كورسك ترويج نصر كاذب فضح الغرب وزيف اعلامة
في الوقت الذي تحرز فيه القوات الروسية تقدم على جميع محاور القتال بمواجهة دول الغرب مجتمعة بقيادة الولايات المتحدة الأميركية وحلف الناتو على الأراضي الأوكرانية، تخسر حكومة زلنسكي كل يوم جزء من الأرض وتفقد جنود ،بعد أن تمكنت القوات الروسية من قيادة المواجهة وفرض إدارتها على سير المعارك وإليه عمل الجبهة، معتمدة القضم التدريجي للأرض، وقدرة التحكم بالميدان حتى لا تقع فريسة استنزاف او حرب إغراق تريدها أميركا ، وهذا ما حكم عمل الجبهة منذ يومها الاول ، فالقوات الروسية انطلقت وفق خطة انتشار عسكرية مدروسة، محددة الأهداف ،وحتى اللحظة لا تزال تمسك ارض الميدان بتفوق، تعرف كيف تتحرك وبأي اتجاه وتختار التوقيت الذي يتناسب مع خطة عملها، التي تختلف كليا عن خطة الجيش الاوكراني ومرتزقته ، فالاراضي تحولت ميدان معارك الغرب لتوسعة حلف الناتو باتجاه روسيا بهدف تطويقها ،وضرب العمق الاستراتيجي لروسيا العظمي التي تشكل قوة ردع حقيقي بمواجهة العالم الغربي براسماليته الجشعة، بقيادة امريكا التي تعمل للسيطرة على العالم كله وضرب كل نقاط القوة فيه .
هذا يشكل حقيقة الصراع الأمريكي مع دول الممانعة التي توحدت على قضية مواجهة الغطرسة الأميركية جمعها رفض زرع الحروب والاستثمار بالدمار لضرب استقرار البلدان وإسقاط حدود واستبدال حكومات ورؤساء ، وفق مصالح الغرب لابقاء سيطرته على مقدرات العالم وثروات الشعوب بمقدمها النفط والغاز السلع الاستراتيجية التي يطبق فيها على اقتصاد العالم، يتحكم باسواقها ، خاض لاجلها حروب منها مباشرة ومنها بالواسطة أو حروب ناعمة، ثورات داخليه عمل لاستبدال أنظمة ورجال حكم بأدوات، وما الربيع العربي الا حلقة من مسلسل راعي البقر ومسرحية الديمقراطية وزيفها في الغرب ، الذي تديره حكومة عميقة تخضع لشركات النفط ومصانع الأسلحة والمصارف، سلاحها امبرطوريات إعلامية تروج وتبدع، تصنع الحدت بمؤثرات لا تختلف عن صناعة افلام هوليودي بأبعاد تخدم مشاريع امريكا في استغلال البشر وتقويض المجتمعات، تحويلهم شعوب استهلاكبة عبيد مؤسساتها التي اجتاحت اسواق العالم ،وشكلت غزوا ثقافيا تجاوزت كل الحدود بسيطرتها على منظمة التجارة العالمية، والمؤسسات المالية الدولية التي جيرتها لخدمة راسماليتها المتوحشة، على حساب امم اغرقتها بالظلام لتزيد بؤسها بشعار الحرية الذي سقط في قلب أميركا، على اسوار الجامعات فيها ،وفي أروبا مع طلاب رفضوا حرب إبادة في غزة جريمة دولية تشارك فيها وتدعمها حكوماتهم الاستعمارية، شكلت تظاهراتهم تهديدا للأمن القومي لسياسة بلدانهم الرعناء التي تخشى وعي الشعوب الذي يفوق قوة اساطيل وطائرات وحتى أسلحة كاسرة التوازن، معركة يخشاها الغرب ترعب حكومته العميقة وسياسته العفيمة، اتجاه الواقع الذي يتغير يوما بعد يوم ،اصبح السقوط المدوي للغرب حقيقة ولم تعد خيال ، أمام إرادة شعوب وبظل قادة تعبر عن حقيقه الشعوب ورغبتهم بكسر الهيمنة الغربية، التي بدأ يضرب بلدانها الوعي من الداخل، بعد أن أصابها وهن سوء التعاطي مع متغيرات الأمم ونهضتها ، سئمت جشع الغرب الذي لا زال يتعاطي بطريقة حكم العبيد مستخفا بالبشر وعقولهم ،يصنع قضاياهم وقياداتهم كما يصنع افلام تروجيهم، التي بدأ نجمها بآلافول وتسقط تباعا أمام تكشف حقائق اليوم من غزة إلى أوكرانيا، جبهات ملتهبة ومعارك يريدها الغرب بقياس مصالحه، وبرغم الإحباط الميداني اصطنع أمس انتصارا وهميا لاوكرانيا في كورسك، أبدع في تسويقه إعلاميا لرفع معنويات الجبهة الأوكرانية ومرتزقتها بالميدان، فالمساحة التي تحدث عنها تقدم كيلومترات عدة وحددها بأربعين كيلومتر مربع على جبهة يقصل بينها عشرات الكيلومترات، مساحتها الاف الكيلومترات،وحقيقة ما حصل على الأرض هو تسلل بضعة جنود مرتزقة في المسافة الفاصلة بين الجبهات، مئات الأمتار في نقاط متعددة على جبهة عرضها عشرات الكيلومترات، لا يشكل تسللهم أي قيمة بالميدان أو بالمحافظة على الأرض تغير نتائج الحرب ،او تؤثر بتقدم الجيش الروسي المدروس وفق إليه عمل وانتشار محددة لضرب البنية التحية وقواعد السيطرة والإسناد النارية ومراكز القيادة الغربية على الأراضي الأوكرانية، وصولا للعاصمة كييف التي تعتبر بحكم الساقطة عسكريا ، وهذا يوضح حقيقة المعركة والفارق بين الجيوش بإدارة المعارك، بين من يديرها عسكريا وفق مقتضيات الميدان ومن يخوضها إعلاميا ويصنع انتصارات وهمية كشفت حقيقة الغرب ووهنه حتى اتجاه شعوبه الحرة
د محمد هزيمة
كاتب سياسي
باحث استراتيجي