
بيئة لن يهزها استثمار في حرب تهويل
لا صوت يعلو على صوت المعركة ، جبهات ملتهبة حرب مستعرة وكلمة الفصل حكما للميدان ، وما تقرره ارض المواجهة التي بدات ترسم معالمها جلية تفرض خرائطها السياسية والعسكرية على الواقع تنعكس على الشارع الشعبي والراى العام الدولي، الذي بدأ تغيير مزاجه كثيرا اتجاه القضية الفلسطنية وحقيقية الصراع العربي مع كيان اسرائيل ، امام هول مجازر غزة وجرائم العدو الصهيوني وسط انحياز المجتمع الغربي له بتواطئ من المجتمع الدولي ومنظماته بغطاء اميركي وشراكة كاملة بالجريمة، دعم سياسي امداد عسكري ومياعدات اقتصادية تحولت نقمة على الادارة الاميركية من داخل المجتمع الاميركي الغربي تحرك فيهم طلاب الجامعات بعد مظاهرات بكبرى مدن وعواصم المجتمع الغربي حكوماتها داعمة لكيان اسرائيل بما يرتكب جيشه من حرب ابادة بحق شعب اعزل يمنع عنه الدواء الغذاء منذ ما يزيد عن تسعة اشهر، مخلفا عشرات الاف الضحايا، شهداء جرحى ومدن مدمرة على ساكينها بمستشفياتها ومدارسها حتى دور العبادة ولم تنجو من وحشبته خيم المهجرين التي استهدفها العدو بقنابل كبيرة وهي عاجزة عن مواجهة الريح.
حرب فشل فيها الاسرائيلي بكافة المعايير، وكل جولة مزيد من الغرقا في اتون معركة صعبة توسعت حدودها، غيرت اهدافها ، تحولت من مواجهة فصائل المقاومة لحرب وحدت ساحات المواجهة، خسرت فيها اسرائيل موقع المقرر بعدما فقدت دور المبادر المتحكم بتوقيت الحرب منذ اللحظة الاولى لعملية طوفان الاقصى، التي شكلت بحد ذاتها بداية النهاية لتفوق اسرائيل، اظهرت عجزها ، وهن كيانها وزيف اسطورة الجيش الذي لا يقهر، بعد انكشاف حقيقة فشله في حماية مستعمرات الصهاينة وغرق في ازقة مدينة غزة يبخث عز انفاق في مشهد لم يعتده العالم من قبل، اليات الجيش الصهيوني مدمرة جثث قتلى وصراخ جرحي ومقاومة صامدة تقود مواجهاا اسطورية ادخلت اسرائيل نفق ازمات مع الحكومة نفسها بين مكوناتها، ضربات مع الميدان ،ازمة ثقة عند المستوطنين ، ولاول مرة وازمة اخلاقية مع شعوب غربية سارت على مجازر جيش العدو، ولم تقف عند ازمة داخل المؤسسة العسكرية وتفرد نتنياهو بالقرار والخلاف مع وزير دفاعه ، جبال ازمات هضاب خوف، داخل قلق وانقسام حاد بمجتمع اسرائيل المركب من عشرات الاثنيات والاعراق جمعهم مشروع خرافة ووهم ترض المعاد، حلم بدا يتهاوى دخل غرفة العناية المشددة ، انعاشه دعم غربي امداد امريكي ومبادارات، حرب اعلامية ميدان تميز به الغرب اتقنه الاسرائيلي وهو المهنة التي درسها وعمل بها نتنياهو والمجال الذي ادخله الشان السياسي “الميديا الاعلامية”، التي نجحت داخل مجتمع اسرائيل ويدفع ثمنها حاليا، يعمل نتنياهو لنقل ميدانها الى الجهة المقابلة، تحديدا على جبهة لبنان، مستعينا بالغرب الذي مهد لة ارضية ليدخل منها يلعب على انقسام الداخل اللبناني مستغلا ثغرات كثيرة وفجوات لخوض معركة تهويل يعتبرها الاهم في تقرير مصير هذه الحرب وابعادها الوجودية على اسرائيل، فجبهة لبنان التي فتحت نارها، رسمت حدود اهدافها، مشاغلة جيش العدو ونحجت بارباك تكتيكاته العسكرية، تحولت عبئا على عمل فرقه العسكرية نتيجة موقع عوامل تحكم الجبهة:
-حجمها -تضاريسها -الطبيعية الوعرة
البيئة السكانية الجغرافيا السياسية
خطوط الامدادها
عوامل كثيرة اضيفت لخبرة المقاوم وعقيدته القتالية انغماسه بالارض في بنية تحتية صلبة نقاط قوة تفوقت فيها المقاومة على العدو الاسرائيلي باهداف سددت وسجلت ضربات موجعة لمواقع محددة مدروسة بدقة دمرت عطلت بنية العقيدة العسكرية للقتال عن جيش العدو الاسرائيلي، نتيجة استهداف قواعد القيادة والسيطرة والتحكم الالكترونية وهي عماد سلاح الجو الاسرائيلي وقواه الصاروخية ومعها خسر الاسرائيلي جزء كبير من اجهزة التنصت الاستخباري افقدته الكثير من اوراق القوة الميدانية، اولى نتائجها على ارض الجبهة: خروج القبة الحديدية من الخدمة لحد كبير وهذا اعطى المقاومة قدرة تحرك مكنها من تفوق استعلامي كشف كل نقاط الضعف داخل جبهة العدو الاسرائيلي على عرض الجبهة بمسافة تزيد عن مئتين كليومتر تبدا من الناقورة وصولا الى اخر الجولان بعمق يقارب الخمسين كيلومترا اي كامل المنطقة الخضراء داخل كيان العدو على ارض فلسطين المحتلة، شكلت خاصرة اكثر من رخوة لاسرائيل فهمها معه الاميركي والغربي واسهل اساليب الرد عليها حرب اعلامية تضرب البيئة من الداخل ،انخرط فيها اعلام عالمي عربي وللاسف جزء من الاعلام اللبناني، شاشات قنوات، صفحات اقلام ،جيوش الكترونية ، رموز شخصيات زمنية ودينة ،مؤتمرات سفارات اشاعات ، تذر الرماد في العيون، تضليل تهويل هدفه تحريض على المقاومة ضمن البيئة لم ييئسوا لجهلهم جمهور محصن بعقيدة شكلت ومنعة لشعب يحب الحياة بكرامة، يعرف قدرة اسرائيل على تدمير المطار والبني التحية في لبنان وهذا ليس جديدا وهي فعلته مرارا وتكرارا، لكن الجديد الذي تيقنت منه بيئة المقاومة انها قادرة على تدمير اسرائيل بساعات ليس اكثر وقادرة ايضا اجتياح كامل الجليل خلال اقل من اربع وعشرون ساعة، تثبيت معادلة المطار بالمطار والهدف باهداف، فالمقاومة جاهزة عدة وعديدا شيفرات مواقع مسيرات صوارؤخ تنتظر قرار لحظة بداية، بعدها لن يكون العالم كما قبلها بعقيدة امة اقدت بعلي(ع) وافتدت بالحسين(ع) تنتظر مهديها(ع)،
اليس الصبح بقريب فما النصر الا صبر ساعة
د.محمد هزيمة
كاتب وباحث سياسي واستراتيجي