اخبار ومتفرقات

من السيدة غادة إلى البطلة ايمان خليف المنطق الاقصائي واحد…

أسوأ ما في الخطاب الطائفي اللبناني ان تصريحا طائفيا متعصّباً يستدرج ردات فعل لخطب طائفية من متعصبين آخرين بحجة الدفاع عن مقدّسات لم تطلب من احد ان يدافع عنها ولم توكل احد قانونا وشرعا النطق باسمها.

عندما تتحدث ، ممثلة عن الشعب اللبناني، عن مواجهات عمرها 1400سنة إنما تستحضر ثارات غريبة وعندما يتحدث ممثل اعلامي لحزب يميني متطرف عمن يشبهونه ولا يشبهونه إنما يستحضر كراهية ما عادت تنفع في سوق البيع والشراء السياسي والطامة الكبرى ان الذين يتصدّون للاقصائيين والالغائيين والطائفيين هم الوجه الآخر لأولئك في المرآة بلا اية فوارق اللهم غير الاسماء.

لا نجاة من هؤلاء الإقصائيين الا بإعادتهم إلى المدرسة الابتدائية من جديد ومعاقبة اساتذتهم للتربية الوطنية.

خطاب الكراهية ضد الآخر غير محصور في لبنان إنما هو ثقافة عالمية بل هو وباء ثقافي عالمي معدٍ ومميت فما الذي يجعل المرشح للانتخابات الأميركية السيد.دونالد ترامب ان يتهم الملاكمة الجزائرية ب”الملاكم الرجل” تماشياً مع حملة دعائية لاعلام متواطىء غربي لا أخلاقيّ ليس لشيء غير اعاقة مسيرة الرياضية الجزائرية نحو الميدالية الذهبية.

مَن يظنّ ان الالغاء والاقصاء والطائفية والعنصرية ظواهر محلية او هفوات حمقاء او تفسير كلام على محمل آخر واهم جدّاً بل هي ثقافة عالمية كانت وما زالت تمتد وتنتشر وربما اوّل من تحدث عنها كآفة اجتماعية هو عالم الاجتماع ابن خلدون عندما أعاد العنف لاحد أسبابه في العصبية والميل للتعصّب.

أسوأ ما في المشهد ان من يتصدى للطائفيين المرضى نفسيا هم طائفيين مرضى نفسيا إنما من الخط المعاكس.

لا نجاة ما دام الإعلام اللبناني لا يناسبه اللاطائفيين وما دام الاعلام العالمي يجمّل العنصريين ويستبعد اهل ثقافة الاممية عن التعبير.

من خطاب السيدة غادة إلى الخطاب المعادي للبطولة ايمان خليف خط اليمين المتطرف العالمي المتستر بالطائفة والعرق واللون والقومية والدين خدمة لثقافة العملة الورقية والمصارف والسلطة والمال الحرام يتمدّد وينتشر .

لا بدّ من إعادة كوكب الأرض إلى خالقه كما كان نظيفا من فساد ومن سفك دماء البشر.

المجد لخونة طوائفهم.

طوبى للذين يتمردون على ثقافة القطيع والقطعان.

والله اعلم.

#د_احمد_عياش.

المقال يعبر عن رأي الكاتب وليس رأي موقع سانا نيوز 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى