اسرائيل التخبط والسير نحو الهاوية
——————
لم يكن يوما مشهد كيان اسرائيل بهذا الحال من التخبط والغرق وتدحرج ازمات عصفت بكيان بدات تلوح منه علامات النهاية واصبح على شفا موت سريري يعيش في غرفة انعاش غربية امنت له كل اساليب الدعم باواعها وسهل له نفوذ القوى الغربية وقوة موقعه دخولها لتمد شرايين الكيان بقوافل دعم تطيل امد معركة خسرت فيها اسرائيل المعركة منذ اليوم الاول وفقدت الدور وتنازع البقاء على انقاض مجتمع واشلاء شعب مواجهة رفع فيها رئيس حكومة اسرائيل نتنياهو سقف مطالبه وفشل في تحقيق اي منها سوى انه ادخل الكيان بحالة من العجز هروبا من مواجهة قضائية تنتظره ونهاية حتمية لاركان حكومته ومكونات احزابها ابناء الاساطير الطورانية بوهم الهيكل المزعوم لشعب الله المختار وعقدة زوال اسرائيل
فمنذ اليوم الاول لمعركة طوفان الاقصى التي زلزلت كيان العدو ادخلته نفق النهاية حاول نتنياهو استعادة واقع تبعثر تحت اقدام مقاومة حفرت من باطن الارض انفاق وفي نفوس شعبها ارادة تشتد عزيمتها كل يوم صمود اسطوري لفصائل استخدمت مقدرات الارض حولتها قدرات مواجهة انتصر فيها الحق الفلسطيني على الباطل الصهيوني وزيف ادعاءاته ليكتب بالدم ملاحم انتصار افشل العدو سياسيا واغرقت جيشة برمال معركة لم يتجاوز حجم انجازاته الصفر سقطت معها قوة الردع عند الاسرائيلي وتوسعت المعركة مخلفة ورائها مئات الاف المستوطنين في الملاجئ وعشرات المستوطنات الفارغة قتلى وجرحى من الجنود الذين استدعيوا من المعامل والمؤسسات تضاف الى حصار بحري ادخل الكيان مرحلة عجز اقتصادي حقيقي بعد فراغ الكيان من كل مقومات الانتاج امام حرب طويلة وتعدد جبهات لم يعتدها الصهيوني سابقا قادت الى ازمات داخلية كبيرة تحولت ازمات سياسية تجاوزت تنافس المعارضة والحكومة بل دخلت قلبها صراع بين مكوانتها انسحبت على المؤسسة العسكرية ووصل صداها الى الشارع مع اهالي الاسرى عند المقاومة التي حققت صمودا اسطوريا نتيجته كارثة سياسية توسعت فيها الفجوة بين مكونات المجتمع الصهيوني واجتماعية بين الحكومة والمستوطنين وصل صداها الى اللوبي الصهيوني ووقف نتنياهو عاجزا امامها فالقبول بالهدنة نهاية سياسية تقود الى السجن واطالة امد المعركة يبقي ورقة ضغط بيد نتنياهو يتقاسم فيها الادوار مع الرئيس الاميركي بابدن وهدف السياسة الاميركية الحفاظ على اسرائيل ودورها فوق اعتبار مصالح الاشخاص وانقاذ اسرائيل من الانهيار الكلي قرار اميركي ترجمه الرئيس بايدن مبادرة مفخخة تخرج اسرائيل من مأزق الحرب وتنهي استمرار غرقها بمعارك تتكبد فيها خسائر بومية وتخفف عنها نقمة شعبية بعد ان وصل الحراك قلب امريكا طال طلاب جامعاتها وتوسع ليطال حكومات جزء من العالم الغربي اعترفت بفلسطين دولة في الامم المتحدة رغم انزعاج البيت الابيض الذي بدا معركة ساكنه الجديد وفيها غزة اول الناخين في صناديق معركة انتخابية هي الاصعب امام عالم جديد فقدت فيه بلاد العم سام كثير من نقاط القوة بعد ان فشلت بحرب اوكرانيا وهي غير مستعدة لخسترة مشروع في المنطقة الشرق الاوسط الجديد وخط الحرير والخشية من حرب مدمرة مع الصين عملاق الاقتصاد العالمي المارد الذي بدا يتحرك وشكل مع الممانعة قوة تخشاها اميركا تريد حد خسائرها وابعاد دول محور المقاومة مباشرة عن المفاوضات وتسليم زمام المبادرة الى مصر قطر السعودية وصولا الى المغرب بهدف خلق واقع يمثل انقلاب على نتائج الحرب وما ثبتته نتيجة المعارك من واقع ربح فيه محورها ويرفض تثبيته الاميركي قبل تسوية كبيرة تبقيه ممسكا قويا لقرار المنطقة وضامنا لحكومات تسقط كالدومينو بتراجع دوره ومن هنا تدور الدوائر
د.محمد هزيمة
كاتب سياسي وباحث استراتيجي