صدر عن الدائرة الإعلامية في حزب “القوات اللبنانية”، البيان الآتي:
كنا نعتقد بأنّ الدكتور ناجي حايك من قلة قليلة داخل “التيار الوطني الحر” لا تُقحم نفسها بحملات التضليل ضد “القوات اللبنانية” حتّى تفاجأنا بموقف له يقول فيه: “أخطأوا القوات ولكن عادوا عن الخطأ في موضوع السوريين. أخطأوا عندما اعتبروا أنّ إدخال السوريين إلى لبنان هو طريقة لإسقاط نظام بشار الأسد”.
ونأسف لكون الصديق ناجي حايك وقع في خطيئة عدم التمييز بين دور السلطة في فتح الحدود أمام اللاجئين أو إقفالها أو السماح بدخول نسبة معينة أو إقامة مخيمات على الحدود، وبين دور المعارضة التي كانت مع ثورة الشعب السوري ضدّ نظام البعث وما زالت، ولكن مَن يتخِّذ الإجراءات هو السلطة لا المعارضة، ومن يتحمّل مسؤولية هذا الملف هو مَن كان في السلطة لا في المعارضة.
ومعلوم أنّ السلطة في مرحلة الدخول الكثيف للاجئين كانت بيد محور الممانعة ومن ضمنه “التيار الوطني الحر” الذي كان له وحده 11 وزيرًا، ولو افترضنا أنّ هذا الدخول حصل في مرحلة كانت الحكومة فيها مكونة من 8 و14 آذار لكانت المسؤولية مشتركة إلا في حال إقدام أي فريق وزاري على تسجيل تحفظه على هذا القرار او ذاك.
ولا داعي لتذكير الدكتور حايك بأنّ فريقه السياسي كان لديه حكومة من لون واحد أولا، ومن ثم رئاسة جمهورية وأكثرية وزارية وتأثير مباشر على الجيش والأمن العام وقوى الأمن ووزارات الدفاع والداخلية والخارجية، وإذا كانت السلطة تتأثر إلى هذه الدرجة بمواقف المعارضة فحبذا لو يسلِّم “حزب الله”، الحليف الاستراتيجي للتيار الوطني الحر، سلاحه إلى الدولة لنتخلص من الدويلة وتقوم الدولة الفعلية.
ونسأل الدكتور حايك كيف توصّل إلى هذا “الاستنتاج الإبداعي” بأنّ “إدخال السوريين إلى لبنان هو طريقة لإسقاط نظام بشار الأسد”، فما علاقة دخول فئات تخشى على حياتها من الموت بإسقاط النظام الذي يسقط في سوريا وليس من لبنان، والدليل أنّ حليفه “حزب الله” خرج من لبنان بأمر إيراني للدفاع عن النظام في سوريا، وبالتالي كل هذا الكلام لا يستقيم، ولا يجوز تحوير المسائل، فمن يتحمّل المسؤولية كاملة هو من كان في السلطة، أي الممانعة ومن ضمنها “التيار الوطني الحر”.
ونؤكد للدكتور حايك أنّه لو كان لدى “القوات اللبنانية” ما لدى التيار من سلطة لكانت بالتأكيد تعاملت مع مسألة النزوح بطريقة مختلفة جذريًّا، ولما كان هناك من أزمة اسمها اللجوء، ولعلم الدكتور حايك القضاء الوحيد الذي ليس فيه اي لجوء غير شرعي هو قضاء بشري بسبب التمثيل المثلّث لـ”القوات” في هذا القضاء: النيابي والبلدي ورئاسة الاتحاد.