اقلام

معركة الفصل واستراتيجية الميدان، بقلم الدكتور محمد هزيمة

معركة الفصل واستراتيجية الميدان
——————
مع تجاوز المواجهات شهرها الثامن وتوسع ميدان المعارك بعد توحد الجبهات، خرج تقييم المرحلة الحالية عند قادة كيان إسرائيل حاملا مفاهيم جديدة، وسط حالة من القلق العجز والفشل ، عن تحقيق اي انجاز
فعلى لسان يوني بن مناحيم إدارة الرئيس الاميركي الحالي لا يمكنها إبعاد حزب الله عن الحدود وهذا يوجب على اسرائيل ان تستعد لحرب مكلفة ونتائجها غير مضمونة. فوسط تشاؤم كبير داخل كيان اسرائيل وخارجها من الدول الداعمة والخشية من تكاليف حرب مدمرة غير مضمونة النتائح، فان بعض قادة الكيان يعلقوا كثيرا من الامال على جولة هوكشتاين الاخيرة بعد لقاءات جمعته بقادة العدو، ونتيجة لرسم واقع عسكري اصبح تحقيق وقف إطلاق النار في لبنان مرتبط بقدرة نتنياهو على الالتزام وهذا متعذر ،فتقدير المستوى العسكري داخل كيان إسرائيل ” أن الحرب مع حزب الله أمر لا مفر منه” وهذه قناعة ييتفيد من تسويقها الاسرائيلي ومن يتقاطع معه بالمصالح والاهداف ، حتى لو نمقت بعبارات الخوف من الحرب وعدم قدرة لبنان على المواجهة وصولا الى التهديد بحرب داخلية مذهبية، هذا ياتي باطار دعم واقع الصهيوني المازوم والمهزوم في شتَّى الجبهات من داخل ومواجهات رفح الى جباليا وصولا الى ايلات يبقى الخاسر الاسرائيلي الذي لم يحقق اهدافه ويخسر ويلتزم جيشه هدنة تكتية هي اعلان عجز عن استمرار المعركة .
فداخل الكيان الاسرائيلي انقسامات حادة بجبهات متعددة سياسية وغير سياسية متاريس حتى داخل الحكومة،
والسبب هو حجم الخسائر ثم اخفاقات الجيش الذي وصل مرحلة رفض المستوطنين لجيشهم، وهذا فرض على بعض السياسيين تحميل الفشل لاداء الحكومة والبحث عن سبل لحماية مستقبلهم السياسي ،ادت لاستقالة بني غينتس وحليفِه غادي ايزينكوت واستتبع بما قاله ايزينكوت واحرج فيع نتنياهو
” واهم من يعتقد ان الجيش لديه قدرة انهاء كتائب حماس المقاتلة في رفح واعادة المحتجزين”
لم يكن بحاجة لكلام ايزينكوت حتى نتأكد ان نتنياهو يزرع وهم ويحصد كذب، فمعالم الفشل حددها الميدان مع الكشف اليومي للاعلامِ العبري عن صعوبة المواجهات في القطاع، وصمود المقاومة فلا يكاد يخلو يوم من الاعلان عن مقتل جنود وضباط واصابة آخرين ولا يمر بيان لجيش العدو من الاعتراف باصابات خطرة، فالاعلام العبري اعتمد اسلوب مخاطبة مستوطنيه ان حادث يصفه بالصعب جداً، بالعودة للميدان فانباء المعارك في رفح تؤكد خطورة المعركة، الطوافات العسكريةُ تحول عملها نقل مصابين الى المستشفيات الاسرائيلية. ويبقى المشهد السياسي داخل الكيان هو الاصعب، فبعد لقاء ثلاثة من زعماء المعارضة يائير لابيد ، جدعون ساعر وافغدور ليبرمان واعلانهم العمل لاسقاطِ حكومة بنيامين نتنياهو، بوقت كان نتنياهو يعلن ان المعركةَ تحتاج سبعة اشهر اضافية،
صحيح ان نتنياهو محمي من تحالف يغطيه الاميركيُ بدعم كبير ، رغم النفاق الذي تحاول ان تتلطى خلفه ادارةُ جو بايدن فهي لا تزال تغدق على جيش العدو كل انواع السلاح، وهي بشراكة فعلية وامنية معه ولم تبقى سياسية بل تستعمل نفوذها مع دول العالم والمنظمات ومع الحكومات عربية واسلامية وتضغط على دول جوار الكيان لانتزاع التزام وقف المعارك خدمة نتنياهو وبهذا الاطار اتت جولات هوكشتاين الى لبنان وكذلك تحريك المعارضات في لبنان مع حملات تضليل اعلامية ومؤتمرات تديرها اميركا، يكفي ادانة لادارة بايدن انها رات بعدد شهداء مذبحة رفح مقبول لا بل اخطر من موقفها هو انصياع دول وانظمة لاوامرها وحكومات عربية يتلطخ ايادي خذلانهم كل يوم بدماء اطفال ونساء شعب يذبح في غزة والاسزء عندما يذرفون دموع التماسيح
او ينتقدون من يساند غزة واهلها ويدعم مقاومتها بعد ان اقلقتهم وحدة ساحات المواجهة وتسعير المعركة بوجه المحتل الصهيوني بالصواريخ اليمنية التي تصل اهدافِها في البحر
المتوسط ، تلافيها مسيّرات عراقية تستهدف ايلات وتتوج المواجهة بالجبهة اللبنانية معركة رتقي فيها مجاهدو المقاومة على طول الجبهة، عمليات نوعية منها مركبةوادارة مواجهات باساليب مختلفة، صواريخ مسيرات انقضاضية تدمر مواقع العدو الصهيوني وتحصيناته النوعية ثم ياتي الهدد بنبأ عظيم يبلغ ان انظمة الردع في اسرائيل سقطت وهي فعلا كيان مؤقت اوهن من بيت العنكبوت

د.محمد هزيمة
كاتب سياسي وباحث استراتيجي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى