اقلامالسياسيةجبيلجبيل المدينةجبيليات وكسروانيات

جبيل مدينة التعايش والوحدة الوطنية تنجح باسقاط الفتنة، وتكرس باسكال سليمان حي، بفضل حكمة عائلته وخاصة زوجته.

البطريرك الراعي اليوم في جناز باسكال وسليمان وما صدر عن لجنة الحوار ببلاد جبيل، جبيل ستبقى سدًّا منيعًا امام اي محاولة لزعزعة السلم الأهلي وأي فتنة

واعتبر الراعي ان “الرحمة والعدالة لا تنفصلان ولكن لا غفران من دون عدالة ومن هذا المبدأ قالت زوجة الفقيد “نحن أبناء اللاخوف” ولم تتلفظ بما نسمع اليوم صباحا ومساء بكلمة ثأر او قتل او اتهام بل غفرت بصمت وفقا لثقافتها الايمانية تاركة قرار العدالة للقضاء”..

اليوم اكد غبطة البطريرك الراعي في عظته خلال جنازة منسق جبيل في القوات اللبنانية، “ان مقترفو الجريمة من النازحين الذين استقبلهم لبنان بكل روح انسانية”

وقد لفت الى كلام زوجة الفقيد: ان “زوجة باسكال سليمان بدلت بكلمتها المنطق السائد والمتأجج وهو منطق الانتقام والثأر والاشاعات وخلق أجواء محمومة ودعت الى الثقة بالاجهزة الأمنية خاصة الجيش الذي تمكن عبر مخابراته من كشف ملابسات الخطف والاغتيال مع الثقة بالقضاء مع عدم تسييسه”.

لجنة الحوار الوطني في بلاد جبيل

وما جاء في كلام غبطته هو يتطابق مع ما صدر عن لجنة الحوار الوطني في بلاد جبيل البيان الذي جاء على لاشكل التالي:

“إن لجنة الحوار الوطني في بلاد جبيل، وبعد الفاجعة التي حلّت ببلاد جبيل بخطف وقتل أحد أبناء المنطقة الشهيد المرحوم باسكال سليمان وما نتج عنها، تعلن عن تأجيل مؤتمر “الأخوّة الإنسانية والحوار” الذي كان مزمعًا عقده يوم السبت القادم ١٣ نيسان ٢٠٢٤ إلى موعد آخر يعلَن عنه لاحقاً. فهذه الحادثة وما رافقها من أجواء أعادت الى أذهان اللبنانيين لحظات كانوا يعتقدون انها صارت من ماضٍ لا بدّ من ان يتحول مدرسةً للضمائر كتابها الأساسي: لا للعنف، لا لأجواء الحرب، لا للاتهامات، لا للتخوين.

إن لجنة الحوار الوطني في بلاد جبيل وفي هذه الأجواء، تؤكّد من جديد ومن وحي وثيقة الأخوّة الإنسانية على:

أولاً: أن العنف لم يكن ولن يكون يومًا هو اللغة السليمة لبناء الاوطان او تعايش ابنائها، وان العدالة المقرونة بالحقيقة هي الوسيلة الاقوى للسلام في المجتمعات.

ثانيًا: أن الوقوف الى جانب أشقاء للبنان يجب أن يصّب أولاً في صالح لبنان واللبنانيين، لا ان يؤدّي الى المس بالوحدة الوطنية أو باستقرار أمن الوطن وهناء شعبه والانزلاق إلى الأمن الذاتي، وإلا صار اللبنانيون غرباء في وطنهم الذي بذلوا من اجله الغالي والنفيس.

ثالثًا: أن الحقيقة في هذه الجريمة وسواها من الجرائم هي الهدف والمطلب والمخول البت في شأنها هي الأجهزة الأمنية والسلطة القضائية لا غير، حتى لا تحل مكانها لغة التخوين والتضليل والتعمية واطلاق الاتهامات الجزافية والسياسية والشحن الطائفي، إذ في سلوك مشابه جعل الكثير من الجرائم السابقة تبقى من دون عقاب فمات سرّها مع من سقطوا ضحيتها.

رابعًا: أن التاريخ يعلّم اللبنانيين ان السعي وراء مصالح خاصة مهما كانت عظيمة عند طالبيها فهي لا تساوي شيئًا امام وحدة لبنان وشعبه ومؤسساته التي هي الحماية والضمانة لجميع اللبنانيين ولكل جماعة فيه ولكل مواطن لبناني.

خامسًا: أن جبيل ستبقى سدًّا منيعًا امام اي محاولة لزعزعة السلم الأهلي وأي فتنة متنقلة وأي محاولة لتقليب اللبنانيين على بعضهم البعض تحت اي ذريعة او عنوان كان.  هذا هو التاريخ الجبيلي وهذه هي الجغرافيا الجبيلية وهذا هو الشعب الجبيلي.

في ختام هذا البيان ننادي جميع اصحاب الإرادات الطيبة ألّا يثنيهم اي يأس عن السعي الى الدفاع بما قُدِّر لهم عن وحدة لبنان واللبنانيين وتجربتهم الحضارية بعيشهم المشترك الذي من دونه تفقد الانسانية مختبرًا حيًّا للوحدة في التعدّد.

حمى الله لبنان وشعبه”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى