تنفعل الأم كثيرًا على أبنائها لما يرتكبونه من أخطاء كبيرة وعدم استجابتهم لأوامرها التي تعيدها مرارًا وتكرارًا، فيحدث كثيرًا أن يرتكب الطفل خطأ كبيرًا يزيد من حجمه ارتكابه له أمام الناس، ما يجعل الأم في موقف محرج ينجم عنه رد فعل سريع لردع الطفل عن فعله هذا، فتضربه على هذا الخطأ دون الاكتراث لمن حولها، ولكنها تعود وتؤنب نفسها وتشعر بالذنب، ولكن سرعان ما تعود وتكرر هذا مرة أخرى عند انفعالها .
وقد أثبتت العديد من الدراسات أن لضرب الطفل أضرارًا عدة ولضربه أمام الناس أضرارًا وآثارًا أكبر تنعكس على شخصيته وحالته النفسية، ووجدت أن الأطفال الذين يتلقون الضرب غالبًا ما يكررون الأخطاء، وأن الضرب لا يشكل أي رادع حقيقي لهم، وإنما يمثل حاجزًا مؤقتًا يزول فيما بعد ويكرر الطفل السلوك الذي تلقى الضرب عليه مرة أخرى، بالإضافة إلى الآثار التي يخلفها هذا الضرب على نفسية الطفل .
نطلعك في هذا المقال على هذه الآثار السلبية، لتشجعك على اتخاذ قرارك بعدم ضرب طفلك أو توبيخه أمام الآخرين، سواء الإخوة أو الأهل أو الأصدقاء مرة أخرى .
- يعتاد الطفل الذي يتعرض للضرب أمام الآخرين على الكذب دائمًا أكثر من الأطفال الذين لا يتعرضون لذلك .
- يقضي مع الوقت على كل المشاعر الإيجابية ويُحولها إلى عقد نفسية دفينة داخل الطفل، ويصنع منه شخصًا انطوائيًا ضعيفًا أو عدوانيًا مدمرًا لما حوله .
- يشوه مشاعر الطفل، وخاصة إن كانت إهانته أو ضربه أمام أقرانه أو أصدقائه أو إخوته، لأن ذلك يدفعهم أحيانًا للتطاول عليه والسخرية منه بعد ذلك .
- يجعل الطفل غير سوي، وقد يصبح قاسيًا مع أطفاله عندما يكبر، استشهادًا بما تربى عليه في الصغر، ويتوقع أن التربية العنيفة هي الأسلوب الصحيح .
- ينمي لدى الطفل سلوك التمرد على الآخرين وحب الانتقام من الأبوين وكرههم أحيانًا .
- يجعل الطفل يتذكر دائمًا الإهانة والألم والخوف الذي رافق هذا العقاب البدني أمام الناس، ولا يتذكر الدرس الذي من المفترض أن يتعلمه من هذا الضرب .
- يُدمر جوانب إيجابية عديدة في شخصية الطفل مثل الجرأة والثقة بالنفس والقدرة على التعامل مع الناس واكتساب المهارات ويقضي على محبته لوالديه والآخرين .
- يكون العقاب بلا جدوى، حيث لا يجد الأبوين الفرصة في الأماكن العامة وأمام الآخرين التوضيح للطفل الخطأ الذي ارتكبه وسبب العقاب .
- يُشعر الطفل بأنه مكروه عندما ينظر إلى الاطفال من حوله وهم ينعمون بحب أبائهم ولا يتعرضون لهذا مثله، فيعتقد أنه الطفل المنبوذ المُعاقب المكروه من الجميع .
- يبدد جميع المشاعر الطيبة في قلب الطفل ويقضي على التواصل والحب بين الطفل ووالديه ويجعله يستبدل هذه المشاعر بالخوف .
لذلك تعتمد أساليب التربية الحديثة على أسلوب الثواب والعقاب في تربية الطفل وتناشد بالابتعاد عن أساليب التربية التقليدية، التي كانت تستخدم الضرب كوسيلة فعالة في عقاب الطفل، ولكنها تأتي بنتيجة مؤقتة فقط أو تجعل الطفل معقدًا، وأصبح اللجوء لطرق العقاب المختلفة والبحث دائمًا عن أفضل الحلول السليمة، لمعالجة بعض السلوكيات الخاطئة هو ما يأتي بنتائج أفضل في تربية الطفل .
الضرب قد يُشفي غليلك وينفس عن غضبك، ولكن على حساب حالة صغيرك النفسية، لأن غضب الكبار غالبًا ما يكون مؤقتًا، ولكن ضرب الطفل بشكل عام أو أمام الآخرين يستمر أثره طوال العمر وأحيانًا لا ينسى، كما أنه لا يحقق الهدف المطلوب منه في النهاية، لذلك يُفضل التخلي عن فكرة الضرب بشكل عام والضرب أمام الآخرين بشكل خاص واستبداله بفكرة أخرى للعقاب تعود على الطفل بالفائدة، واحرصي على تأجيل العقاب حتى يتم الانفراد بالطفل في المنزل، وأن يكون العقاب متناسبًا مع درجة الخطأ، ومع شخصية الطفل مع توضيح سبب فرض هذا العقاب عليه، لأن هذا ما يساعد على تربية الأطفال بطريقة صحيحة.