اخبار ومتفرقات

في كل الأحوال حاول…

في كل الأحوال حاول…

 

من المتعارف عليه أنّنا ندفن بعضنا البعض ،واحداً واحداً،نحن من يدفن الآخر، اما أن نصل إلى زمن نتيقنّ فيه بالدليل القاطع أنّ لا آخر يدفننا و انّنا غدونا ندفن أنفسنا بأيدينا بلا رحمة فهذا ما لا يتقبله قلب وعقل .

صارت الناس ونحن من الناس بقلب من حجر وبعقل بلا رحمة .

بحص يجري في الوردة الناس وفي انوفهم واذانهم مقلاع صخر ومجبلة زفت  

نحن في بلاد لا نفعل فيها شيئاً غير دفن انفسنا احياءً حتى المهاجر الذي ظنّ انّه قد نجا من ابداعاتنا ،تسأل عنه لتعرف انّه قد دفن نفسه في بلدة او مدينة بين غرباء.

اللغة متعة.

الانتماء لذّة.

الاهل ذاكرة حميمة ولو ظلموا.

حاول صاحبنا الانسجام و رفضوه كجسم غريب يسبب الأمراض والاضطرابات .

صاحبنا تحوّل من عبء إلى جرثومة .

مدفون هنا ومدفون هناك وحفّار القبر ! الميت نفسه.

لا نجاة من حيرتك،تحاول الإفلات من معتقلك الخاص ولا تفلح،أناك سجنك و جلادك ضميرك ، و روحك تبرأت منك دنيا وآخرة 

لا يرضى عنك احد و انت أحدهم.

احد يتذمّر دوماً.

يتأفف.

يحتجّ.

يركل نفسه إن غضب و يُسقط نفسه بالضربة القاضية إن زادت خيباته فشلا اضافيا.

لا نجاحات هنا.

هنا الجميع يدفع بك لتسقط ،هنا يرتاحون لاخبار مصائب غيرهم ليواسوا أنفسهم انّهم ما زالوا بخير.

لسنا بخير.

لسنا بخير لأن أزمة غيرنا أعمق من ورطتنا.

في ورطة دائمة،مَن وُلد في هذه البلاد تَورّط وحمل بيده مضبطة اتهام تلقائياً.

المطلوب إثبات براءتك دائما.

لا بأس أن تمرّ كل صباح على مركز قوى الأمن الداخلي لتطلب سجلاً عدليا،ليس لشيء إنما لتطمئن انّك لم ترتكب بعد ايّة جريمة.

سترتكبها إنما لاحقاً،مسألة وقت قصير فقط.

هل شاهدت ميّتاً يدفن نفسه؟

لم ترَ.

هل شاهدت حيّاً يدفن نفسه؟

بل رأيت.

رأيت ما تفعله بحالك الا انّك لم تدرك أفعالك.

لم تعٍ أقوالك وسلوكك.

لا تتمتّع بقوى عقلية تؤهلك ان تحيا.

إنما وعلى سبيل الاحتياط فقط ابق حيّاً!

لعلّك تنجو ولن تنجو ما دمت تطارد نفسك من مكان إلى مكان آخر وانت تظنّ انك تحاول.

وفي كل الأحوال حاول!

لا تستسلم!

ابق حياً لعلك تنجو ولن تنجو.

#د_احمد_عياش

المقال يعبر عن رأي الكاتب وليس رأي موقع سانا نيوز

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى