إرباك نتنياهو ومأزق حكومته وترا الداخل الإسرائيلي وأقلقا العالم
——————-
دخل كيان إسرائيل أسوأ حالة بتاريخه لم يتوقعها يوما ولن تكن داخل حسابات المسؤولين أو المستوطنين ولا حتى عند راعاه الكيان الغربيين أو حلفاءه المطبعين
فاسرائبل التي سوقها الغرب “واحة الديمقراطية” برغم تاريخها الأسود أسقطت بنفسها عن وجهها اللثام وغرزت مخالبها مجازر لم تشهد لها البشرية مثلا لتحصد نقمة شعبية ترجمة تظاهرات ومسيرات وصلت إلى عواصم داعمة لها أحرجت حكوماتها، ولأول مرة منذ نشأة الكيان المغتصب اقتيدت إسرائيل مخفورة إلى المحكمة الجنائية الدولية ولم يشفع لها الدعم الأميركي الذي خيب ظن حكوماتها المتطرفة بعدم استخدام حق النقض خلال التصويت بمجلس الأمن على “قرار وقف الحرب في غزة” الذي ترفضه حكومة نتنياهو والتي تعاني مأزق انقسام داخل صفوفها يهدد يفرط التحالف معطوفا على أزمة ثقة بين أعضاء الحكومة أنفسهم وحكومة الحرب المصغرة “الكابينة” أولها بين رئيس الحكومة ووزير دفاعه وكذلك مع وزير ماليته انسحبت توترا في علاقة نتنياهو برئاسة الأركان وضباطه كانت سبب منع رئيس حكومة العدو وفود عسكرية من زيارة أميركا وكل هذا داخل صفوف الحكومة وتحالفها الهجين التي تواجه معارضة برلمانية كبيرة جمعت قادة صهاينة من الصف الأول بموهاقع المسؤولية سابقا رؤساء حكومات وقادة جيوش تحولوا معارضة تطلب من نتنياهو وقف الغرق في مستنقع الحرب التي رفع سقف أهدافها وفشل بتحقيق أي منها سوى مزيد من الجبهات المفتوحة وحرب استنزاف تقوض إسرائيل وتقضي على ما تبقى من صورة كيان يمكن أن ترمم يمعن نتنياهو ومعه سيموريتش وغفير بجر إسرائيل إلى الهلاك وتحريك قضايا تهز تركيبة المجتمع بفتح قضية تجنيد الحرديم خلقت أزمة سياسية داخل الحكومة وداخل المجتمع الصهيوني الذي يعاني أزمة نزوح وأزمة بطالة وأزمة حصار وأزمة ثقة بين المستوطنين وحكومتهم وجيشهم والأجهزة الأمنية في الداخل وأزمة سياسية مع الخارج تحولت نقمة وخلاف مع الإدارة الأميركية التي توازن بين الضغط على نتنياهو ودعم إسرائيل وإمدادها بالسلاح شكل هذا الهامش تباين في طريقة إدارة الحرب بين نتنياهو وبايدن المنشغل كل منهم بترتيب أوضاعه فالرئيس بايدن الذي يخوض انتخابات هي الاصعب والأخطر في تاريخ أميركا حرب غزة هي أبرز الناخبين فيها بعدما نال بايدن رضا الايباك نتيجة دعمه إسرائيل وسعيه إيجاد مخرج ينهي الحرب لحماية إسرائيل التي غرق جيشها بحرب استنزاف في رمال غزة وتقهقر أمام ضربات المقاومة اللبنانية وتعطل اهم موانئه نتيجة اقفال باب المندب بوجه السفن الإسرائيلية وتلقى كيانه هدايا المقاومة العراقية مل هذا مقابل صفر إنجازات فالاسرى لا زالوا في يد المقاومة التي لا زالت تقاوم وتفرض شروطها على طاولة المفاوضات الغير مباشرة وفي الميدان الذي شكل توسعته اهم عوامل الضغط على إسرائيل التي تكمل معركتها بنوع من الهستيريا التي حكمت كل تصرفات نتنياهو وهدف استمرار الحرب وتطويل أمد المعركة هروبا من نهاية سوداوية بانتظاره من بوابة الملاحقة القضائية أو فشل إدارة الحرب وخداع الرأي العام والهروب إلى الأمام باستهداف القنصلية الإيرانية في دمشق ليشكل عمله الارهابي المشين احراجا حتى لاميركا نفسها التي تبرات ونفت علمها بجريمة سوداء لم تحقق لنتنياهو اي قيمة عسكرية داخل الجبهة وكل سعى نتنياهو جر إيران إلى مواجهة كبيرة تدخل فيها أميركا والغرب طرفا يحسم المعركة لصالح إسرائيل بعدما عجز نتنياهو وحكومته وجيشه من تحقيق إنجاز وتأكد عجز إسرائيل الاستمرار بدورها المتقدم في الشرق الأوسط قاعدة عسكرية لحماية مصالح العالم الغربي الذي تقوده أميركا حاليا وبدأت تخسر الكثير من أوراقها في الشرق الأوسط وهي لا ترغب المقامرة بدور إسرائيل وكل ما تعمل له السياسة الأميركية الوصول إلى هدنة توقف الحرب تستثمرها أميركا باستكمال التطبيع لتغيير وجه المنطقة والتضحية بنتنياهو وتحميله وحكومته مسؤولية ما جرى وخلق إدارة جديدة للقطاع تنتزع الإدارة من حركة حماس وفعليا بدأت العمل له بالتنسيق مع حكومات عربية تعيش خارج الزمن وما يرسم للمنطقة التي بدأت تكتب تاريخها النقي بحروف المقاومة بعدما قلمت أظافر المستعمر وخلعت أكبر مخالبه في إسرائيل الذي دخل فيها المجتمع منذ أيام بحالة من التوتر خشية رد إيراني قد يقود إلى حرب دولية ونتائج مفاجآت.
د. محمد هزيمة كاتب سياسي وباحث استراتيجي