في رأس أسطا – جبيل، أقيم في منزل رجل الأعمال السيد ربيع حيدر أحمد، سهرة بعنوان “التعايش الواحد”، والتي حضرها مفتي جبيل وكسروان فضيلة الشيخ عبد الأمير شمس الدين، الأباتي طنوس نعمة رئيس دير مار شربل، مسؤول منطقة جبل لبنان والشمال في حزب الله فضيلة الشيخ محمد عمرو، عضو تجمع علماء المسلمين الشيخ فراس السنكري، نائب مفتي جبيل الدكتور الشيخ محمد حيدر أحمد، رئيس بلدية عنايا الدكتور بطرس عبود، مختار عنايا نسيب النمر، الدكتور حكمت الحاج، الدكتور سمير عبد الساتر، المهندس روبير زعرور، الإعلامي ناجي أمّهز، مختار جبيل عماد ملحمي، ومختار أهمج شربل زيادة، وفعاليات اجتماعية وثقافية وإعلامية.
بدأ اللقاء بكلمة الأباتي طنوس نعمة رئيس دير مار شربل، حيث رحب بالحضور وشكر المضيف. تحدث عن قيمة جبيل الوطنية والروحية، مشيراً إلى أن التعايش الواحد والتاريخي في جبيل هو أقوى من كل الفتن والمتغيرات، وأن جبيل هي الخميرة الصالحة والنموذج الوطني الحقيقي لحقيقة لبنان بلد الرسالة، الغني بطوائفه.
ثم تحدث الأباتي نعمة عن واقعة كربلاء، مشيرًا إلى أنه كان قد حضر مجلس عزاء حسيني في رأس أسطا. وقال إن مشاركتنا في هذا المجلس هي لاستخلاص العبر من واقعة كربلاء الحزينة، التي أصبحت وقتًا للحزن ليس فقط عند الطائفة الشيعية، بل عند كل إنسان كامل يمتلك العقل والمعرفة والروح السليمة. وأوضح أن كربلاء تحمل كل الأبعاد الإنسانية العظيمة وتشكل عنوانًا لكل معركة للحق ضد الباطل.
بعد ذلك، تحدث مسؤول منطقة جبل لبنان والشمال في حزب الله سماحة الشيخ محمد عمرو، شكر الأباتي نعمة على كلماته وأثنى على الجو الوطني من التلاقي. وأكد أن هدف الجميع هو تعزيز التوافق والحوار، وتمتين الوحدة الوطنية في كافة أبعادها، مشيرًا إلى أن العدو الإسرائيلي يتربص بلبنان ويحاول الفتنة لأنه يعلم أن لبنان بطوائفه هو نعمة لهذا المشرق العربي، وهو النقيض لتواجده الاحتلالي في المنطقة.
وأوضح الشيخ عمرو أن لبنان هو وطن أصيل يستمد أصالته من أبنائه على مر التاريخ، بينما كيان العدو هو كيان لقيط هجين، وأن أصالة لبنان تؤرق العدو الإسرائيلي الذي يسعى لإلغاء لبنان ودوره الريادي في المنطقة والعالم. وأكد أن المقاومة التي تقدم وتضحي في سبيل سيادة لبنان وعزة شعبه لن تبخل بتقديم كل ما يمكن للحفاظ على لبنان المنارة والحرية والحياة العزيزة.
وأشار سماحته إلى دور كربلاء كمدرسة استطاعت عبر الأجيال تنمية القيم في مجتمعاتنا، وكيف استشهد الإمام الحسين وحيدًا بينما يسير خلفه اليوم أمم من كافة الأديان والطوائف وفي مختلف عواصم العالم. وأكد أن كربلاء هي شاهد حقيقي على أن الحق هو الذي ينتصر في النهاية.
ثم تحدث مفتي جبيل وكسروان فضيلة الشيخ عبد الأمير شمس الدين عن بروتوكولات حكماء صهيون، وخطر الصهاينة على العالم ونظرتهم الدونية لكافة المجتمعات، وكيف يزيفون الحقائق ويستغلون ويبتزون الأمم. وأوضح أن عداوتهم للإنسانية ليست وليدة الأمس بل هي منذ القدم، حيث لم توجد شخصية إنسانية أو فكرية إلا وقتلوها. وأشار إلى أن بني إسرائيل اشتهروا بقتل الأنبياء، وأن نبي الله يعقوب عليه السلام منهم براء.
كما تحدث سماحته عن قصة البقرة الصفراء في القرآن، وكيف وضحت هذه الصورة التفكير الحقيقي لليهود وطريقة معالجتهم للأمور. وأكد أن الخطر الوحيد على لبنان هو هذه الغدة السرطانية التي زعزعت الاستقرار في المنطقة والعالم، وأن اللبنانيين يؤمنون بتعايشهم المسلم المسيحي، وأن لبنان لكل طوائفه، وأنهم جميعًا يحتكمون إلى صيغة التوافق التي تحافظ على لبنان بلد الرسالة والحضارة.
ثم تحدث عضو تجمع علماء المسلمين الشيخ فراس السنكري، مرحبًا بهذا اللقاء الوطني الجامع. وشدد على أن مثل هذه الألفة والمحبة هي التي تصنع من لبنان وطنًا منيعا ضد كافة التحديات، خاصة من قبل العدو الإسرائيلي. وأكد أن طالما المقاومة موجودة فلا شيء سينال من وحدة لبنان وعزته. وختم سماحته حديثه حول كربلاء، تلك المصيبة التي أرادها أعداء الإسلام للقضاء على الإسلام، ولكن استشهاد الإمام الحسين أثبت أن الحق هو الذي ينتصر.
اختتم اللقاء بكلمة شكر ألقاها نائب مفتي جبيل الدكتور الشيخ محمد حيدر أحمد باسم الجميع، لا سيما السيد ربيع حيدر أحمد. حث من خلالها على الاستمرار في هذه الأجواء الطيبة والوطنية، التي تعزز الألفة والحوار بين المكونات الجبيلية والكسروانية، والتي تشكل الصخرة الصلبة التي تتكسر عليها كافة المؤامرات للنيل من صورة لبنان التي هي أفضل صورة للإنسانية بغنى تنوعها.
ثم ألقى قصيدة شعرية زادت الجو بهجة وحبورًا ومحبة ومودة.