.

“التقوى والسلام” لأرواحٍ لا تزال حاضرة في ذاكرة طرابلس

خاص الرقيب – لبنى عويضة

تمر الذكرى العاشرة لتفجير مسجدي التقوى والسلام على ذاكرة أهل طرابلس، ذلك الجرح الغارز، الذي لم يندمل بعد، فلم يخلو بيتاً في الفيحاء من الإصابة أو تقديم شهيد ليروي ظمأ الارهابيين الذين فجّروا المصلين خلال تأديتهم لصلاة الجمعة يوم 23 آب 2013.

تلك الجريمة النكراء والمروعة التي طالت المؤمنين في بيتين من بيوت الله أوقعت 55 شهيداً و أكثر من 900 جريح، وخلّفت مئات من الجراح في قلوب الضحايا والأهالي الراجين انتهاء المحاكمات والاقتصاص العادل من الجناة.
لم ينسَ الطرابلسيون ذلك التفجير بما رافقه من أصوات مخيفة زلزلت عاصمة لبنان الثانية، تلك اليد الإرهابية التي أصرّت على إبادة حشدّين من المؤمنين أمام مسجدي التقوى والسلام من خلال تفجير سيارتين مفخختين وبخطة مُحكمة نفذتها مجموعة داخلية خدمة لأجندات خارجية، متناسين الإنسانية والمفاهيم الأخلاقية.

علّقت طرابلس على جدرانها مقابر أبنائها، ودفعت أثماناً من دماء شهدائها لجرائم إرهابية لم يكن لها يدٍ بها.
أشلاء، دماء، جثث، صرخات، عويل، نار، دمار… مشاهد لم يستطع أيِّ كان نسيانها، سيما الشهداء الأحياء الذين شهدوا تلك الجريمة المروعة، ولعل 10 سنوات لم تسقط قط صوت الانفجارين اللذين لا يزال صداهما يتردد في كل شارع من شوارع طرابلس. بالمقابل، لم تلتئم جراح أهالي الشهداء حتى وبعد مرور هذه السنوات وما زالت ذكرى التفجير عالقة بأذهانهم كأنه البارحة، إذ يمكن ترميم الجدران والطرق والأسطح والأبنية… إلا أن الذاكرة لا يمكن مسحها، ولا يمكن طوي ذكرى الفاجعة والخسارة دون إحقاق الحق.

غابت رائحة الياسمين لتطغي عليها رائحة الموت والدماء، ولا تزال الأصوات ترفع للبحث عن العدالة غير المكتلمة، كما لا تزال الأوجاع دفينة داخل كل بيت فَقَدَ عزيزاً، بانتظار حكم القضاء ومجلسه العدلي بحق المتهمين الذين يسرحون ويمرحون خارج حدود قضبان السجن، والذين لا يليق بهم سوى تنفيذ حكم الإعدام.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى