ما أقرب الأمس إلى اليوم عندما نشاهد خيانة وطن وقتل مقاوم أرضاء لعدو نتيجة اتفاق زَرعه معيب لن يسلم موقعه من الذل ولن يحصد منه سوى العار
التاريخ يعيد نفسه بمشهدية الخيانة.. ولنذكر إذا نفعت الذكرى محمود عباس إلى أين المسار وأنتَ تسير نحو الهاوية نتيجة تخاذلك
وما حصل أمس مع القائد محمد الجابر (ابو شجاع) وبهذا التوقيت بينما المقاومة تسَطر البطولات بوجه العدو أنتم تساهمون بأعتقال المقاومين يا خجل التاريخ من هذا العمل المشين
هذا الموقف يجعلنا نعود إلى ايام مضت سجل فيها عبرة يجب أن تتذكرها يا عباس لأنك حتما” سوف تلقى نفس المصير فالخيانة لا مكان لها بين الشرفاء
عندما أجتاحت إسرائيل لبنان كانت المقاومة تواجهها باللحم الحي وأمكانيات بسيطة وإرادة كبيرة لحين هزيمتها من بيروت بعد مواجهات بطولية من حركة امل والأحزاب الوطنية وعملية خالد علوان في مقهى الومبي، حينها وعبر مكبرات الصوت صرخ العدو لا تطلقوا النار نحن راحلون
تحررت بيروت وجزء كبير من الساحل الجنوبي واستقروا في ما بات يعرف بالحزام الأمني وبدأت عملية مواجهة هذا العدو واستمرت لحين هزيمته المدوية عام 2000 والجميع يعلم تفاصيلها ولن يتسع المقال ليومياتها حتى لا نطيل الشرح ونزعج قراءنا
في تلك الحقبة من الحزام الأمني عام 1984 تقرر ارسال اللواء أنطوان لحد أبن كفر قطرا الشوفية لتسلم قيادة المنطقة الحدودية بتوصية من داني شمعون رئيس حزب الوطنيين الأحرار خلفا” للرائد سعد حداد
وكان الهدف من ذلك تطبيق اتفاق 17 ايار الذي أسقطته القوى الوطنية ونتيجة أنهيار هذا الأتفاق بدأ لحد بتشكيل جيش لبنان الجنوبي الذي أصبح الجناح الأمني لجيش العدو الإسرائيلي وانغمس في العمالة العلنية وبدا جيش لحد في مواجهة المقاومين ومعاقبة أهالي الشريط الحدودي الذين يرفضون التعامل مع العدو
وفي العالم 1988وجهت المناضلة اللبنانية وابنة دير ميماس الجنوبية رصاصات مسدسها إلى لحد الذي نجى منها ولكن أصابته بشلل جزئي ونتيجة ذلك العمل البطولي أعتقلت بشارة ولكن المقاومة لم تتوقف وبدأت تتصاعد وتيرة العمليات بوجه هذا الأحتلال وعملاءه من خالد أزرق وابتسام حرب وسناء محيدلي وغيرهم من الأستشهاديين الأبطال لحين دخول المقاومة الإسلامية بعمليات دقيقة وكبيرة وأستمرت هذه المواجهات لحين أندحار هذا العدو عام 2000 وهزيمته وفرار العملاء معه بمشهد أقل ما يقال عنه (مذل)
قبل هذا الانتصار كان لحد الملقلب بالنمرود يتصرف بالجنوب وكأنه الآمر الناهي ويعقد المؤتمرات الصحافية ويدعو للسلام مع العدو الإسرائيلي ويضع العناوين العريضة من علاقات تجارية وسياحية وأقتصادية وبأن المنطقة ستكون افضل مع إسرائيل بأعتقاده
وفي ليلة واحدة تخلت عنه إسرائيل وهزمت وتركت الجنوب وجيش لحد العميل وتركت خلفها السلاح وكل ما أنشئته لسنوات واقفلت الخط الفاصل بين لبنان وفلسطين المحتلة وقائد جيش لبنان الجنوبي وعملاءه يقفون مذعورين مذلولين مترجين جيش العدو الإسرائيلي أن يسمح لهم بالدخول إلى الإراضي الفلسطينية المحتلة
وأنتهى المطاف بهذا اللواء الذي لقب بالنمرود بمحل يبيع فيه (الفلافل)
كما الحال بمساعده الرائد سعد حداد بفرن صغير للمناقيش
العبرة هنا لمحمود عباس
والسلطة الفلسطينية التي تأتمر به عليكم قراءة تاريخ العملاء ومصيرهم وبأن العدو الإسرائيلي يستخدمكم لأجل أهدافه وعند الأنتهاء منكم سوف يرميكم كما حصل مع جيش لحد في لبنان
لذلك عليكم ان تكونوا مع فلسطين ومقاومتها فهي الخيار والأختيار والنصر سيكون حليفها.
وما يحصل من سلوك الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية في ملاحقة المقاومين واعتقالهم ومصادرة أسلحتهم وأخرها في محافظة طولكرم في محاصرة المجاهد محمد الجابر أبو شجاع داخل مستشفى ثابت ثابت هذا التصرف وصل إلى أخطر مراحله لذلك تداعى الشرفاء وقاموا بثورة وطنية حين طوقوا أجهزة الأمن واستطاعوا اخراج البطل من بين أيدي عملاء العدو وهذا أنذار اخير بأعتقادي الذي سيفجر الاوضاع في الضفة وحتما” ستكون نهاية هؤلاء العملاء كما حصل مع لحد وجيشه الخائن في لبنان.
نضال عيسى
المقال يعبر عن رأي الكاتب وليس رأي موقع سانا نيوز