اقلام

كربلاء تتجدد، بقلم ريما فارس

كربلاء تتجدد
شهر محرم هو الشهر الأول في التقويم الهجري، ويعتبر شهراً مقدساً في الإسلام. يشهد ذكرى هجرة النبي محمد (ص) من مكة إلى المدينة، وهو ذكرى فتح الله فيه البحر لموسى (ع)، وهو شهر حُرّم فيه القتال.

لكن ما حصل فيه كان مروعاً من أحداث تاريخية عظيمة ومؤثرة على مر العصور. حمل في طياته أعظم واقعة على مر التاريخ وهي واقعة (كربلاء) التي تجسد أسمى معاني التضحية والصمود في وجه الظلم. اليوم، ونحن نشهد أحداثًا مماثلة تتجدد في غزة، نجد أنفسنا أمام مشهد يعكس روح تلك الواقعة البطولية.

إن استذكار واقعة كربلاء في سياق ما يحدث في غزة ليس مجرد استدعاء للتاريخ، بل هو إحياء لروح المقاومة والتحدي في وجه الظلم والطغيان. في كربلاء، وقف الحسين ع وأصحابه بقوة المواجهة لجيش يزيد بن معاوية، رغم الفارق الهائل في العدد والعدة، وقدموا أرواحهم دفاعًا عن الحق والعدالة. واليوم، يقف الشعب الفلسطيني في غزة بنفس الصلابة، يواجهون قوى أكبر منهم، ويقدمون التضحيات نفسها في سبيل حريتهم وكرامتهم.
شبابنا يتقدمون على طريق القدس، متضامنين مع غزة، حاملين شعار “هيهات من الذلة”، معبرين عن إصرارهم وإرادتهم القوية في الوقوف ضد الوحشية الصهيونية ومحاربتها.

انهم يجيبون نداء “هل من ناصر ينصرنا؟” هؤلاء أبناء المدرسة الحسينية، ذاك الإمام الذي قال: “إني لم أخرج أشراً ولا بطراً ولا مفسداً ولا ظالماً، وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي وأريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر وأسير على سنة جدي وأبي، وأحاول أن أحكم بين الناس بعد أن عجزوا عن الفساد وأريد أن أتبع سنة جدي وأبي وأجدادي عليهم السلام.”
و يبقى صدى صوته حاضراً في قلوب أبناء المدرسة الحسينية، ملهمين للوقوف بجانب الضعفاء والمظلومين بإيمان قوي وتفانٍ.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى