رئيس جمعية محاربون من أجل السلام زياد صعب لموقع سانا نيوز:
يمر لبنان بمخاص عصيب على شتى الصعد والمستويات وسط إقليم مشتعل وواقع اقتصادي واجتماعي صعب يعصف بالبلاد والعباد, ولكن رغم كل هذه الازمات تبرز بعض بوارق الامل في جمعيات ومؤسسات وأشخاص اتخذوا من العمل اليومي طريقا للعبور نحو الأفضل والابهى لخدمة وطنهم ومجتمعاتهم ومن هذه الجمعيات جمعية ” محاربون من أجل السلام”.
يقرأ رئيس جمعية “محاربون من أجل السلام” زياد صعب المشهد بأن المنظومة والنظام في لبنان أضحوا سيان, فثمة طريقة وأداء سيء أدار البلاد, وإحدى أبرز أسباب الأزمة هو أنه لم تتم مصالحة وطنية حقيقة وانما محاصصة وطنية, فلم يقم أحد من الأحزاب بإجراء نقد لتجربتهم وهاجس كل القوى السياسية كان الوصول للسلطة واستخدام العنف كوسيلة مركزية لتحقيق الأهداف, فالفكر الانقلابي كان هو الفكر السياسي الذي يقود هذه القوى لتحقيق أهدافها السلطوية والسياسية, فكل فريق من هذه القوى السياسية كان ينظر للمشهد انطلاقا من حسابات الحزب ومصالحه, وللاسف يمكن القول أن ما قبل ال١٩٧٥ كان افضل بكثير من المشهد الحالي على صعيد المشهد الاقتصادي والاجتماعي وسواه.
جمعية ” محاربون من أجل السّلام” التي أسسها مجموعة من المقاتلين السابقين الذين كانوا ينتمون إلى مختلف الأطياف السياسية والذين يؤمنون بأن العنف ليس حلًّا,بدأت عام ٢٠١٤ وكانت مؤلفة في البدايات من أشخاص من كل القوى الأساسية المركزية التي شاركت في الحرب اللبنانية, وواحدة من الشروط الأساسية هو أن يقوم المنتسب للجمعية بنقد تجربته الحزبية الشخصية، فثمة قواسم مشتركة كبيرة لكل المنضوين تحت كنف الجمعية, ففي عام ٢٠١٢ يقول صعب:” كُنّا في تجمّع بعنوان “وحدتنا خلاصنا”, وكنا ومجموعة من الأصدقاء والمؤمنين بفكرة النضال لأجل السلام على يقين أن ثمة إطار يجب أن يجمع كل الأشخاص الذين قاتلوا في الحرب وقاموا بنقد تجربتهم, وقد أضحى اليوم عدد المنتسبين للجمعية أكثر من ١٠٠ شخص من ناشطين وإعلاميين ومقاتلين سابقين وسوى ذلك من مهتمين بهذا الإطار, وقد ناقشنا الاسم حوالى ال٦ اشهر, وهذا التضاد باسم الجمعية كان مقصودا لناحية التأكيد على أهمية العمل الحثيث والمحاربة بالوعي والفكر لتدارك اي أزمة يمكن أن تحدث مكررة الأحداث السابقة, فالوعي هو الوسيلة المركزية في عملنا وسنتسمر بكل الإمكانيات.
يؤكد صعب ان المطلوب هو انجاز الاستحقاقات الدستورية التي بات التأخر بإنجازها يفاقم من إمكانية الانهيارات التي تزداد يوما بعد يوما وتوسع الهوة أكثر على المستوى الاجتماعي والاقتصادي, لذلك سيبقى صوتنا صدّاحًا في كل المناسبات والاستحقاقات للعبور حيث يجب أن يكون لبنان, والرسالة الدائمة للشعب اللبناني هي الطلب والتمني أن نترفع عن كل الانتماءات الضيقة نحو فضاء الانتماء الوطني الارحب, حيث بات ذلك واجبا أخلاقيا ووطنيا بعد كل الأزمات التي عصفت بالبلاد.