اخبار ومتفرقات

من البقاع الى كل العالم: شابان من بلدة المنارة يطلقان الزراعة الاستوائية

وسط التحديات التي تعصف بلبنان من كل حدب وصوب ثمة إرادة فولاذية عند شباب لبنانيين قررت منذ فترة من الزمن أن تواجه الٱلام بالابداع والعطاء، ولعل النموذج الحي على ذلك شابان من بلدة المنارة البقاعية هما الوليد رحال وجلال ايوب الذان أدخلا بلدة المنارة البقاعية والبقاع في خضم زراعة الفواكه الاستوائية.

يتحدث الوليد رحال وهو مدير شركة كروبيكال ش.م.م عن المشروع, فالقرار اتُخذ منذ فترة أن نحوّل شغفنا بالزراعة وخاصة الزراعة الاستوائية إلى خطوات تنفيذية على أرض الواقع, فالزراعة هي التي تنتشل البلاد من الأزمات وهذا ما وصلنا إليه بعد التحديات التي عصفت بالبلاد, وقد بدأنا نبحث لفترة طويلة عن كيفية زراعة الفواكه الاستوائية والمناخ الذي يناسبها, والبداية كانت بزراعة أكثر من صنف من الفواكه الاستوائية وذلك كتجربة مبدئية للوصول إلى الثمرة النخبوية من هذه الفواكه,و مررنا بخيبات أمل كبيرة في الزراعة مبدئيا ثم بدأنا نراكم التجربة التي مررنا بها, ونحن اليوم من خلال ” الهنغارات الموجودة” والاصناف التي نضعها في تربة الأرض البقاعية ومن خلال العمل اليومي الدؤوب نؤكد دخول لبنان في مضمار انتاج الفواكه الاستوائية للمرة الأولى في تاريخه, ونلفت هنا أن هذه الزراعة التي ننتجها لا تعتمد السماد الكيماوي بتاتا بل العضوي والمعقّم, مستخدمين أنواعا من الأزهار والنباتات لمكافحة الحشرات وابعادها, ولعل أبرز ما سعينا له وحققناه هو ادخال التكنولوجيا الحديثة في زراعتنا وهو ما سيساهم في تغيير كبير ونتائج ستظهر قريبا على أرض الواقع.

يضيف:” نحن لا نخشى من تصريف المنتج لأننا على ثقة بالمنتج الذي نقدم حيث أنه طبيعي بامتياز, ونحن ننصح المزارع البقاعي أن يخرج من ثقافة الانتاج التقليدي والقلق المستمر من التصريف, ويجب على المزارع أن يتجه نحو الزراعات البلدية والحديثة, وهذا ما نضعه نصب أعيننا، بحيث نعتمد نظاما دقيقا جدا في الرّي بشكل مدروس جدا للنباتات الموجودة لدينا, وهو نظام يعمل بطريقة مناسبة لكل نوع حيث أن ذلك يخضع لتحليل كل نبتة وشتلة استوائية بعينها.

مدير الانتاج في المشروع جلال ايوب يؤكد ل” سانا نيوز” أن التحديات الأساسية كانت عدم معرفة الكثير من المحيط والأصدقاء بأهمية هذا المشروع, وقد تواصلنا مع اكبر الشركات التي تؤمن “الهنغارات” والمواد اللوجستية, و بدأنا منذ فترة بالخطوة الاولى في زراعة مجموعة من الأصناف منها تأكد لنا نجاحه وبعضها نقوم باختبارات عليه, ولذلك فالعمل الميداني واليومي هو في بلدة المنارة التي نسعى أن تدخل تاريخ الزراعة اللبنانية كبلدة بقاعية اولى تصدّر هذا النوع من الفواكه, ونحن نسعى لتسويع بيكار هذه الزراعة لبنانيا وعربيا.

لشركة كروبيكال شق خدماتي حيث أن ثمة توعية وإرشاد للمزارعين وهذه أمور مجانية يقول ابنا بلدة المنارة, إضافة لإدارة المشاريع الزراعية التي تعتبر أمرا مركزيا اليوم في الزراعات الحديثة الناجحة على شتى الصعد والميادين, فكل نبتة أو صنف من الفواكه الاستوائية له مناخ وحيثية مختلفة عن سواها.

تجربة رحال وايوب هي خير دليل على إمكانية النهوض بهذا الوطن, فالفكرة أضحت حقيقة والبقاع سيشهد على تصدير الفواكه الاستوائية إلى كل العالم, وهذا ليس جديدا البتة على ارادة البقاعيين خصوصا واللّبنانيين عمومًا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى