اقلام

كتب صديقي سامي الساعدي كلام اثلج قلبي وهو رسالة الى كل انسان في العالم، اعظم المفاهيم واهم التجارب ستجدها في هذا المقال،

قبل ربع قرن، كنت أجلس أنا وصديقي الأديب والمناضل السياسي العراقي الأستاذ سامي الساعدي، أوقاتًا طويلة نتناقش في كتاب صدر، أو رواية. كان جل حديثنا عن الأدب والثقافة، لم نكن من هواة الحديث بالسياسة مع العلم بأنني كنت مطاردًا سياسيًا في تلك الفترة بسبب انتمائي العوني، وهو كان طريدًا شريدًا من بطش الطاغية صدام حسين.

ولكن كنا دائمًا نتحدث عن العدالة، تلك العدالة التي لا يعرفها إلا من كان قويًا بروحه، وأن هناك فئات بشرية لا يمكنك الاقتراب منها بظلم لأن الله سينتقم لها شر انتقام.

لا يمكن لأحد أن يتخيل كيف ينتقم الله من الإساءة لأحد رجاله أو المشمولين بعطفه.

أحدهم أخبرني أن طغاة الأرض يعرفون هذا الأمر، لذلك هم يهابون المرور برجل محتاج، ويختبئون من النظر إلى إنسان عنده طاقة روحية. وهذه الأعراف يعيشها كل مشاهير العالم حيث تجدهم ينعزلون عن العالم ولا يحيط بهم إلا من ألفت أرواحهم له.

وأهم من كشف هذا الأمر هو الحَجّاج بن يوسف الثقفي الذي لفظ أنفاسه الأخيرة وهو يردد «مالي وسعيد بن جبير»، نعم لقد قتله سعيد بن جبير مع العلم بأن الحجاج كان قد قتل ابن جبير الذي قتله بعد مماته.

لن أطيل كثيرًا، لكن في الكون أسرار معقدة للغاية لا يدركها إلا الذين يهتمون بالسيطرة على الكون، ويكفي ما وصلنا من الرسول عليه السلام: “واتق دعوة المظلوم؛ فإنه ليس بينها وبين الله حجاب” فهي تضر الظالم.

لذلك تسمع مقولة الصدقة وتجد كل الديانات تركز على الصدقة، وحتى في الأساطير “الميثولوجيا” تسمع عن الصدقة التي ترفع البلاء.

الصدقة ليست لمن تُدفع له، الصدقة هي لك أنت كي تستمر في العيش وتبقى بصحة جيدة وبنعمة وافرة من الهدوء والاطمئنان.

أشد تحريم حرمه الله وشدد عليه، “وأما السائل فلا تنهر”. السائل ما فيك تعطيه، ابتعد من أمامه، اهرب منه، لا تدعه ينظر إلى عينيك، فإنه سيسلبك كل طاقتك الإيجابية.

لذلك ظاهرة التسول ممنوعة قانونًا وفي كافة الدول، فالأغنياء لا يمرون بمكان فيه متسولون أبدًا لأنهم يدركون أن مجرد مرورهم من بينهم سيسقطهم في بئر من الإحباط والتعاسة الشديدة وسوء الطالع والحظ.

لذلك طغاة الأرض عندما يريدون أن يدمروا وطنًا أو أمة يدبون فيها الفساد، وعندما يكثر في هذه الأمة الفساد، ينقضون عليها وهم مطمئنون بأنه لا يوجد فيها من يقبل الله دعاءه.

الأمر يحتاج إلى مجلدات لكن هذه المقدمة هي لأوضح ما كتبه صديقي الأستاذ سامي الساعدي.

ناجي امهز

كتب سامي الساعدي.

ساعة الأصيل من يوم ١٢/حزيران/٢٠٢٤م….على ساحل البحر المتوسط تأملت البحر وأمواجه كعادتي كلما تعانقت أفكاري وتأملاتي مع البحر الكبير….تذكرت جو فريزر عندما تهيأ للنزال مع كلاي لينتزع منه لقب بطل العالم للوزن الثقيل في الملاكمة وركض مايعادل حول العالم ثلاث مرات كما ذكرت زوجته ذلك وبذل جهوداً مضنية إستعداداً للنزال وبعد نزال أربع عشرة جولة إمتلأ وجهه بالجراحات وتورمت جفونه حتى تعذرت عليه الرؤيا ولم ينل اللقب المنشود….وأنا لايهمني إن نلت هذا اللقب أو لم أنله فعندي سواء…..تذكرت الملياردير عدنان الخاشقچي عندما قرأت عنه خبراً في جريدة مرفقاً بصورته مع إحدى الحسناوات وهو يهدي لها خاتماً بخمسة وثلاثين ألف دولار وانا في زنزانة سجيناً وعمري عشرون عاماً،وبعد عقود من الزمن قرأت عنه في إحد المواقع الألكترونية وإذا به يخسر كل تجارته ويخسر مناجم الألماس بعد غرقها في نيويورك وظل مدان للمطعم الذي يدعو فيه رجال الأعمال والشخصيات التي تروق له….وأنا لم أخسر صفقة ولم أخسر منجماً ولست مداناً لأحد إذن أنا أفضل حالاً منه…..تذكرت الذين باعوا آخرتهم بدنيا فانية زائلة ومنهم من باع آخرته بدنيا غيره والله عافاني من ذلك البلاء…..تذكرت طاغية سفك دماء الآلاف وسفك دماء رفاقه في حزبه ولم يرعَ إلاًّ ولاذمة وأخيراً عثروا عليه في حفرة مختبئاً ذليلاً خائفاً مذعوراً وساقوه مقيداً وسط الشماتة واللعن ….وأنا معافى من ذلك كله لاقتل ولاسفك دماء والحمدلله…إذن أنا أفضل حال من هؤلاء كلهم فلا نزاع على دنيا ولا نزاع على لقب ولا نزاع على صفقة خائبة….وسؤالي لله فقط وسؤالي هو الستر والعافية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى