طهران ـ إکنا: أقيم أمس الأول الثلاثاء تزامناً مع ميلاد الإمام الحسن (ع)، حفل إزاحة الستار عن سلسلة كتب “سِر الأحبة؛ أهل البيت(ع) في أعمال الديانة المسيحية” ضمن فعاليات معرض طهران الدولي للقرآن بدورته الـ31.
كعدي” الفيلسوف والكاتب والشاعر المسيحي اللبناني، و”الدكتور عباس خامه يار” نائب رئيس جامعة الأديان والمذاهب الإسلامية في الشؤون الثقافية والاجتماعية، و”محمدحسن روزي طلب” مدير عام مؤسسة “إيران” الثقافية وعدد من الكتّاب والمثقفين ومحبي أهل البيت(عليهم السلام).
ومجموعة كتب “سِر الأحبة” عن حياة أهل البيت (ع)، وهي ترجمة لستة مجلدات للكاتب “ميشال كعدي”، والتي تمت ترجمتها مِن قِبَل قسم النشر في مؤسسة ايران الثقافية.
وقد تمت ترجمة الكُتُب الستة للمؤلف المسيحي ميشال كعدي لتبيين سيرة أهل البيت (ع) من منظور الديانة المسيحية ومن تلك الكُتُب هي “السيدة الزهراء أولى الأديبات”، و”في حضرة الإمام الحسن المجتبى(ع)”، و”الإمام الحسين (ع) قدوة ورسالة”، و”الإمام زين العابدين(ع) والفكر المسيحي”، و”الإمام الرضا(ع) أبعاد روحية وعلميّة”، وكتاب “طريقة ونهج الأحبة”، وقام الدكتور عباس خامه يار بترجمة هذه الكتب إلى اللغة الفارسية.
وتتكون السلسلة من 182 صفحة وتمت طباعتها في 500 نسخة وتعرض بسعر قدره 950 ألف ريال إيراني.
تجدرالإشارة إلى أنه تتم ترجمة أعمال مجموعة من الكتّاب المسيحيين عن أهل البيت الطاهرين (ع) من قبل وزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي في ايران، وفي إطار هذا العمل وفي البرنامج الأول لقد تمت ازاحة الستار عن ترجمة أعمال الكاتب المسيحي ميشال كعدي.
هذا ويذكر بأن ميشال كعدي هو كاتب لبناني يتبع الديانة المسيحية ولديه العديد من الكتب حول أهل البيت (ع) منها كتابه الشهير “الإمام علي (ع) نهجاً وروحاً وفقهاً”.
إزاحة الستار عن ترجمة أعمال الفيلسوف المسيحي حول أهل البيت (ع)
وزيرالثقافة الايراني: نحن بحاجة إلى ثورة جديدة في مجال النشر
قال محمدمهدي اسماعيلي، وزير الثقافة والإرشاد الإسلامي في ايران خلال الكلمة التي ألقاها في هذا الحفل: نحن بحاجة إلى ثورة جديدة في مجال النشر وتقديم الأعمال العظيمة باللغات الحية في العالم، وهو أمر مهم في منظمة الثقافة والعلاقات الإسلامية من قبل الزملاء الثوريين البارزين والعلماء والشخصيات العلمية المتميزة والناشطين في هذا المجال.
وتابع: يسعدني أن الله تعالى منحني وزملائي فرصة البدء بهذا العمل المهم والأساسي، وهو عمل ترجمة أعمال المفكرين غير المسلمين فيما يتعلق بعصمة أهل البيت والطهارة(ع).
وأضاف ان العمل الرئيسي للأستاذ ميشال كعدي الذي يأتي إلى إيران للمرة السابعة رغم كبر السن، وهو عاشق الإمام الرضا (ع) وأهل البيت(عليهم السلام)، وهذا هو سمة من سمات البشر المثاليين الذين يطغى تألقهم على الجميع.
وأشار وزير الثقافة الايراني إلى تفسيرات ميشال كعدي للأئمة الأطهار(عليهم السلام)، فقال: إن هذه تدل على القلب النقي الذي هو مرآة تعكس فضائل أهل البيت (ع).
إزاحة الستار عن ترجمة أعمال الفيلسوف المسيحي حول أهل البيت (ع)
وقال وزير الثقافة والإرشاد الإسلامي في إیران: نحتاج في الفترة الأخيرة إلى تقديم عناصرنا الشعائرية المتميزة بمنظور حضاري، وكلما تم عرضها بشكل أكثر وضوحاً، كلما انجذبت القلوب، وآمل أن يكون هذا العمل الذي بدأ طريقاً جديداً لنشر المعرفة، علينا جميعاً نعمل بجد ونقوم بهذا العمل الرائع، وسنحتفل قريباً بإزاحة الستار عن العمل رقم 100.
وأشار إسماعيلي إلى لقاء الشعراء مع قائد الثورة الإسلامية الایرانیة وقال: قائد الثورة في متابعة حديثه حول ترجمة الأعمال الفارسية إلى اللغات الأخرى، وفي إشارة إلى قضية غزة، قال: إن أعمال شعرائنا يجب أن تكون مترجمة بشكل خاص إلى اللغة العربية.
وقال إنه كتب الأصدقاء قصيدة عن غزة قال فيها قائد الثورة: “إن الشعر والأدب هما اللغة الأكثر تعبيراً والوسيلة الأقوى لإيصال الرسالة، ومن المأمول أن تتم متابعة هذا العمل في معاونية القرآن والعترة الطاهرة بوزارة الثقافة، ومؤسسة “ايران” الثقافية.
وقال إسماعيلي: “إننا في وزارة الثقافة الايرانية نعلن عن استعدادنا لتنفيذ مشاريع إبداعية وتوسيع الثقافة والحضارة الإسلامية الإيرانية في كافة القطاعات، وأطلب من جميع المفكرين الأجانب والمهتمين بالثقافة في جميع أنحاء العالم الانضمام إلينا في هذه الحملة”.
ميشال كعدي: وجدت حبّ المسيحية في قلبي من القرآن
من جهته قال الفيلسوف والكاتب والشاعر المسيحي اللبناني ميشال كعدي: أقول بوضوح إنني راهب مسيحي؛ ولكنني وجدت حب الدين المسيحي في قلبي من القرآن وخاصة سورة مريم (س)، وهذا يمكن رؤيته في هذه الكتب التي تم تأليفها وترجمتها.
وذكر كعدي أن الفكرة الرئيسية لهذا العمل قدمها الدكتور خامه يار، وقال: ألّفت كتباً عن 11 إماماً، كما ألفت كتاباً بعنوان “رياحين الأئمة” وقصائدي في وصف أهل البيت (ع).
وتابع هذا الفيلسوف اللبناني: جئت لأكمل كلامي وما يجري في لغة العلماء هو لإستكمال هذه المسألة، كتب في لبنان 400 كاتب عن الإمام علي عليه السلام، وكتب بعض علمائنا 560 ألف بيت في أهل البيت (ع)، رغم أننا مسيحيون.
إزاحة الستار عن ترجمة أعمال الفيلسوف المسيحي حول أهل البيت (ع)
وأضاف: أحمل على عاتقي أن أقول إنه بناء على الدراسات التي قمت بها فإن خلق علي بن أبي طالب {ع} كان قبل خلق آدم وحواء، ووجود الإمام علي (ع) هو للهداية البشرية ومن الله عز وجل، واخترت موضوع أطروحتي للدكتوراه حول خلق الإمام علي (ع).
وتابع كعدي: الإمام الحسين (ع) هو نفسه الإمام الذي كتب عليه الاستشهاد في أرض كربلاء المقدسة، وأقول بوضوح إنني راهب مسيحي؛ ولكنني وجدت حب الدين المسيحي في قلبي من القرآن وخاصة سورة مريم (س)، وهذا يمكن رؤيته في هذه الكتب التي تم تأليفها وترجمتها، ورغم أن الإسلام والمسيحية طريقان مختلفان، إلا أننا نحن المسيحيين مسلمون أيضاً.
وأضاف: أشكركم على العمل العظيم الذي ينبغي لهذه الحكومة أن تدعمه وعلى المترجمين دعمه وترجمته، لقد قلت بوضوح أن الإمام الحسين (ع) هو إمام عالمي.
وقال الکاتب والشاعر المسیحي اللبناني “ميشال كعدي” إن الإمام الحسن (ع) شخص كان في الغربة، وقد اختزلت غربته بتأليف كتاب في حضرة الإمام الحسن (ع)”.
عباس خامه يار: مجموعة “سِر الأحبة” حول حب أهل البيت (ع)
من جهته، قال الدكتور عباس خامه يار في هذا الحفل: مجموعة “سِر الأحبة” هي مجموعة من الأعمال التي نشرها شعراء غير مسلمين حول حب أهل البيت (ع) ولاقت ترحيباً في إيران.
وأشار إلى بعض الكتّاب اللبنانيين الذين ألّفوا أعمالاً عن أهل البيت (ع)، وأضاف: من الصعب جداً ترجمة هذه الأعمال المكتوبة باللغة الفارسیة.
وأضاف أنه تفتح هذه الأعمال نافذة للتعرّف على أهل البيت (ع) وتعريف الجمهور المسلم بموقف الكتّاب المسيحيين ويمكن أن تنقل رسالة الصداقة والتعايش السلمي.
إزاحة الستار عن ترجمة أعمال الفيلسوف المسيحي حول أهل البيت (ع)
وتابع خامه يار: إن ترجمة مؤلفات الكتّاب المسيحيين عن أهل البيت (ع) مستمرة، وستكون نحو مائة مجلد، وهو أساسنا في هذا العمل، وبدأت ترجمة هذه الأعمال إلى الإنجليزية تزامناً مع ترجمتها الفارسية، وفي الشهر القادم، سنشهد ترجمة 20 مجلداً آخر من أعمال المؤلفين المسيحيين.
وأخيراً قال حجة الإسلام والمسلمین السيد مصطفى حسيني النيشابوري، مدير القسم الدولي للمعرض الحادي والثلاثين للقرآن الكريم في طهران: “لقد تم استكمال مسيرة المجاهدين حتى يؤتي هذا العمل ثماره”.