اقلام

نتنياهو من الشمال بين الهذيان والدحض، بقلم الدكتور محمد هزيمة

نتنياهو من الشمال بين الهذيان والدحض
——————–
بعد اشهر من معارك ضارية وصلت على صفيح ازمة سياسية ، فتكت بالمجتمع الاسرائيلي ترجمت بالشارع تظاهرات كبيرة واعمال شغب هددت بنية كيان العدو ، مئات الاف من المستوطنين رفضوا خطة نتنياهو ومشاريع حكومته المركبة باكثرية هزيلة في الكينست، واعضاء بشخصيات اقرب الى الهزلية بمعظمها، تعيش خرافة الطورانية بعيدا عن الواقع ومتغيرات العالم، وتبدل خارطة القوى السياسية الدولية خاصة بمنطقة الشرق الاوسط، تنامي وصعود تيار المقاومة كفكر استراتيجي، برزت فيه ارادة ونهج قوى شعبية تاطرت فصائل بايديولوجيا مواجهة الاحتلال ، خاضت معارك حقيقة لم تتوقعها يوما اسرائيل او رعاتها بالعالم الغربي بمقدمهم اميركا، التي استشعرت خطرما يجري وقدرت صعوبة المرحلة وكيفية مواجهتها ، انغمست بالحرب مباشرة جرت شركائها الاوربيين بعد عملية طوفان الاقصى الشرارة التي صفعت اسرائيل وقضمت ظهر المصالح الاميركية – الغربية في الشرق الاوسط، بعد اهتزاز مكانها السياسية العسكرية وخسارتها مناطق نفوذ اقتصادية تراجع دورها في كثير من المناطق ، امام عجز عن تحقيق اية انجازات خارجية ومن اي نوع ، شهدت فيها احراج امام الداخل القلق وتحرك طلاب الجامعات ، ومدى تاثيرهم على قرار الناخب الاميركي وهي على ابواب انتخابات الاصعب منذ قيام اميركا ، وادارة المعركة الانتخابية من قبل المرشح المنافس ترامب، وما خلفت جولة خسارته امام الرئيس الحالى بايدن، وكيف ترجم اعلان النتائج بسقوط ضحايا واستباحة مباني حكومية لا زالت موضوع ملاحقة قضائية حتى اليوم ، قبيل نتائج جديدة على وقع حرب غزة وتناقد قرارات رئيس اميركا الحالي بايدن وما سببت لاميركا خسارة كبيرة بمكانتها حتى عند شعبها، بعد ان تحولت دماء الضحايا ناخب اول في صناديق اقتراع تحدد مصير العالم كله، بين خنون ترامب خبث نايدن استغلال نتنياهو ، وتاثير اللوبي الصهيوني على مراكز القرار خاصة داخل اميركا ، وخسارة حرب اوكرانيا مع اضمحلال نفوذها في باب المندب، وسقوط اسرائيل الدور في معركة بمواجهة فصائل المقاومة على بقعة جغرافية في قطاع غزة المحاصر، عجزت اسرائيل عن تحقيق اي انتصار فيه، تحول استنزاف لجيشها المشتت على جبهات عدة بين معارك ضارية في قطاع غزة، توتر الداخل مع الضفة ، ومرابضة في الشمال هي حرب استهداف متبادل مع لبنان على الحدود فلسطين المحتلة بين لبنان وسوريا، بعد توسع افق الجبهة من راس الناقوة حتى الجولان المحتل، جبهة عريضة بطبيعة خ
جغرافية وعرة تنذر بصعوبة المعركة ، اذا تجرا نتنياهو وخاض غمارها تتحول حربا اقليمية دولية، تكتب نهاية اسرائيل التي فشلت في تحقيق انجاز لو بسيط في قطاع غزة الذي لا يتجاوز حجم مساحته عشر نساخة جبهة الشمال ، ولا تقارن تجهيزات المقاومة فيه واستعدادها بما في قطاع محاصر ، تطبق عليه مصر لجهة سيناء ، فشكل المعركة مختلف جفرافيا من حيث الطبيعة القدرة والحدود المفتوحة، الاستعدادات والموقع الذي يشكل عامل قوة لقربة مما يعرف بالمنطقة الخضراء لكيان العدو ، واهم من ذلك نوعية السلاح وما تمتلك المقاومة من قدرات ومقدرات مفتوحة ودعم لوجستي ،دون ان بغيب انهاك جيش العدو بعد ثمانية اشهر من المعارك الفاشلة، شكل عدد القتلى والجرحى احباط ادخل جيش العدو بحالة تعرف “تعب الالة” فقد فيه الجنود الحماس والرغبة، دخلوا حالة ترهل وياس تسليم بالفشل، ساهم تعنت نتنياهو وتصرفه مع اهالي الاسرى بذلك ، مقابل قناعة رسخت عمد المستوطنين ان الحل لن يكون الا سياسي عبر مفاوضات، تبدا بهدنة يرى فيها نتنياهو نهاية سوداء تقوده الى السجن، وتوصل شركائه نهاية سياسية، واستمرار المعركة هي خشبة خلاصهم حتى وصول المرشح ترامب للبيت الابيض، وبالتالي يبقى وضع الجبهات على ما هو، ضمن ستاتيكو معارك ترتفع حينا وتتخفض احيانا ، ولن يتجرا فيها نتنياهو على اية مغامرة يعرف نتائجها العسكرية سلفا، وكذلك لن يوقع هدنة تفتح له ابواب السجن، لا بل سيعمل لابقاء الحرب ذريعة يستخدمها في الداخل، وسيفا يبتز به بايدن، الذي رضخ وبالوقت عينة ينتظر ترامب، يهرب من ضغط الداخل وكتل ازاماته المتدحرجة ببيع مواقف لمستوطنيه، الذين عرفوا حقيقة نتنياهو وتيقنوا من عجز جيش اسرائيل وضعفها، وكذب قادتها وهزيان رئيس الحكومة، عن قرب عودة مستوطني شمال فلسطين وهو عاجز عن دخول رفح بعد ثمانية اشهر، خسرت فيهم اسرائيل على كافة الاصعدة واهمها اعتراف حكومات اوروبية بدولة فلسطين وهذا اول الغيث بعد عقود من جفاف المواقف السياسية والصمت المطبق

د.محمد هزيمة
كاتب سياسي وباحث استراتيجي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى