كلمة السيد : “استراتيجية حماية لبنان وامن المنطقة ”
——————–
لم يكن كلام سماحة السيد حسن نصرالله جديدا شكلا او مضمونا ، الجديد كان تغير الواقع الذي اثبتت فيه المقاومة انها في موقع قوة يعطيها حق فرض شروطها، طبقا للميدان ومقرارات الجبهة بالاحتكام لنتائج المواجهات الاخيرة علي الحدود اللبنانية الفلسطينية بين المقاومة من جهة والعدو الصهيوني من جهة اخرى منذ معركة طوفان الاقصى .
فبالرغم من طول فترة الحرب وامتداد معاركها متجاوزة التسعة اشهر، بجبهة ملتهبة وصعبة ارتفعت فيها اعداد الشهداء وبينهم قادة ارتقوا في ميادين المواجهات ، بقيً الملفت بالمعركة قساوة المواجهة وضراوتها من جهة ومنضبطة الى حد كبير من جهة ثانية ، ويعود البسبب لجهوزية المقاومة واستعدادها لكافة احتمالات المواجهة ، وهي التي خبرت العدو الصهيوني اكثر من اربعة عقود من المواجهات عمليات خاضت حروب، فهمت كيف يفكر العدو الاسرائيلي وكيف يعمل عسكريا سياسيا وامنيا. فطبيعة الحرب مع العدو الاسرائيلي يضاف اليها مواجهة الارهابيين، حروب اكسبت المقاومة خبرات طورت فيها نفسها وتهيأت استعداداً لمواجهة حاسمة، حرب تغيير وجه المنطقة، بظل عالم تحكمه المصالح يعيش تحت تاثير حكومات الغرب وراسماليتها الجشعة ، الذي تقوده اميركا جعلتها بثلاثة اوجه واشكال من الحروب:
ا- الاقتصادية وفيها الحصار وصولا لاستخدام التجويع بهدف التحريض
ب- تقنية او حرب تقنيات تستعمل وسائل تدمير متطورة واجهزة متقدمة لتدمير شعوب بلدان وامم
ج- نفسية تستخدم فيها التهويل والتضليل ….
الا ان حرب اسرائيل وخلفها اميركا مع لبنان كانت استثناء، استعملت فيها الثلاثة انواع من الحروب في معركة مفتوحة مع المقاومة اللبنانية، بجيلها الثالث من ابنائها ، والتي كثيرا ما ضمت الجد الى الحفيد والوالد ، وجمعت اصول بفروع وانسباء بين صفوف المجاهدين في تشكيلاتها بكفاءات علمية وعقيدة قربت المسافة بينهم ، اسقطت حواجز كان افرزها واقع لبنان بموروثات فتكت بالمجتمع، عمل العدو على تغذيتها بهدف ضرب اطياف الوحدة الوطنبة، سقطت بالضربة القاضية امام منعة المقاومة وتحولها من حالة شعبية الى قضية انسانية ومشروع حياة بثقافة حماية الوطن والوجود، اولى مقوماتها التضحية ايمانا بثوابت محقة بقناعة والتزام زادهم ثقة شخصية السيد حسن نصرالله بما امتلك مقومات قيادية حوت فائض شجاعة مسلحة بحكمة وتواضع، بتجرد قل نظيره وبصيرة لرؤية استراتيجية، معيارها التمسك بثوابت الامة التزاما بقدسية حق بمواجهة لاطل دفاعا عن الانسان لحماية الوطن كاملا بانسانه وثرواته ، والتزام قضية الامة “فلسطين”، ورفض الاستعمار بكافة وجوهه وادواته، ومواجهة المحتل بكل السبل والاشكال، والاهم جيّرت كل المقدرات حولتها قدرات لخدمة المعركة، وعملت الاستفادة من كافة التقنيات المتاحة طورتها ورفدتها بخبرات فتحت خلالها اوسع علاقات مع حلفاء واصدقاء راكمت اسلحة لمواجهة العدو الاسرائيلي الذي يمتلك ترسانة اسلحة صخمة متطورة لجيش اسطوري ودعم دولي من حكومات الغرب وضعت اجهزتها بخدمه الصهيونية، كرسوا اسرائيل حكومة فوق القوانين الدولية تخوض بحروبها الاجرامية بلا رادع ولا حساب حتى استيقظت يوم السابع من تشرين اول مع فجر اذان طوفان الاقصى وتجد حكومة نتنياهو نفسها جاسية على جبل ازمات داخلية غارقة في رمال غزة تجر اذيال الخيبة من رفح ، مشغولة باحصاء عدد مسيرات المقاومة وانواعها تلملم اثار صواريخها الذكية تجمعهم بارقام اعداد اسراها عند المقاومة، تضيف اليهم الاف من قتلى وجرحي مع مئات الالاف من قطعان المستوطنين، نزحوا عندما عجز جيشهم عن حماية مستعمراتهم هربوا ارتعبوا ومعهم ملايين المستوطنين، لاول مرة ذاقوا طعم الرعب وجربوها ويخشون مغامرة حرب مع لبنان يجرهم اليها نتنياهو بمواجهة المقاومة اللبنانية ، التي سمعوا تقييمها من خبراء احانب واسرائيليبن “انها حرب مدمرة قد تكتب نهاية اسرائيل ” وهذه النتؤجة اكدها سماحة السيد حسن نصرالله بكلامه الموسوم بصدق وخلفية شخصيته القيادية حكيم لا ينطق عن الهوى، نقل وقائع الميدان مستعرضا نتائج الجبهة وقدرة المقاومة وما حققته على الجبهات بحربها المفتوحة، وكيفية ادارة المعارك على وقع ترسانة اسلحة ما خفي منها اعظم طاف منها الهدهد برحلات سبقتها مسيًرات متنوعة انقضاضة او استطلاعية وصورايخ اخر نسخها اسهم حمراء مضادة للدروع تكتيكات اظهروا قوة المقاومة ومدى استعدادها لاي حرب محتملة باي وجه حذر السيد نصرالله اسرائيل منها بكلام المسؤول القادر والقائد المقتدر كلمات تلقفها العدو الاسرائيلي ومن خلفه وشاح وجههم عن حرب برية على لبنان معركة حسمت نتائجها قبل ان تبدا ووضعت اسرائيل امام خيار خسارة استراتيجية باعظاد قتلى ودمار يلحق بالكيان ام التسليم بخسارة توفر فيها الاف وربما مئات الاف القتلى ودمار هائل في مدن ومستعمرات الكيان ينتظر ساعة الصفر
د محمد هزبمة
كاتب سياسي وباحث استراتيجي