اقلام

لماذا لا ينجح اللبنانيون في انتخاب رئيس؟ بقلم الاعلامية ريتا بشارة

لماذا لا ينجح اللبنانيون في انتخاب رئيس؟

بقلم الاعلامية ريتا بشارة

رئاسة الجمهورية اليوم في غيبوبة تامة ، وليس اول مرة يسود الفراغ الرئاسي على البلاد.فهذا هو الفراغ السادس بعد انتهاء ولاية العماد ميشال عون من هذا النوع منذ الاستقلال عام ١٩٤٣، لكنه الفراغ الأطول في تاريخ لبنان.

حدث الفراغ الأول من ١٨ ايلول إلى ٢٢ منه عام ١٩٥٢ وكان الأقصر في تاريخ الفراغات اللبنانية وقد أعقب استقالة الرئيس بشارة الخوري حيث شكلت حكومة عسكرية برئاسة فؤاد شهاب تولت صلاحيات الرئيس أربعة أيام حتى انتخاب كميل شمعون رئيسا.وحصل الفراغ الثاني مع انتهاء ولاية الرئيس أمين الجميل وتعذر انتخاب خلف له وامتد من٢٣أيلول عام ١٩٨٨ إلى ٥ تشرين الثاني عام ١٩٨٩. أما الفراغ الثالث فقد امتد من ٢٣تشرين الثاني ٢٠٠٧ إلى ٢٥ ايار ٢٠٠٨ وجاء بعد انتهاء ولاية الرئيس إميل لحود وتعذر انتخاب خلف له؛ فتولت حكومة الرئيس فؤاد السنيورة صلاحيات رئيس الجمهورية حتى انتخاب الرئيس ميشال سليمان. والفراغ الخامس حيث دخل البلد في
حال الفراغ في سدة الرئاسة مع انتهاء ولاية الرئيس ميشال سليمان الذي غادر قصر بعبدا دون أن يسلمها لخلف . اذا لاحظنا عبر الازمنة ان هناك عوائق واسباب وعوامل تبطل وتشل عملية انتخاب رئيس مع الأخذ بعين الاعتبار ان هذا الاخير ينتخب من مجلس النواب وليس من الشعب.سنذكر بعضاً منها ؛ فالمجلس النيابي يعجز عن اختيار رئيس بسبب الانقسامات السياسية والطائفية الحادة .
فكل ما طال الفراغ، اصبح العامل اللبناني لايستطيع إنهاء الأزمة الرئاسية الا باستعانة العامل الخارجي الذي يلعب دوره في تحفيز كل طائفة من مكوناته على الاستعانة بحليف خارجي للاستقواء على الشريك الآخر في الوطن.بالاضافة الى التدخلات الاجنبية المؤثرة التي لها جذور و تاريخ طويل في لبنان منذ الاستعمار العثماني الى الانتداب الفرنسي والخ…و عجز المكونات اللبنانية عن الاجتماع لاختيار واحد من المرشحين المعروفين لرئاسة الجمهورية بسبب انتظار اللبنانيين العلاقات الخارجية رهانهم عليها لتدبير شؤونهم خصوصا في الاستحقاقات والملفات الكبرى . وأيضا، يعجزون اللبنانيون وخاصة المسيحيون عن اجراء الانتخابات في موعدها بسبب مخاوفهم وخصوصا الموارنة في شأن انتقال صلاحيات رئيس الجمهورية إلى مجلس الوزراء بحسب المادة 62 من الدستور، والتي تنص على أنه “في حال خلو سدة الرئاسة، تناط السلطة الإجرائية وكالة بمجلس الوزراء”.
لذلك اللبنانيون يفشلون عادة في انتقاء رئيس للبلاد من خلال قناعاتهم ومبادئهم الفردية الوطنية السيادية أومن خلال الحوار والتفاهم بين الاركان والجلوس على الطاولة نفسها لذلك يدخلون في فراغ مديد. فينتخبون للاسف رئيسا بحسب مصالح واهداف وتطلعات اللعبة والخطط السياسية الكبرى الاقليمية والخارجية والدولية. فلبنان أخيرًا يحتاج الى رئيس سيادي يتحمل مسؤولية النهوض بالوطن والإصلاح الحقيقي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى