(لا ننصح ضعفاء الرأي الحرّ بقراءة المقال)
تقضي العمر وانت تحاول تحويل أحلامك إلى حقيقة و واقع لتتفاجأ ان هناك من يحاول جعل حياتك كابوس لا ينتهي.
انت تحاول وغيرك يحاول ولا مفرّ من الصدام بين تمنياتك ومساعيهم.
انت تسعى لرزقك وغيرك يسعى لرزقه ،انت تريد أن تربح وغيرك يريد أن يفوز والرزق في منتصف الطريق يناله من كان اسرع في الوصول ومن كان أقوى في العراك ومن كان ابوه أقوى ومن كان محظوظا اكثر.
انت تريد وغيرك يريد ما تريده ولا مفرّ من العراك ومن المنافسة ومن الحيلة ومن الصدق ومن النفاق ومن الصواب والمعنى واحد.
انت ثور ينطح وغيرك وحيد قرن ينطح والمنطوح واحد ما تسمّيه انت حلالك وما يسميه هو حصّته وما يسميه الناطحون الآخرون نصيبهم والرزق واحد تارة مقسوم وتارة مسروق وتارة يحتكره المحتالون اكثر.
هناك من يكمن لرزق السماء ويعيد توزيعه كما يشاء.
ليس كل ما تناله رزقا لك وليس كل ما يدخل جيبك من نصيبك وليس كل ما ادخرته حلالك.
ليس لأنك محتال اكثر صار لك الحق ان تخدع غيرك وان تربح وليس لأن غيرك مضطر ان يقصدك وان يرجوك لأنك تقف عند مفترق طرق الزامي في المدينة ان تعتبر كل رشوة هدية ولكل هدية فتوى وكل فتاويك تجعل حرامك حلال.
لا يرضى الربّ ان ينطق احد بإسمه وان يدّعي القدرة على تحويل سيئات الدنيا لحسنات في الآخرة فالسيئات ليسوا دولارات والحسنات ليسوا عملتك الوطنية ومدّعي التواصل مع الغيب ليوا صرّافين معترف بهم من سلطات السماء.
ليس لأن العقل العلمي لم يجد جواباً او رداً اليوم على سؤالك ان تدّعي انت ان ما حصل معك اعجوبة تستدعي شهوداً ليثبتوا لنا انك خادم الاله والزعيم وانك مكرّم وان علينا تطويبك على طريق الاحزاب والقداسة لتبقى زعيما علينا دنيا وآخرة.
زعماء المال والسياسة والطوائف مارسوا التطويب الذاتي منذ زمن بعيد.
إن عدنا لاعاجيب القدماء لوجدنا لاعاجيبهم السابقة تفسيرات علمية سهلة وثابتة حاليا تشرح ان ما حصل مع البعض ليس تدخلا سماويا.
مَن يجروء على رفع القداسة ان اتينا بالدليل.؟
مع القطار البخاري لم يمت الاله بل مات النقد.
منذ الأزل والانسان يخاف ويرفض ان يموت ويحاول قدر المستطاع الهرب من مصيره إلى الخلود.
احيانا ترى بالعين المجردة زعماء سياسة قديسين احياء يكرّمون قديسين حقيقيين مشهود لهم بحسن السلوك وبلطف الكلام انما اموات.
لتطوّب طاهرا عليك أن تكون انت والجمهور كله أطهر واقدس منه وهذا اقلّ الايمان.
نتنافس حتى في القداسة فلكل منّا اسلحته الفتاكة في الشوارع وفي الأسواق وفي المعابد ليقتل بإسم قدّيسه.
كل المجازر قد ارتكبت تحت شعار اتباع تعاليم المقدّسين ومن لا قديس له ابتكر ما هو اقدس.
مَن يقنع الصهاينة ان يهوه في فلسطين قد تجاوز حدّه ؟
من يقنع الآخرين ان الأساطير ستقتلنا جميعاً؟
تقضي العمر وانت تحاول تحويل أحلامك إلى حقيقة و واقع لتتفاجأ ان هناك من يحاول جعل حياتك كابوس لا ينتهي .
انت تجهد العمر كلّه لتخبىء قرشك الأبيض ليومك الاسود وهناك من يجهد قربك ليسرق قرشك الأبيض بلحظة ولتجده في الصفوف الأولى في المجتمع يحكي بالانسانية ويحمد الله.
لماذا لا يطوّب الفاسدين والدولةالمالية العميقة الحاكم بأمر المال السابق؟
ليكن للاشرار معبدهم كي لا ينجسوا معابد المؤمنين الحقيقيين.
اما زلت هنا يا عباس؟
ارحل!
انج بنفسك!
ابق حيّاً!
ولن تنجو.
زينب لا تصدّق كل ما قيل ويقال.
ولشربل رأي آخر.
من هنا ومن ساحة الشهداء المحررة القريبة من انفجار مرفأ بيروت وجالسا على قارعة الرصيف ارتشف قهوة رخيصة من بائع متجوّل اعلن و كمجنون الساحة والشارع والحيّ والضيعة ان كل المعضلة في مال حلال ومال حرام و أسوأ منتج للمال الحرام الرأسمالية الجشعة والاقتصاد الحر الخسيس و زبانيته من قطاع مصرفي محتال.
اقول كلامي هذا واستغفر الله لي و لكم.
والله اعلم.
#د_احمد_عياش
المقال يعبر عن رأي الكاتب وليس رأي موقع سانا نيوز