اقلام

طوفان الأقصى، أمواجه تقلق الأنظمة العربية أكثر ما ارعبت اسرائيل

“طوفان الأقصى” أمواجه تقلق الأنظمة العربية أكثر ما أرعبت إسرائيل——————
لم يكن الصمود الأسطوري للمقاومة مجرد نجاح وتسجيل انتصار في معركة لها تبعات بل تحول استراتيجي تجاوز حدود ميدان الجبهة المستعرة جنوب فلسطين المحتلة في قطاع غزة ومحيطة المعروف بغلاف غزة والذي سقط وخرجت قواعده العسكرية من المعادلة منذ اللحظة التي دمرت فيها المقاومة آليات العدو ودباباته في أرضها وأحرقوا ثكناتها العسكرية ليحرروا الأرض من رجس الاحتلال وتمكنوا من أسر جنود ومستوطنين مدججين بالسلاح بعد سقوط مستعمراتهم في عملية عسكرية مباغت فاجأت العدو والصديق الخصم والحليف إنها عملية “طوفان الأقصى”

وبداية التحول في معركة طالما انتظرها أصحاب الأرض ومن معهم وقد شكلت بنجاحها صفعة على وجه العدو الإسرائيلي وقيادته السياسية العسكرية والأمنية أفقدت إسرائيل موقعها المتقدم ودورها المنوط بها في الشرق الأوسط قوة عظمى لقاعدة عسكرية متقدمة تحمي مصالح الغرب الأمريكية وفي مقدمها أنظمة الرجعية العربية- حكومات النفط أمراء التطبيع من ودائع الاستعمار أدواته في حكم المنطقة واستعباد شعبويها للسيطرة على الشرق الأوسط ومنطقة الخليج تحديدا حيث حقول النفط والغاز السلعة الاستراتيجية في حساب الغرب تحت المظلة الأميركية ودورهم الاستعماري والتحكم بالنفط وأسواقه والعمل لضمان أمن ممراته خصوصا المائية في البحار والمحيطات على حساب الشعوب المسحوقة بأنظمة وحكام بيادق في رقعة اللعبة الدولية ومن ضمنها كان دور الكيان الإسرائيلي واستراتيجية تأسيسه على أرض فلسطين بعد طرد شعبها واستغلال القضية الفلسطينية من الحكام العرب والاستثمار بها لحرق أنظار شعوبهم عن حقيقة هذه الأنظمة وتبعيتها للغرب ودورها في سرقة ثروات الشعوب ومقدرات البلاد العربية وربط استمرارية حكمهم وعائلاتهم بحماية أمريكية غربية لعبت فيها إسرائيل دورا كبيرا بين ذريعة العدو وحاجة التطبيع الذي أسقط ورقة التوت عن عورات هذه الأنظمة وعراها اليوم طوفان الأقصى الذي فضح الأنظمة ودورها التآمري على شعب فلسطين خوفا من المقاومة خشية استكمال انتصار يقلب موازين القوى السياسية وتسقط معه هذه الأنظمة بمجرد رفع الحماية الأمريكية عنها لانتهاء دورها فالبرغماتية الأمريكية تميز عمل السياسة الأمريكية المحكومة للمصالح الأمريكية حتى عند أقرب الحلفاء الغربيين لأمريكا ما شكلت أمواج الطوفان أعاصير من الرعب عند أنظمة العرب فهزيمة إسرائيل تمهيد لنهاية أنظمتهم وهذه حقيقة لا تقبل الجدل أو النقاش
د. محمد هزيمة كاتب وباحث سياسي واستراتيجي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى