الحرب : تخشاها اسرائيل ولا يرغبها حزب الله
——————-
منذ طوفان الاقصى وبداية الحرب بين المقاومة والعدو الاسرائيلي وفتح الجبهات وتوحدها ، انقسم العالم الى محورين لم يبقى بينهم مكان للحياد ، وصل الانقسام داخل لبنان الوطن المنقسم على نفسه فعلا منذ لحظة تأسيسه، وهو كيان غارق بأزمات متنوعية اخطرها ازمة هوية الوطن ، كانت قبل بداية مواجهات الجنوب مع العدو الاسرائيلي وفتح المواجهة لاسناد ودعم صمود الفصائل، معركة جَيّرّت المقاومة فيها الموقع والطبيعة قدرات ومقدارت فيهاو، ونجحت في مشاغلة جيش العدو الاسرائيلي بتشتيت قواه البرية من الوية مدرعات كتائب نخبة وهجوم وفرق مشاة برية ساهم هذا باضعاف قدرات الجيش بادارة المعركة ودعم صمود فصائل المقاومة الاسطوري بتصديها لافشال اهداف الحرب التي رفع سقفها رئيس حكومة العدو نتنياهو، مدعوما برباعية اجرام صهيوني غطاء غربي صمت دولي وتواطئ عربي، دخلت معهم الحرب شهرها التاسع بمخاض عسير لولادة انجاز اميركي ولو بعملية فيصرية وحتى الساعة اجهضت المقاومة طموحات حكومة العدو بتسجيل نصر ينهي فصائلها وسقط جَنين الوهم بعد حمل سفاح لهدنة ارادها الاميركي مخرجا لاسرائيل، ودورها المبني على قوة الدعم يمنحها صورة انتصار ولو كان صوريا تتجاوز فيه نتائج المعركة وخساراتها وميزان القوى الجديد بقواعد اشتباك فرضها الميدان، بعد توسع الجبهة وتوحد ساحاتها، الذين افقدوا اسرائيل دورها المتقدم عسكريا وكشفوا عجزها مسقطين نظرية تفوقها بالشرق الاوسط، خسرت اسطورة جيشها الذي لايقهر تلت صفعة اجهزتها امنية – استخبارية منذ اللحظة الاولى لعملية طوفان الاقصى، انسحب هذا سلبا على الدور الاميريكي بالمنطقة ومدى قدرته التاثير خارج حكومات تدور بفلكه، فقد معه التطبيع جدواه بظل متغيرات المنطقة، وتبدل خارطة القوى الناشئة عسكريا، وما تفرض من تبعات سياسية يعمل الاميركي وتجهد ادارته الحالية لتجاوزها باطار تجمع فيه حلفائها بالمنطقة، ضمن محور يضم اسرائيل الى السعودية مع حكومات التطبيع العربية وانظمة السلام وتضمن استراتيجية هذا المسعى ادخال لبنان حظيرة التطبيع المقنع والضغط عبر مستوويات داخلية تشمل تحرك المعارضة على وقع تهديدات تطلقها اسرائيل وخارجية تشمل مبعوثين وموفدين وبعض الاغراءات بعد تيقن اميركا من عجز اسرائيل عن تسجيل انتصار باي معركة ترتد نتائجها سلبا على اميركا وتخنق مصالها بالمنطقة امام غزوة الصين للخليج وبداية تغير المزاج العالمي وانعكاسه سلبا على اسرائيل نتيجة حرب غزة وغرق الكيان من الداخل بسيل من الازمات في مقدمها
– – ازمة الثقة داخل الحكومة ادت الى استقالات اوصلت لحل حكومة الحرب
– فشل الجبش الاسرائيلي عن حماية المستوطنين
– عجز نتنياهو عن اتخاذ اي قرار
– توازن القوى وحجم المواجهة مع المقاومة بما تمتلك من قدرات
– الخشية من تدحرج الحرب وتحولها اقليمية دولية
امام هذا المشهد المتخبط داخل كيان اسرائيل والذي يقابلة واقع مختلف على جبهات كل المواجهة من غزة فصائل المقاومة لا زالت تمسك بالارض والقرار ومعهم السكان بالمقابل عجز الجيش الاسرائيلي عن حماية المستعمرات في حين مظاهرات المستوطنين تطالب بتوقيع هدنة على ابواب رئيس الحكومة
وعلى مقلب الجبهة اللبنانية الواقع مختلف بدء من حجم الجبهة تضاريسها إعداد المقاومة اسلحتها النوعية وعامل المفجأة الذي يؤرق العدو الاسرائبلي بكل لحظة بدء من
دقة اصابة
الاهداف التفوق
التقني كيفية
ادارة المعركة وانعكاسها
امن واستقرار داخل لبنان وصولا الى تحذير قبرص وما ترك هذا من توازن بالردع ودق ناقوس الخطر لحرب قد ترسم نهاية اسرائيل وتكلف خروج اميركا من المنطقة لصالح الصين وروسيا
تبقى جبهات سوريا العراق وصولا الى اليمن وكيف تدير المقاومة عملياتها وجل ما يعمل الاسرائيلي تفعيل ما تبقى من اجهزة الردع لم تعطلها المقاومة
فكيف اذا صاعفت المقاومة عملياتها عشرات لا بل مئات المرات وهذا كان موضوع دراسة استراتيجية اسرائيلية بحال اتخذت القوات اليمنية قرار باقفال كامل باب المندب وقطع شريان النفط عن العالم وحتى احتمال قائم وممكن هذا اذا لم يتحول البحر المتوسط كتلة من لهب
د.محمد هزيمة
كاتب سياسي وباحث استراتيجي