اخبار ومتفرقات

اليوم صباحًا

اليوم صباحًا حوّلت إسرائيل أجساد الأطفال إلى أشلاء، والضمير العالمي نائم بفراش الشعب العربي النائم.

بقلم ناجي أمهز

مراسل الجزيرة: المجررة لا يمكن وصفها! اكوام من الاشلاء.. اجساد مقطعة ومجزرة فضيعة، يصعب علينا تشكيل جثة كاملة بسبب تناثر الاشلاء.. نحن نتحدث عن كارثة وواقعة صعبة جداً وهذه من ابشع المجازر التي حصلت (الناطق باسم الدفاع المدني) عشرات الاطفال والنساء والشيوخ قتلوا اثناء نومهم وبعضهم اثناء الاستعداد للصلاة.

الى الجميع، ويجب ان يسمع الجميع، نحن فرض علينا القتال، ونحن سنقاتل اقله قتال الابطال الشجعان، انما لا احد ينتظر منا ان نموت جبناء.

حتى في موتنا سنبول على اعدائنا من السماء، ونقصفهم بالبرق ونرعبهم بالرعد.

اليوم ربما ننتصر وربما نستشهد، ولكن غدا حتما سنموت جميعا، فلا تتزاحمون على الموت، ولا تتسابقون الى الخيانة ومشاركة اسرائيل في جرائمها من اجل دخول جهنم، فان فيها اماكن لجميع الخونة الذين باعوا الله والاديان والانسانية بابخث الاثمان.

وهناك الكثير يتمنون أن تحصل مشاهد غزة في الضاحية والجنوب وفي كل بقعة يوجد فيها مقاوم يريد منع إسرائيل من السيطرة على العالمين العربي والإسلامي.

ومن اخبركم اننا عندما دخلنا في معركة اسناد غزة فرقنا مصيرنا عن مصيرهم.

كل شخص يشجع على ضرب المقاومة يريد هذا المشهد.

كل شخص يحرض على بيئة المقاومة يريد أن يحوّل جزءًا من اللبنانيين إلى أشلاء.

ونحن اما ننتصر مع غزة واما نموت قبل موت غزة.

 

كل سياسي لا يقف في هذا الوقت مع أبناء وطنه هو مجرد خائن، خاصةً أن المعركة اليوم هي مع عدو مجرم. من يريد أن يكون شريكًا للمجرم هو مجرم.

لا أفهم كيف يمكن لعقل أن يقبل أن يصفق لإسرائيل التي تبيد الإنسان.

لا أفهم ما الذي يدور في داخل هذا الشخص الذي يشجع الإسرائيليين على قتل الأطفال، فقط ليبتسم؛ هذه قمة الأمراض النفسية.

الذين اليوم يهللون لإسرائيل على امتداد الوطنين العربي والإسلامي هم أنفسهم الذين هللوا بالأمس لداعش ودعموها بالرجال والمال والسلاح والقرار السياسي والفتاوى الشرعية المنتشرة على منصات يوتيوب. شاهدنا كيف كان فريق منهم يفرح لداعش التي كانت تنحر أبطالنا على شاشات التلفزة، وهم أنفسهم شاهدناهم كيف يشجبون أفعال داعش في باريس ولندن؛ قمة “الشيزوفرينيا”.

داعش تلمودية، وإسرائيل تلمودية، هكذا يقول اليهود الليبراليون الذين يطالبون بإسقاط حكومة نتنياهو الدينية المتطرفة.

على مدار عشرة أشهر، لم تسقط دمعة ولو كاذبة من عين أي زعيم عربي على آلاف الأطفال الذين قُتِلوا، وماتوا ألف مرة قبل أن تتحوّل أجسادهم إلى أشلاء.

عشرة أشهر وأطفال فلسطين يصرخون ويبكون ويتألمون، ولم ينتفض رجل عربي واحد من بين 400 مليون عربي.

عشرة أشهر والمساجد تُدمَّر، والمصاحف تُحرق، والنساء تُغتَصب وتُقتَل، والأطفال يُمزَّقون، ولم نسمع من رجل دين وهابي واحد يقول: “يا مسلمين، إلى الجهاد”، كما كانوا يدعون للجهاد ضد النظام في سوريا.

لا والله، سمعنا الكثير من مشايخ الوهابية وهم يتهجمون على حماس ويتهمونها بالخروج عن الدين لأنها تحالفت مع الشيعة.

عشرة أشهر والناس في غزة تموت من الجوع والعطش، ولم نسمع عن متمول عربيًا واحدًا تبرّع بدولار، بينما نسمع عن الأعراب الذين يتبرّعون بملايين الدولارات للراقصات والمطربات للتغطية على أصوات صراخ أطفال غزة، ومنهم من تبرع بمليارات الدولارات لإسرائيل، ومنهم من تبرع بمئات المليارات لأمريكا، أما أن يتبرع أحدهم لغزة فقط من أجل الخبز والدواء، فلن تجد في عالمنا العربي إلا الكذب وتحريف التاريخ، والكلام عن بطولات عنتر والزير سالم.

شعب غزة يموت من اجل كرامته، وغالبية شعوب المنطقة قتلت كرامتها لتحيا دون عزة او كرامة.

اين جامعة الدول العربية، او غزة تقع في قارة السماء.

اين المؤتمر الاسلامي الممتد من باكستان الى عمان وفيه اكثر من مليار ونصف مسلم، ماذا يفعلون، لا نطالبهم بالقتال او تقديم الدعم بالسلاح، ولا حتى التبرع، لكن اقله الدعاء على اسرائيل، هل ممنوع الدعاء على اسرائيل، هل هناك حديث يحرم الدعاء على اسرائيل.

اين مصر ام الدنيا، مطلوب منها فقط ان تسمح بتمرير الطعام وتاخذ عليه عمولة لا مشكلة، فقط تمرير الطعام، هكذا يموت اهل غزة وبطونهم ممتلئة.

أين أتباع جمال عبد الناصر؟ أما هؤلاء، فقط في السلم للمزايدة من خلال الإيحاء بأنهم مع المقاومة فقط لإبراز صورهم في الإعلام وقبض بعض الأموال، والمقاومة ومحورها دفعوا الكثير من الأموال فقط مقابل الكلام.

اين الشعب الفلسطيني في الاردن، لا نطالب الشعب الاردني بالتحرك، بل صدقا اين اقارب من يقتل في غزة، اين اصدقاء من يقتل في غزة، اين ابناء الهوية الواحدة مع ابناء غزة.

أين أصحاب مقولة “وامعتصماه”؟

اين الكرامة والكرم العربية والاسلامية

أين، وأين، وأين؟

الشعب الفلسطيني يُباد، ونحن قبل أن نحمّل أمريكا واوروبا والأمم المتحدة ومجلس الأمن كل أخطائنا، علينا أن نعترف كعرب وكمسلمين أن وجودنا لم يعد له تأثير، لاننا تنازلنا عن دورنا ووجودنا وارضنا ومقدساتنا، وحتى عن دمائنا.

عارٌ علينا أن تنتفض الشعوب في أمريكا وأوروبا من أجل غزة، بينما غالبية الشعوب العربية تشعر بالملل والانزعاج من هذا المشهد وتتساءل متى يتم ابادة المقاومة لتتوقف هذه المشاهد. 

ثم أين حكومة الشعب الفلسطيني؟

تبا لكل الشعوب والضمائر النائمة، وغزة تحترق.

 

المقال يعبر عن رأي الكاتب وليس رأي موقع سانا نيوز

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى