يوم 11/11 من كل عام.. هو يومكم يا شهداء حزب الله، لا بل إنه يوم احتفاء أمّتكم بالفوز الذي سبقتم إليه، وبالنصر الذي أثمره جهادكم وروته دماؤكم..
من أحمد قصير فاتح عهد الاستشهاديين إلى كل الشهداء المقاومين والشهداء القادة وشهداء الأسر والاعتقال والواجب الجهادي، وشهداء الدفاع المقدّس الذين حموا البلاد من غزوة الإرهاب التكفيري، وصولاً إلى الشهداء على طريق القدس الذين يتصدّون لجنون المحتلّين وينتصرون لغزّة وفلسطين ويدافعون عن ثغور الوطن من أجل أن يأمن شعبه وتصان سيادته وتحفظ إنجازاتُهُ..
إنّه يومٌ يُلخّص مسيرةً مباركةً يفخر بها الشرفاء ويستلهم منها الأحرار ويتصفّح مآثرهم الأوفياء.. ويتعهد مواصلة التضحية لتحقيق كامل أهدافها مجاهدون أبطال، وقيادة بصيرة وشجاعة، وشعبٌ وفيٌّ، أبيٌّ وسخيٌّ، جديرٌ بالحريّة والعزّة والكرامة, ولعوائل الشهداء من أبنائه موقع الاعتزاز والتقدير والاحترام.
في يوم شهيد حزب الله، ينبغي التأكيد على التزام ثوابته الوطنيّة وقيمه الفكريّة والثقافيّة والسياسيّة، وخصوصاً لجهة احترام الآخر والتفاعل معه إيجاباً ضمن إطار العيش الواحد في الوطن الواحد الذي يحفظ الخصوصيّات من جهة وينبذ النزعات العنصريّة والتقسيميّة من جهةٍ أخرى.
وفي يوم شهيد حزب الله، نجدد عهدنا وعزمنا على تحرير بلدنا وتفعيل دوره الحضاري والإنساني وتطوير قدراته وإمكاناته الفعليّة والواعدة وإنهاض دولته ومؤسساته وتوطيد التماسك والوفاق الوطني بين مكوناته وتعزيز أمنه واستقراره والتمسّك بمعادلة القوة والحماية والنصر، خصوصاً إزاء التهديد الصهيوني الدائم للوطن.
إنّ العدوانيّة الصهيونيّة المتوحشة التي تتواصل فصولها ضدّ غزّة وأهلها، هي عيّنة كاشفة عن مستوى التهديد والخطر الصهيونيين اللَذَيْنِ يستوجبان في المقابل اليقظة الدائمة والجهوزية المتنامية والمستمرة.
إنّ كتلة الوفاء للمقاومة تشدد إدانتها وشجبها للكيان الصهيوني ولجرائم الحرب ولمجازر الابادة التي يرتكبها ضدّ غزّة وأهلها، وتعبّر في الوقت نفسه عن دعمها وتضامنها مع المقاومة الشجاعة التي يبديها أبناء غزّة الأبطال في سياق دفاعهم المشروع عن وطنهم وقضيتهم العادلة والمحقة, وتُحمّل الكتلة العدو الصهيوني أيضاً مسؤولية التطاول والعدوان على لبنان وتعمد قتل المدنيين والأطفال وارتكاب المجازر فيهم كالمجزرة التي استهدفت نساءً وأطفالاً وتسببت باستشهاد الحاجة سميرة أيوب وحفيداتها الثلاث من آل شور وبإصابة أُمِّهِنَّ هدى حجازي على طريق عيترون – عيناثا، وكاعتدائه الآثم قبل أيام على سيارات الإسعاف واستهداف المسعفين في (طَير حرفا)، ضارباً عرض الحائط بكل القواعد والقوانين.
إنّ الكتلة إذ تعزّي العائلة المفجوعة جرَّاء هذه المجزرة الأليمة والمتعمدة, تسأل الله عزّ وجلّ أن يمنّ عليها بالصبر والسلوان وأن يتغمّد الشهيدات بواسع رحمته ويسكنهنّ فسيح جنّاته وأن يربط على قلب الأبوين بالسكينة ويعجّل بشفاء الأمّ المُصابة والمسعفين الجرحى.
وتشدد الكتلة على وجوب الوقف الفوري للعدوان الصهيوني على غزّة ولبنان وتؤكد على مسؤوليّة الإدارة الأمريكيّة في ضبط جنون العدو الصهيوني المبرمج.
أما على الصعيد الداخلي.. فتجدد الكتلة موقفها الداعي إلى ضرورة الإسراع بإنجاز الاستحقاق الرئاسي، وإيجاد المخرج المناسب تجنباً للشغور في موقع قيادة الجيش الذي بات استحقاقه داهماً.
وتنبّه الكتلة أيضاً إلى مخاطر تعطّل عمل مجلس القضاء الأعلى نتيجة التناقص الجاري في عدد أعضائه الحاليين.
وفي الختام، يُحزننا أن نودّع اليوم إلى مثواه الأخير، زميلاً نائباً سابقاً عن قضاء جزّين – دائرة الجنوب، كان عضواً مشاركاً في كتلة الوفاء للمقاومة وهو الدكتور بيارو فريد سرحال، وأن نتقدّم من أهله ومحبيه وعموم اللبنانيين بأحرّ التعازي والمواساة.
انتهى البيان