أقلام التوبة
لم تعد الحياة كما كانت سبلها،في الأمس كانت القلوب أصدق، والتواصل بين الأقارب أفضل،والنخوة بين الأصحاب أكثر،والمحبة أوسع وأشمل، أما اليوم الحياة التي نتكلم عنها هي ذاتها مع نسبة تطور أكبر ،لكن النفوس تغيرت وجفت، وأصبحت المحبة كلمات دون معنى،بالأمس كانت تنبع من الأحساس أما اليوم فهي تتحرك وفق آداة التكنولوجيا المتطورة.
بالأمس كنا إذا رأينا مشهد مر أمامنا فيه إجرام وظلم ننفعل ونبقى أيام متأثرين بذاك المشهد ، أما اليوم نرى أبشع الجرائم وأقبح الصور ، وبعد لحظات كأن شيئاً لم يكن، ما أقسى قلوبنا لم نعد كما كنا جرّدونا ليس فقط من عواطفنا بل من آمالنا،لما نعد نفكر بالغد كما كنا أصبحنا نقول كيف سيمضي يومنا هذا، لم يعد للشباب احلام، تسأل الشاب في عمر الثلاثينات لماذا لم تتزوج بعد يبتسم بسخرية ويقول راتبي لا يكفي آجار سكن اذا فكرت أن أتزوج.
في بعض الأحيان ترى نفسك فقط أنت المبتلي والكل بعيدا عنك فتخرج من ذاتك لتطمئن عن ما يجري من حولك فتكتشف أن ما يجري عليك أرحم بكثير مما يجري في مجتمعك، فتقول الحمد الله على ما أنا فيه .
اليوم وما نشهده في غزة من دماء وجوع وتهجير وتدمير يجعل كل ما نعانيه قليل، صح نحن في بلد مجاور لفلسطين لكننا شركاء في القضية وما يجري عليهم لولا قوتنا وقيادتنا الحكيمة كان سيجري علينا،وهذا ليس مجرد كلام بل تجارب مرت علينا وسحقنا منها.
نحن اليوم نعيش شهر رمضان المعروف بالعطاء والرحمة وهو شهر دعينا فيه إلى ضيافة الله، وأجمل ما قيل فيه انه شهر المغفرة لذنوبنا، اللهم أغفر لنا وعافينا وانصرنا على القوم الظالمين، وانصر فلسطين وأهلها واحفظ المجاهدين وثبتنا على الصراط المستقيم يا أرحم الراحمين. فالدعاء بحد ذاته من أفضل العبادات التي يحبها الله تعالى.
ريما فارس