اقلام

اغتيال الشهيد اسماعيل هنية خرق استخباري لا يساوي تمنه العسكري، بقلم الدكتور محمد هزيمة.

اغتيال الشهيد اسماعيل هنية خرق استخباري لا يساوي تمنه العسكري

بدأت تتكشف ملامح جريمة اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، وهو رئيس حكومة اسبق عضوا منتخب في المجلس التشريعي للسلطة الفلسطينية، يعتبر صاحب الموقع الاول ورأس القيادة لحركة حماس بحسب التسلل الهرمي للمسؤوليات فيها ، وهي التي تخوض عملية تفاوض غير مباشر مع العدو الاسرائيلي بواساطة مصرية – قطرية تنفيذا لمبادرة أميركية تهدف لتبادل أسرى اسرائيبلين بيد فصائل المقاومة الفلسطينية، ضمن شروط يتهرب منها نتنياهو وآخرها قبل اسبوع

لم يكن استشهاد اسماعيل هنية جديدا على حركات المقاومة وخاصة حماس، التي ارتقى مؤسسها الشيخ احمد ياسين شهيدا شكلت الشهادة مسيرة لقادتها حتى السياسيين قبل العسكريين، مرتبة شرف لقادة : فتحي الشقاقي ,يحي عياش, عبدالعزبز الزنتيسي ,أحمد بحر ,واسماعيل هنية
شكلت دمائهم الطاهرة قوة وحافزا شد عزيمة المجاهدين في الميدان زاد تمسك الشعب بثوابت الأمة وخيار المقاومة الذي فرض نفسه على اسرائيل وحلفائها ونقل الصراع إلى مرحلة المواجهة المصيرية عند كيان استشعر خطرا وجوديا بعد معركة طوفان الأقصى، التي أسقطت التفوق الاسرائيلي وكسرت منظومة الردع عند جيش يتقهقر على الجبهات يجر ازيال الخيبة، عاجز عن تحقيق أي من أهداف رئيس حكومتة، الذي انتقل من مرحلة القلق والخوف على المصير إلى حالة الجنون والتهور قافزا في المجهول فوق أشلاء جثث ومصير أسراه ، متجاوزا تفاهمات تنظمت الخلاف ومنعت اشتباك بين عدوين لدودبن، أي احتكاك بينهم فيه شرارة تلهب العالم وربما تقود لحرب دوليةـ عالمية ، بظل تكون نظام عالمي جديد على أنقاض الرأسمالية واحادية القطب الأميركي الذي انتهى مع اول رصاصة أطلقت في اوكرانيا في معركة تواجه روسيا فيها الغرب الأطلسي على الأراضي الأوكرانية ، تقود حربها بعناية وتقدم بطبئ وفق رؤية الرئيس بوتين الاستراتيجية، التي قوضت مشاريع الهيمنة الغربية على شرق أوروبا لتطويق روسيا واستكمال مشروع الشرق الأوسط الجديد، بمعايير أميركية لبناء خط الحرير، وتعاظم دور اسرائيل بتوسع حجمها الاقتصادي هدفه الأساس الاستغناء عن الغاز الروسي والايراني، تمهيد للاطباق على البحر المتوسط ، يتعاظم دور اسرائيل وتتحول مركزا اقتصاديا يتكامل مع دورها السياسي في الشرق الأوسط، عبر انشاء قناة بن غريون ، ما يمنح الغرب بقيادة أميركا قدرة إضافية للسيطرة على العالم كله لعقود من الزمن وربما قرون ، يأتي هذا ضمن خطة كارتر منذ عقود التي صادق عليها الكونغرس الأميركي الذي صفق أمس لنتنياهو ومرافقة البدوي وعاد خائب، لم ينجح بجر الاميركيبن معه إلى حرب عسكرية برية يعرف الأميركي تكلفتها ويقدر حجم جبهتها الحقيقة مع الصين في البحر الاصفر، ومع روسيا على تخوم أوروبا الغربية
برغم ان نتنياهو لم ينجح بجر الاميركيبن لحرب برية غير مناسبة بالتوقيت وحتى الزمان لهم، وبرغم الابتزاز الذي مارسة على الحزبين المتنافسين في امريكا على خدمة اسرائيل ، إلا أنه انتزع ضوء أخضر لتنفيذ جرائمه، بعد الحديدة باليمن في لبنان متجاوزا حدود الجبهة والى العراق نافخا في جمر نار تحت رماد مواجهة يدفع ثمنها الاميركيبن اولا ، وتوجها بجريمة أسقط فيها كل المحرمات وضوابط القانون الدولي ليعيش نشوة انتصار بضع ساعات، انتهت كوابيس على كيان بدأ يعد العدة ويستجدي حماية غربية ، ببقت ضمن قواعد الدفاع عن الكيان المازوم، الذي انكشف أمام حلفائه ورعاته قبل اعدائه واسقط نتنياهو اخر اوراق التين عن عوراته ووهن كيانه، الذي سيدفع عنها ثمنا كبيرا لا يعادل قيمتها العسكرية على جبهات القتال وفي سير المعارك، شكلت بحد ذاتها نقطة التقاء شدت العصب الاسلامي – العربي على قضية المقاومة، والتعاطف مع الجمهورية الإسلامية، التي شكلت لها جريمة الاغتيال ضربة معنوية نتيجة خرق استخباري لن يؤثر باستراتيجيتها وتبنيها القضية الفلسطينية او قيادتها خيار المقاومة ومشروعا، فهي تجاوزت حادث مأساوي قبل شهرين أدى لاستشهاد رئيس جمهوريتها وأركان حكومته بما فيهم رئيس الدبلوماسية، شكل غيابهم حافزا للشعب الإيراني، وسبب للالتفاف حول قيادته، التي اكدت بلسان سماحة المرشد، “أن العدو الصهيوني سيدفع الثمن” وهذا حتمي ، تجلت اولى صوره بحالة الهلع التي يعيشها حاليا الكيان بمستوطنية، والقلق الذي يعتري حلفائهم، بعكس إيران التي تعاملت مع الاغتيال بمسؤولية وقادت تحقيقات بحرفية وجدية، اوصلت لمعرفة أدق تفاصيل الخرق، الذي تم عبر صاروخ داخلي بحسب المعلومات (توماهوك ـاسرائيلي الصنع ) وحددت حجم الرأس المتفجر بسبعة كيلو غرام ،وكذلك الراس المدبر، لتكون بذلك سدت ثغرة في جدار الخرق الأميركي الصهيوني، وكشفت تغلغلهم داخلها كما في بلدان العالم، وعطلت عملهم الإرهابي، الذي سيجر ويلات حتى على كيان اسرائيل نفسها،ردا يكون رادعا حقيقيا لتجاوزها القوانين الدولية وحدود الدول ، برعاية أمريكية وحماية الغرب وبعد الانظمة العربية ، التي ستكتفي بتعداد الصواريخ، وتقديم بيانات الطاعة للاميريكي على حساب الدم العربي ،الذي امتزج بالتضحية من فلسطين الى اليمن فلبنان والعراق ليرسم وحدة الساحات وتكامل الجبهات الخطوة الأولى لزوال اسرائيل

د محمد هزيمة
كاتب سياسي
باحث استراتيجي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى