كلمة مسؤول منطقة بيروت في حزب الله في تأبين الشهيد الحبيب الحاج سمير قباني
آن أوان الرحيل يا جوشن حي ماضي, وحارس أحيائه, وعاشق أهله, وخادم فقرائه, ونزيل مسجده, وبسمة أطفاله وأنس شبايه,
آن أوان الرحيل يا صديق الرعيل الاول من شهداء ومجاهدين, ويا صانع الجيل الثاني والثالث من الحاضرين والمجدين والمرابطين عند ثغور الكرامة.
انتظرتها طويلاً يا حاج سمير, كنت تصبو إليها, تلاحقها حيناً بعد حين.
طلبتها في الاقليم سائحاً لسنوات بين محاوره شامخاً في اللويزة ومليخ ومرابع الجهاد هناك.
ثم كنت في عيتا عند تخوم التخوم تحبك أيام عمرك وتنسج خيوط شهادتك بصمت. ثم عدت الى حي ماضي تكملُ مشوار الجهاد والخدمة.
عثرنا عليك تنشدها دمعة مع كل شهيد تودع, هنيئاً لك لقياهم, وليفرح بك ابو حسن باز وابو علي علوية, وفريد بزي, وغسان علوية ومحمد فواز,وآخرين
عثرنا عليك تنشدها في صلاتك وتبتلك,
يا مئذنة مسجد الكاظم(ع) يا تكبيره ودعاءه وجماعته
يا أول الواصلين الى شعاع قبلته, وآخر المغادرين محراب صلاته
يا أول المكبرين, وأخر المسلمين , يا أول الداعين وآخر المستغفرين
لن تَسمع صوت تكبيره خلفك -يا سيد علي- بعد اليوم
لن تأنس بترتيله ودعائه وذكره, وتسبيحه, وبعد
رحلت في ربيع العزاء في عاشوراء, وهي ربيعك فيها تزهر, ويزيد توهجك وتسطع أنوارك وأنت تحمل ألوية السواد ورايات الحداد تواسي الآل والقاسم والكاظم والقائم بالحق.
يا أبا محمد طلبتها فنلتها وجاءت رحلتك على طريق القدس, نعم فأنت أحد معابرها
كنت معبرالجنوب في البدايات, وكنت معبر الشام وعقيلة الكرام في التحديات, وبالامس كنت تقف عند بوابة العابرين الى القدس تسامرهم وتعدهم أنك في الاثر.
ها هم أمامك ينتظرون قدومك ويستعدّون لاستقبالك فلا تحزن, ولا تحزنوا يا أخوتي فإنه بين أقرانه وأترابه وأحبائه,وهو في مقعد صدق
بالامس وقف الحاج سمير قباني درعاً بين الناس والرصاص؛ وهو طالما كان مصلحاً بين الناس, وهو عادة يتدخل لمعالجة أي إشكال ولا يكون طرفاً في أي إشكال. لذا فهو شهيد كل بيت في حي ماضي وفدائيه, وفاديه.
نقول لك ولأخوانك لن يضع دمك هدراً, ولن يكون دمك إلا معبراً لحقن الدماء, وانت الذي تفننت في حقن الدماء, ووأد الفتن, ولم الجراح، ولن نسمح للمصطادين في الماء العكر ان يفرحوا ما دمنا ثنائي الحكمة والوعي
وسوف نتابع بجدية عالية التحقيق لنحدد من أصاب أهل حي ماضي وروعهم قبل أن يصيبك لتحميهم بجسدك وجراحك وشهادتك.
ونعدك ونعد أهلك -وكلنا أهلك وأحبتك- أننا كنا وسنبقى نعرف طريقنا جيداً, ونعرف عدونا جيداً ولن نضل عن أهدافنا مهما كان الامر مرا.
باسم قيادة حزب الله نبارك شهادتك ونزفك مجاهداً وشهيداً ورائداً مقداماً عرفته سوح الجهاد والخدمة.