرب الواقع ولا يمت إلى القراءة السياسية أضرم الإعلام نارها في هشيم بيئة منهارة سياسيا واقتصاديا تسير نحو ارتطام محدود بعد أن اقتربت من القاع

وعلي وقع طبول التهديد بالعقوبات على معطلين انتخاب الرئيس في لبنان بدأ المبعوث الفرنسي مهمته مكلفا من الرئيس الفرنسي متابعة عملة مع اللبنانيين توصلا إلى حل يعيد الحياة السياسية إلى لبنان من بوابة انتخاب رئيس الجمهورية وإعادة بناء مؤسسات الدولة والاتفاق على شكل الحكومة وهويتها ما يؤكد استمرار المبادرة الفرنسية رغم محاولة تطويقها أمريكيا بالتفاف قطري عليها ما أغضب السعودي كما نقل متابعين عن مصادر دبلوماسية كانت تحضر اجتماع الدوحة الأخير حيث نقلت أن “نقاشا حادا تحول مشادة كلامية بين المستشار في الديوان الملكي السعودي وليد العلولا وممثل قطر بالخماسية الدولية” وتحديدا عندما قارب المسؤول القطري الأزمة اللبنانية بطريقة فهمها السعودي انقلاب على الطائف وضرب توازناته السياسية والإدارية بحيث طلب المسؤول القطري تغيير في ثلاثين موقعا إداريا في تركيبة السلطة في لبنان بكلمة (تسوية مواقع ثلاثين موقعا إداريا وقبل أن يبدأ بتعدادهم- قاطعه المستشار السعودي) حتى وصلت مطالبته بتعديل بعض الصلاحيات التي تقوض التوازن الذي أرساه اتفاق الطائف

وفي هذا السياق علم أن مندوب قطر سعى لتمرير بيان يحمل توصية الانتقال إلى مرشح ثالث ولاقى تأيدا من مندوب أميركا لكنه لم يكن متحمسا بعد المشادة مع السعودية والامتناع الفرنسي والتهرب المصري إلا أن قطر تعمل عليه سياسيا وتسوق له إعلاميا وكان محور نقاش وزير خارجية قطر مع المسؤولين في طهران أمس الذين لم يبدوا معه أي إيجابية بها الطرح

فقد أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية في إيران أن المسؤولين الإيرانيين لا يقبلون التدخل في الشؤون الداخلية لبلدان أخرى وان إي دور يطلب من الجمهورية الإسلامية لمساعدة لبنان هي مستعدة وفق الأصول الدبلوماسية بما يضمن مصالح الشعبين وحث المتحدث باسم خارجية إيران أصدقاء لبنان على مساعدة اللبنانين للخروج من أزمتهم التي تخدم الاستكبار العالمي وأهداف الصهيونية

أما في الداخل اللبناني تبدو حركة المبعوث الفرنسي ناشطة من عين التينة إلى البياضة فالسراي الحكومي معراب وصولا إلى لقاء مع كتلة الوفاء للمقاومة وعلم ان الزائر الفرنسي سيلتقي شخصيات لبنانية وسياسية وربما ينتهي زيارته بجولة على المرجعيات الدينية وربما يسجل زيارات للمرشحين

والعاصمة بيروت على موعد مع وصول الوفد القطري إليها خلال الساعات القادمة بعد عودة وزير الخارجية من طهران وانتهاء أعمال سفيرها في لبنان فوفق مصادر متابعة ان قطر التي أستحوذت على حصة كبيرة من قطاع استخراج النفط والغاز البحري في لبنان تسعى لدور أكبر يتناسب مع حجم مصالحها الاقتصادية بهدف تعزيز موقعها السياسي ودورها الإقليمي وهذا سيكون على حساب دول أخرى ويزعجها وفي مقدمتها السعوديه سوريا حتى فرنسا وهذا سيؤدي لجولات مختلفة بدأت بالسياسة وربما يتم استخدام اوراق  التناقضات في الداخل اللبناني وهذا الصراع يتناسب مع مصالح الامريكيين الذين يعتبرون حل الأزمة اللبنانية لم يحن بعد بانتظار التسوية الإقليمية الكبرى وعدم قدرة إسرائيل على مواجهة المقاومة، والأمريكي يراقب الخلل بين فريق لاعب إقليمي يراكم ترسانته وفريق منشغل بزواريب الداخل والتناحر على السلطة

د. محمد هزيمة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى