يختلف كثير من الآباء في نظرتهم لطريقة تربيتهم لأطفالهم، فبعضهم يرى أن يربوا أطفالهم، كما ربتهم أمهاتهم من قبل بطريقة الضرب والتضييق، وبعضهم الآخر يرى أنهم عليهم تجنب الأخطاء التي مورست معهم في الصغر، وأن يربوا أطفالهم على التفاهم والحوار .
تكون المشكلة الحقيقية في أن تكون الأسرة مزيج بين زوج يرى في طرق التربية الحادة الصواب، وأم ترى في التفاهم والحوار طريقة مثلى للتربية، هنا لن يعاني سوى الطفل بين حدة ذاك ولين هذه. إذًا، ماذا تفعلين إن كنتِ على خلاف مع زوجكِ حول أسلوب تربية أطفالك والثواب والعقاب؟
عالجي الوضع من جذوره
ترجع جذور ميل زوجك لضرب أطفاله أو تضييق الخناق عليهم إلى مشكلاته في الصغر، فمن المؤكد أنه كان يُضرب ويُحرم من الاستمتاع بطفولته.
حاولي أن تكوني طبيبته النفسية، تحدثي معه واجهيه بلطف بتلك التجارب التي لم ينسها من ضرب وإهانة، واسأليه هل كان سعيدًا في تلك اللحظات أم أنها كانت قاسية عليه؟ وهل يحب أن يمر أطفاله بمثل هذه اللحظات أم لا ؟
اتفقي مع زوجك على طريقة للتعامل
اعقدي اتفاقًا بينك وبين زوجك على طريقة الثواب والعقاب للأطفال، واطلبي منه إذا كان عصبي المزاج أن يبتعد عن التعامل مع الأطفال وإسناد المهمة لكِ حتى يهدأ .
أطلعيه بشكل مستمر على المقالات والبرامج التي تتحدث عن طرق التربية السليمة .
اطلبي منه أن يجلس مع أطفاله ويستمع لهم، وأن الكلام مع الأطفال ومعرفة طرق تفكيرهم وشخصياتهم، ربما يجعله يدرك أن أطفال اليوم ليسوا كأطفال أمس، وأنهم جيل قوي وواعي يحتاج فقط إلى العناية .
فالتربية ليست صراعًا بين الأب والأطفال، التربية هي إدارة علاقتك بأطفالك بنجاح، فتساعدهم على فهم واجباتهم ليقوموا بها، ومعرفة حقوقهم ليطالبوا بها .
لكن الضرب والقسوة لهما مفعول سحري لدفع الأطفال نحو الدمار، فقد أشارت دراسة حديثة إلى أن ضرب الطفل والصراخ عليه والإفراط في تأنيبه يُزيد من خطر إصابته بالسرطان وأمراض القلب والربو لاحقًا ، وأكد باحثون في جامعة ملايماوث أن الأهل الذين يصرخون أو يضربون أولادهم يصبحون أكثر عرضة للإصابة بمشكلات صحية لاحقًا .
وأشارت دراسة أخرى نُشرت في صحيفة “ديلي ميل” البريطانية إلى أن استخدام العقاب الجسدي تراجع في العالم، لكن 50% من الأطفال ما زالوا عرضة له، إلى جانب ضعف شخصية الأطفال الذين يتعرضون للضرب، وكذلك يؤدي الضرب والتوبيخ إلى تأخر نموهم العقلي .
فهل إذا قرأ زوجك هذه الدراسة وغيرها من الدراسات، سيحب أن يكون طفله عرضة لكل هذه الأخطار ؟
لا تشتكي له من أطفالك
إذا كنتِ تعرفين أن زوجك عصبي أو أن عمله مرهق، لا تبدئي بالشكوى من شقاوة الأطفال له، فهذا يكوّن لديه شحنة غضب سلبية تجاههم، ما يجعله متحفزًا لأي حركة سيفعلونها ليضربهم أو يصرخ فيهم، ليخرج كل همومه وتعبه من العمل فيهم، لأنهم هم الحلقة الأضعف في حياته .
بل على العكس، اسردي له تميزهم والأشياء الإيجابية التي فعلوها، ليشعر أن تعبه يزول بأولاد جيدين .
لا تكسّري كلمته
إذا رفض زوجك لطفلكِ أمر ما، لا تستفزيه وتكسّري كلمته، بل ناقشيه في الأمر بعيدًا عن الطفل، وإذا تراجع ووافق اطلبي منه أن يذهب هو ليخبر طفله بأنه وافق على ذلك الشيء، واطلبي من زوجك أن يفعل نفس الشيء معكِ وألا يكسر كلامك أمام الأطفال، كي لا تتحول تربية الأطفال لمجرد تحدي بينكما، بل هي شراكة تحتاج إلى الحوار والاتفاق المستمر وليس التحدي.