اقلام

الطلاق الصامت، بقلم الاعلامية ريما فارس

الطلاق الصامت

كلنا يعلم أن الطلاق هو إنهاء شرعي للعلاقة الزوجية ويتضمن إجراءات قانونية محددة، مثل تقديم الطلب، والبت في الحضانة والدعم المالي، وتوزيع الأصول والخصومة، وغيرها من الأمور المرتبطة بالانفصال.

لكن هناك نوع من أنواع الطلاق لا نعلم به لأنه غير معلن ويطلق عليه عنوان”الطلاق الصامت” أي الإنفصال الهادئ حيث يتفق فيه الزوجين على إنهاء العلاقة الزوجية بطريقة هادئة وبدون إثارة ضجة عامة أو تقديم طلب رسمي للطلاق إلى المحكمة ويكون هذا الاتفاق طبيعي دون نزاعات.

تنتهي العلاقة بشكل حضاري، وممكن أن يكون حلاً في بعض الحالات حيث أنه يساعد على تجنب الصراعات المستمرة التي تكون قد استمرت فترة طويلة ووقع الفتور العاطفي بينهما وأصبحا يشعران بالغربة وبنفس الوقت يتجنبان الطلاق الرسمي للحفاظ على مظهر الاستقرار في المجتمع والعائلة والبعد عن المخاوف المتعلقة بالطلاق.
فيلجأن إلى الطلاق الصامت لكن هذا البعد العاطفي يمكن أن يكون مصدر إضافي للتوتر والضغط بسبب عدم وجود الدعم الاجتماعي الذي قد يكون متاحا في حالة الطلاق المعلن وفي بعض الحالات، قد تكون المرأة العنصر المظلوم ، خاصة إذا كانت ليست الطرف الذي اتخذ القرار بالانفصال، من هنا علينا أن نشدد على مسألة الدعم العاطفي بين الطرفين وإعادة النظر في بناء ما تهدم من جديد لأن الصمت وجع لا يمكن سماعه خصوصاً عند الطرف الأضعف، وفي قوله تعالى

“وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ”
هذه الآية تُشير إلى إحدى النعم العظيمة التي منحها الله للبشر، وهي نعمة الزواج والحياة الزوجية وأيضاً أنه جعل بين الزوجين مودة ورحمة، مما يُشير إلى أهمية العلاقة الحميمية والمحبة بينهما وأنها لكمال النعم.والتقرب بين الزوجين يسهل عبورهما إلى عالم من السعادة والتواصل العميق.

ريما فارس

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى