الجمهورية الاسلامية في ايران نهج مؤسسات لا يتأثر بغياب قادة
——————-
منذ امس ولحظة الاعلان عن الحادثة التي اصابت طائرة رئيس الجمهورية الاسلامية الايرانية السيد ابراهيم رئيسي والوفد المرافق له، بدات التحليلات والتكهنات قبل معرفة اية تفاصيل ، بحيث لم يعد الحادث الاليم بحد ذاته محور النقاش والتحليل ، ولم يبقى مصير المسؤولين او حياتهم وطبيعة الحادث والبحث عن اسبابه او الاهداف الكامنة خلفه اولوية بل تحول الموضوع الي قضية اطلقت عنان الاجتهاد والتاويل لكل على هواه، وبحسب امنياته بعيدا عن الادلة وابتعادا عن التصريحات الرسمية الايرانية ،وبلحظة حزينة وسوداء لفت الجمهورية الاسلامية، فتعاطفت معها الشعوب الحرة ، من حكومات مؤيدة لسياسة الجمهورية او من الجوار
فالجمهورية الاسلامية تبنت منذ نشاتها وانتصارها دعم حركات التحرر المناهضة للاستعمار بمبدا رفض الراسمالية الجشعة ومواجهة الظلم، على قاعدة العداء المطلق لاسرائيل “الحركة الصهيونية المجرمة والغدة السرطانية في الشرق الاوسط”،والتي تعتبر عدوة الملسمين والانسانية. مبادى اساسية في سياسية الجمهورية الاسلامية في ايران والتي ارست قواعدها الثورة الاسلامية المباركة بقيادة الامام الخميني العظيم (قده)، نظام مؤسسات مجالس شورى وخبراء، رجال اكفاء يجمعون العلم بالمعرفة؛ الحكمة بالرؤية، خبرة الموقع بضوابط اسلامية، القران الكريم دستور مرجعها الاسلام العظيم دين الله شريعة السماء، الحضارة الراسخة، والتي لم تقف عائقا امام تاريخ ايران العميق وحضارة عمرها الاف السنين ، بموقع استراتيجي لدولة بحجم قارة بديموغرافيا متعددة شكلت فسيفساء متنوعة مشرقة مكنتها مواجهة حصار تجاوز الاربعة عقود، حروب استهدافات، عمليات امنية، عقوبات دولية اميركية، شكلوا حافزا لتكون ايران الجمهورية الاسلامية حالة قوية ورقما صعبا بمواجهة الاستعمار، عطلت مشاريع اميركا بالهيمنة على المنطقة، بقيت ايران الاسلام واحة ديمقراطية لتداول السلطة، فهي من اكثر دول العالم تشهد دورات انتخابية بمعدل يفوق حكومات وديمقراطيات تتغني بعراقتها، عاشت الجمهورية الاسلامية تجربة لحظه مرة سابقا لحظة نتقال مؤسس الثورة وزعيم الامة الى السماء وارتحاله لجوار ربة، ليرتقي لمسؤولية المرجعية سماحة السيد على الخامنئي، الذي قاد الجمهورية الاسلامية باحلك ظروف تعرضت فيهم ايران الاسلام لازمات، تحريك ثورات ، حروب جوار، نزل الاميركي على حدودها، حرك ثورات الداخل وخاضت بظل قيادته الجمهورية مفاوضات هي الاصعب الاقصى والاطول، وعلى ارضها اغتيل علماء ،كانت مع كل محطة تزداد الجمهورية الاسلامية قوة ومنعة، وبدمقراطية حقيقية فيها صوت الشعب هو المقرر ترعاه قيادة حكيمة، وصلت ايران لمصافي الدول العظمي بثوابت تبني قضايا الشعوب المستضعفة وفي مقدمتهم فلسطين قضية الامة بمواجهة الاستكبار العالمي، الذي عجز من التفوق على نظام ثابت بالارض ووجهه الى السماء، يفقد اليوم قائدا عزيزا ورجلا حكيما، عالما جليلا ترك بصمات في تاريخ الامة كلها، رفع اسم بلاده عاليا، يكفيه فخرا انه حمل كتاب الله من على منبر الظلم والجور بالامم المتحدة، فنال كرامة الشهادة بدرجة المجاهد ، معه ثلة من الاخوة رفاق درب الجهاد والشهادة، سيفتقدهم العالم كله، دبلوماسية الوزير حسين امير عبد الليهيان امير الشهادة ارتقي حاملا قضية شعب فلسطين، سيترك غيابه فراغا كبيرا في نفوس شعوب احبت قادة، تشكل حافزا لخلف يتابع مسيرة سلف ، نذروا حياته لله وقد نالوا الحسنيين نصر وشهادة
د.محمد هزيمة
كاتب سياسي وباحث استراتيجي