اقلام

الساحة اللبنانية نحو التأزيم السياسي

الساحة اللبنانية نحو التأزيم السياسي

كتب الدكتور محمد هزيمة
——————–
دخل لبنان مرحلة عض الأصابع بين قوى الممانعة من جهة والقوى الغربية من جهة أخرى بعدما شهد الوضع الداخلي انعطافة خطيرة خلال المرحلة الماضية بظل واقع سياسي مأذون وعجز عن الوصول إلى تسوية بقرار أميركي مباشر أطبق على الحياة السياسية بعد حصار مالي تلاه تغلغل ملايين النازحين وتمويل وجودهم وربطه بمشروع الشرق الأوسط الجديد الذي تعمل عليه أمريكا ومعها دول غربية القيمة وأنظمة عربية وليس آخرها لقاء جدة بشأن أوكرانيا الذي بدد أوهام قرار سعودي وتمايز تركي عن سياسة الولايات المتحدة الأمريكية لتأتي الوقائع لتؤكد أن اتفاق بكين لم يكن نقطة تحول استراتيجية كما حكي عنه وان ترتيب البيت العربي بعد قمة جدة كان لزوم ما لا يلزم أمام حرب ضروس تتمسك فيها أمريكا بكل ورقة تستخدمها ولن تتخلى عن أي نقاط قوة تخدم مصالحها في العالم خاصة منطقة الشرق الأوسط والبحر المتوسط وتحديدا لبنان لأساب عديدة في مقدمها
ا- أمن الكيان الإسرائيلي
ب- الوجود الروسي في سوريا
ج- دور قوى الممانعة بقيادة روسيا العظمى على البحر المتوسط
د- مستقبل لبنان من الثروات النفطية والنتائج الواعدة المتوقعة بحسب المسوحات والدراسات
فما شهده لبنان خلال اليومين الماضيين من حرب بيانات وتمويل لم يكن من قبيل الصدفة أو أنه غير متوقع فعامل الوقت لم يعد لصالح أمريكا وهي على أبواب انتخابات نصفية ليست سهلة لأي من الحزبين وأوروبا الغارقة بأزمة اقتصادية ناهيك عن أخبار أفريقيا المربكة للغرب ثم جبهة أوكرانيا التي أحرجت الحلف الأطلسي وأسقطت صورته لعلمه أن حرب الأساطيل مكلفة مع دولة بحجم روسيا وربما تقود لدمار شامل يهدد البشرية فاختارت أمريكا أهون الشرور على الجبهة المفتوحة شمال سوريا وانكشف معها الدور التركي وفضح تواطؤ الأنظمة العربية والإذعان لطلب أمريكي مباشر تعمل فيه الولايات المتحدة لكسب أوراق قبل التفاوض والدخول بتسويات دولية كما هي عادة الحروب
إلا ان الشغل الشاغل للامركيين والغرب يبقى الوضع الإسرائيلي من الداخل والغرق بازمات وانقسام شعبي طال المؤسسات بظل تنامي دور المقاومة وتصاعد قدراتها بعد إنجاز توحيد الساحات وما كان للمقاومة اللبنانية فيه من دور عزز وجودها وهذا بحد ذاته يعتر خطر حقيقي يضاف إلى انتصار لبنان وصموده بحرب اقتصادية وحصار مالي وتواطئ داخلي بمعركة جمعت الاضاد والخصوم وتجند فيه الإعلام شاشات وأقلام وصولا إلى منابر تساندهم غزت جمعياتNGOS المجتمع المدني مفاصل المجتمع رديفا أو بديلا عن الإدارات التي افرغت من مضمونها بهدف تحلل المؤسسات تمهيدا للوصول إلى حالة انهيار شامل يفرض فيه صندوق النقد الدولي شروطه السياسية والاقتصادية على لبنان
وبالعودة لما جرى خلال الأسابيع الماضية والمتوقع ان ينشط من جديد بأساليب مختلفة وأدوات مبتكرة وفي ميادين شتى تذر رماد التضليل في عيون حقيقة صنعها موقف المواطن بوعيه وقدرته على مواجهة الأخطار بفرض شروط تبدأ بتسمية رئيس جمهورية اولى شروطه لا ينسجم مع مشروع المقاومة حاليا وينقلب عليها في مرحلة لاحقة كما حصل سابقا ولا زالت ذاكرتنا تضج بالأحداث من نهر البارد التي اريد تكرارها في عين الحلوة وفشل المشروع التي انتهي نانهيال بيانات السفارات تبث سموم تامرها في جسد الداخل اللبناني المأذوم بعد أن هالهم ثبات النقد الوطني بغياب سلامة الذي صمت الاذان تهديدا ووعيدا وتحديد أسعار صرف للعملة الصعبة وقد أربكتهم حديث وزير السياحة عن إعداد السائحين والوافدين وما يشكل هذا الاستقرار من تنامي ويدعم الاستقرار المالي في مواجهة الحصار الذي لم يحقق للامريكين أية نتائج حتى اللحظة رغم الأثمان الذي دفعها لبنان ومعاناة شعبه
فانتظروا أيها اللبنانيين حرب إشاعات ضروس تنفخ في جمر الفتنة ولن يطفئها سوى الالتفاف حول مشروع الممانعة ومواجهة قرار الغرب بالسيطرة على لبنان وسرقة ثرواته بعد أن سلبت ودائع أبنائه وأغرقوا بملايين النازحين يسلبونهم رغيف خبزهم ويحرموا أبنائهم من مقعدهم الدراسي لحساب نازح ينتظره دور في تخريب لبنان
د. محمد هزيمة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى