التيار والحزب حوار صعب وتوافق متعسر
——————–
لم يبقى أمام الملف الرئاسي في لبنان إلا نافذة الحوار بين الحليفين اللدودين التيار الوطني الحر وحزب الله بعد فترة من البعد والابتعاد حتمتها ظروف المرحلة الماضية وما فرضت من خيارات سياسية خرج فيها التيار من عباءة التفاهم وتجاوز كل حدود انتقل معها إلى الضفة الأخرى التي يعلم ان نجاحها يكتب نهاية تياره السياسية بلا منازع
فبرغم أن التيار أعاد التأكيد على التزام موقفه السياسي الداخلي وتموضعه الإقليمي وفي مقدمها سلاح المقاومة والعلاقة مع سوريا عكس المعارضة التي تقاطع معها على ترشيح وزير مالية حكومة الرئيس فؤاد السنيورة والتي كان وثق التيار ارتكاباتها فسادها وهدرها المال العام بكتاب “الأبراء المستحيل” واعتبره التيار ومناصروه خارطة طريق لإصلاح مالي كان أول ضحايا التقاطع وسقط مع خصوم الامس واعداءه على مائدة مواجهة المرشح سليمان فرنجية وقطع طريق بعبدا عليه لحسابات لم يقدر التيار أبعادها السياسية او ربما أنه متيقن من عدم القدرة على إيصال المرشح جهاد ازعور إلى بعبدا وكان التحاقه بالمعارضة محاولة ابتزاز الثنائي الوطني (الشيعي) وحلفاءه اسقطتها التوازنات الداخلية وفرضت نفسها وقائع لا يمكن تجاوزها وخرج التيار من المعركة أكبر الخاسرين نتيجة الأصوات التي حصلها المرشح فرنجية واخفاق المعارضة في إيصال ازعور الذي انتهى دوره بعد الكشف عن مرشح حقيقي تريده امريكا وكلفت قطر تهيئة الظروف لوصوله ما وضع رئيس التيار الوطني الحر أمام خيارين أحلاهما مر بعد ان لمس جدية امريكية بترشيح العماد جوزيف عون وما له من رصيد وطني حتى داخل شعبية التيار يقابله تمسك الثنائي مع حلفائهم بترشيح الوزير فرنجية ويلقى هذا قبولا فرنسيا ما حتم على رئيس التيار إعادة النظر ودراسة الواقع بعيدا عن المزايدات التي يخسر فيها التيار بكل الاتجاهات وفي كافة المراحل
اولها خسارة كرسي بعبدا التي كان يمكن تعويضها بعد ستة سنوات
وثانيا خسارة الحليف الأكبر ما يفقد التيار ستة نواب في ايه انتخابات نيابية القادمة
ثالثا خسارة شعبية داخل الشارع المسيحي وصولا إلى صفوف التيار لصالح قائد الجيش الشخصية التي يحترمها ويحبها معظم اللبنانيين
رابعا تهديد موقعة السياسي ونهاية مشروعه الإصلاحي بعد انقلابه على الأبراء المستحيل
خامسا صنف التيار الوطني نفسة خلف القوات اللبنانية بمشروعها ليكتب نهايته صف ثالث وما دون
بالتاكيد رئيس التيار لم يقدر هذه العوامل في مرحلة سبقت حتمت عودته للتفاوض مع حزب الله الذي استوعب الوزير باسيل بقلقه وخوفه وتراجعه وفاتحا باب جدي تارك له حرية الاختيار بين جدية التعاطي بمسؤولية وبين مناورة يراهن فيها رئيس التيار على عامل الوقت ويطرح شعارات يسعى من خلالها شد عصب الشارع المسيحي بعد تبدد شعبية تياره وتراجعها كثيرا وهذا ظهر جليا من نتائج الانتخابات النيابية الماضية فهل ان التيار جدي بمشروع بناء الدولة وحيدا ؟؟؟
وهل بناء الدولة يمنعه سليمان فرنجية والعماد جوزيف عون؟؟ الايام القادمة كفيلة وحدها بالإجابة
د.محمد هزيمة