في الأجواء العاشورائية وما قدمه آل بيت الإمام الحسين (ع) وأصحابه في سبيل الإسلام وعزة وكرامة الإنسانية، حددت أطر بناء المجتمعات المتكافلة المتضامنة في تكوينها القيمي الإنساني. فقد أكدت مسيرة الإمام الحسين وما خط في التاريخ عن عاشوراء، أنه لا يوجد في التاريخ البشري وفاء وفداء كما تواجد في هذه المعركة التي وضحت الروح البشرية في الفطرة السليمة والتعامل النفسي والسلوكي الإيماني الإنساني، القادرة على بناء وانصهار الفرد في الأسرة، ودور الأسرة في بناء المجتمعات، والمجتمعات التي تبني الوطن المتقدم والرائد من أجل حرية الإنسان الاقتصادية، والبيئة السليمة لنظام أمان نفسي لأبنائه.
فالإنسان القائم في نفسه على الإخلاص والاحترام لكل قيم الإنسان الآخر، هو الذي يعزز في الآخر الانتماء والشعور. آل بيت رسول الله لم يتردد أحد منهم في معركة كربلاء، وكذلك أصدقاء الإمام الحسين، حيث كان كل واحد منهم يقدم كل ما يملك وهو يتمنى أن يمتلك المزيد ليقدمه. هذه السلوكيات هي القادرة على بناء الأسرة العصية على التفكك والانهيار. وربما كل صراع الغرب اليوم وما يقدمونه من سلوكيات تتنافى مع أقل معايير المجتمعية والفطرة الإنسانية هو من أجل تفكيك الأسرة كي تضعف المجتمعات وتسيطر اللوبيات الخطيرة على البشرية والإنسانية على مفاصل القوة في العالم.
وفي ظل هذه التحديات المعاصرة التي بدأت تتسلل إلى المجتمع الشرقي وتهدم أركان عاداته وتقاليده، تشرفت نخبة من أبناء جبيل وكسروان باستقبال سماحة الشيخ مصطفى يزبك، مدير مركز أمان الأسري في منطقة البقاع، في منزل السيد ربيع حيدر أحمد.
هذه المقدمة هي خلاصة من الأفكار التي تم تدوينها من خلال الحديث والنقاش الذي دار بين الجميع، بعد كلمة الترحيب من قبل السيد ربيع حيدر أحمد بالضيف العزيز والغالي وبالحضور الكريم:
- العلامة الشيخ مصطفى محمد يزبك
- الشيخ محمد حسن،
- نائب مفتي جبيل وكسروان الدكتور محمد أحمد حيدر
- الدكتور بسام الهاشم
- مدير مكتب الأستاذ نعمة فرام، السيد ميشال شاهين
- ممثل رئيس منظمة الأوسكو للحضارات والأديان، المهندس محمد أمين مخلص الجدي
- الشيخ محمد جواد محسن
- الدكتور حسن حيدر
- المهندس احمد حيدر
- الإعلامي ناجي أمّهز
- وفاعليات اجتماعية بلدية واختيارية
ثم تحدث سماحة الشيخ يزبك عن تحديات العولمة، والسوشيال ميديا، والضغوط الاقتصادية والتفكك في بنية المجتمع وتأثيرها وتداعياتها على الأسر، ومنها من ينهار ويتفكك ويترك ندوبا في المجتمع لا يمكن إصلاحها، خاصة ما يصيب العائلات التي تفترق مما ينعكس سلبا على الأطفال، وتكبر معهم المشاكل التي بدورها تشوه المجتمع وتزعزع استقرار الوطن.
ولفت سماحته إلى دور رجال الدين من كافة الطوائف، وتأثيرهم الإيجابي بالمحافظة على القيم الأسرية والعادات الاجتماعية التي أثبتت أنها فاعلة في تحصين المجتمع من الأفكار الهدامة التي بدأت تنتشر في الغرب بطريقة حتما ستؤدي إلى نهاية وانقراض الإنسان القيمي التفاعلي في تلك البقعة من العالم، لأن ما سارع بانهيار المجتمع في أوروبا وأمريكا هو غياب الدور الديني، الذي يكرم الإنسان ويعزز التعاون وإزالة آثار الخلاف ومعالجة الوضع الاجتماعي بطريقة تحفظ استمرار الدور الإنساني الحقيقي والغاية الأساس من تطور الإنسان.